القيام بسرقة عملات مشفرة بقيمة 610 مليون دولار أمر مثير للاهتمام فعلاً. ولكن عندما يعيد اللص كل الأموال التي سرقها، فهنا تبدو القصة رائعة وغريبة في آن. وهذا ما حدث بالضبط في شهر آب / أغسطس الماضي حيث تعرضت شبكة بولي إلى أكبر وأغرب هجوم الكتروني على الإطلاق.

 

أكبر وأغرب هجوم على شبكة بولي

توفر منصة Poly Network طريقة لربط تقنيات التشفير المختلفة معاً. هذا يعني أن ملايين الدولارات من العملات المشفرة تتدفق عبر شبكة بولي يومياً، مما يجعلها هدفاً جذاباً للغاية لمجرمي الإنترنت.

عندما اخترق أحد المتسللين النظام وسرق 610 مليون دولار، شعرت شبكة Poly بالحرج الشديد بعد أن تم تصنيف الهجوم على أنه أكبر سرقة للعملات المشفرة على الإطلاق. فقامت بإرسال نداء يائس على منصة تويتر قالت فيه:

“مبلغ المال الذي اخترقته هو الأكبر في تاريخ العملات المشفرة. الأموال التي سرقتها تأتي من عشرات الآلاف من أعضاء مجتمع التشفير. يجب أن تتحدث إلينا للتوصل إلى حل”.

 

تطور مفاجئ

بعد نجاح الهجمات الالكترونية وإتمام عملية السرقة، عادة ما يختفي المهاجم اللص عن الشبكة ويذهب للتمتع بالثروة التي حصل عليها مؤخراً. ولكن هذا المتسلل بالتحديد لم يكن عادياً.

بطريقة غريبة، استطاع اللص مقاومة الإغراء بالحصول على المال. إذ بعد يوم واحد فقط من الخرق، تمت إعادة جميع الأموال المفقودة. لذلك لقب الهجوم بـ أكبر وأغرب عملية سرقة إلكترونية جرت على الإطلاق.

وفقا ما كشفت عنه شبكة Poly Network، كان اللص متسللاً ومخترقاً أخلاقياً، قام باختبار أمان النظام الأساسي لتحديد نقاط الضعف التي يجب إصلاحها. لقد اكتشف عيباً خطيراً جداً في أمان النظام الأساسي وقام بسرقة العملات المشفرة لإظهار مدى خطورة المشكلة.

على الأثر، لقبت شبكة بولي المتسلل بـ “السيد وايت هات” بعدما قام بإرسال سلسلة من الرسائل التي تشرح ما فعله بالضبط ولماذا قام بسرقة مثل هذا المبلغ الضخم من المال. يزعم المتسلل أن السرقة كانت مجرد اختبار لمهاراته التقنية وفرصة للمساعدة في جعل شبكة بولي وطرق التعامل بالعملات المشفرة أكثر أماناً وأمناً للجميع.

 

القراصنة الجيدون

تتمثل إحدى أفضل الطرق لاختبار أمان أنظمة الكمبيوتر في محاولة كسرها. يستخدم متخصصو أمن تكنولوجيا المعلومات، المعروفون باسم قراصنة القبعة البيضاء، الأدوات والتقنيات نفسها التي يستخدمها مجرمو الإنترنت (أي قراصنة القبعة السوداء) لاكتشاف الثغرات الأمنية في محاولة لاستغلالها والتقاط كلمات المرور وسرقة البيانات أو العملات المشفرة.

يستخدم قراصنة القبعة البيضاء مهاراتهم للعثور على نقاط الضعف في الشبكات التنظيمية وأنظمة الكمبيوتر وتحديد أماكن وجود المشاكل، مما يسمح للشركات بإصلاح برامجها قبل وصول مجرمي الإنترنت إلى هناك. في معظم الحالات، تقوم الشركات بالتعاقد مع هذا النوع من المتسللين الأخلاقيين، أو الأشخاص المهرة، ما يُعرف أحياناً ببرنامج “مكافآت الأخطاء”.

تجدر الإشارة إلى أن المتسلل الأخلاقي لا يهاجم عادةً أجهزة الكمبيوتر الشخصية من دون إذن مالكها. فالقيام بذلك سيكون غير أخلاقي تماماً بالنسبة له وغير قانوني.

14 نوعاً من القراصنة والمتسللين.. هل تعلمون أحدهم؟

القراصنة والمتسللون.. بين تنفيذ الهجمات السيئة والجيدة!