هل لاحظتم في الآونة الأخيرة انتشار الاختبارات الطريفة بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي؟ حيث تم إغراق المجموعات والصفحات والملفات الشخصية على فيسبوك وانستغرام باختبارات تطلب من الأعضاء الذين يريدون المشاركة فيها والمتابعين أيضاً، الإجابة عن عدد من الأسئلة المثيرة للاهتمام التي تحفّز المشاركة، مثل الأعمار والتواريخ المهمة في الحياة واختيار الأفضل وغيره.

بطبيعة الحال، هذه الاختبارات طريفة ولذيذة ومضحكة في الشكل والمضمون، وسيقوم العديد من الأشخاص بمشاركة معلوماتهم الشخصية بكل سرور. ولكن احذروا ما يجري في الكواليس المخفية! فكل المعلومات الحساسة التي شاركتموها مثل تاريخ ومكان الميلاد وموعد الزفاف وما إلى ذلك، باتت في عهدة القائمين على هذه الاختبارات. وما أدراكم من هم هؤلاء!

بالإضافة إلى ذلك، غالباً ما تكون التعليقات المكتوبة أسفل هذا النوع من الاختبارات / المنشورات عامة، مما يعني أنه يمكن للجميع رؤيتها. ونقصد بالجميع، كل الجهات السيئة التي تبحث عن معلومات وسُبل متعددة لتنفيذ الهجمات الكترونية.

وبما أن هذا النوع من المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي يلقى عادةً نسبة مرتفعة من التفاعل، يصبح قسم التعليقات تحت السؤال مصدراً للمعلومات المجانية بالنسبة للمحتالين. قد تعتقدون أن الأمر بسيط فعلاً! هو كذلك للمهاجمين وليس لكم! شاهدوا الفيديو التالي بعنوان “ما هو رقمكم السري؟” والذي يوضح كيف يتم خداعكم بشكل مبسط.

أسئلة الاختبارات الطريفة قد تكون خطيرة جداً

 

لقد سرق القراصنة بليارات البيانات والمعلومات من الشركات الكبرى حول العالم، عبر شن مختلف أنواع الهجمات الالكترونية على مدار العقد الماضي. وفي كثير من الأحيان، يحتاج المتسللون إلى ارتكاب جرائم سرقة الهوية للبحث عن القطعة المفقودة التي ستسمح لهم بتنفيذ الهجوم. وللأسف، عدد كبير من المستخدمين يشاركون معلومات عن هويتهم في قسم التعليقات على المنشورات، من دون معرفة عواقب هذا الأمر.

هذا ولا يبحث المتسللون عن معلومات الهوية فحسب، بل يبحثون أيضاً عن إجابات محتملة لأسئلة الأمان التقليدية مثل “أين التقيت أنت وشريكك في المرة الأولى؟”، أو “ما هو طعامك المفضل؟”، أو “ما هو اسم حيوانك الأليف الأول؟” وغيره.

ستقوم الاختبارات الطريفة الموجودة على وسائل التواصل الاجتماعي باستدراجكم شيئاً فشيئاً للكشف عن تفاصيل حياتكم ومعلوماتكم الخاصة، عبر توجيه عدد من الأسئلة السخيفة والمرحة أحياناً. وبالتالي، الإفصاح عن هذه المعلومات بشكل علني قد يؤدي إلى عواقب سلبية، فالأجوبة والتعليقات التي تقومون بها قد تشمل جزءاً من كلمة الكرور الخاصة بكم، أو جواب على أحد الأسئلة الأمنية، أو غيره الكثير. وقد تصبحون ضحايا بسبب عدم تنبهكم لهذا الأمر.

احفظوا القاعدة العامة التالية: لا تقولوا أي شيء عن حياتكم الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي لأنكم لا تعلمون من المتلقي. وتحفّظوا عن ذكر أي معلومات مرتبطة بالهوية أو الحسابات المصرفية وأسماء الأماكن والعناوين وغيره، أي كل ما قد يثير الشبهات.

وفي المرة القادمة التي يظهر فيها سؤال أمامكم على فيسبوك يطلب منكم مشاركة طراز سيارتكم الأولى أو العام الذي تخرجتم فيه من المدرسة الثانوية، فكروا مرتين قبل الإجابة لأن مجرمو الإنترنت قد يكونون في المرصاد.