ازدهرت ألعاب الفيديو على الإنترنت بشكل هائل في السنوات الأخيرة، فباتت صناعة مهمة جداً فرضت نفسها على الساحة العالمية مع التعامل بمبالغ ضخمة من المال، نحو 200000 مليون دولار سنويًا في جميع أنحاء العالم.

تسليط الضوء على ألعاب الفيديو على الإنترنت أثار اهتمام قراصنة الانترنت وزاد رغبتهم في شن الهجمات وارتكاب الجرائم الالكترونية ضد الشركات متعددة الجنسيات التي تعمل في هذه الصناعة.

تهدف هذه الهجمات عادة إلى تسريب معلومات سرية بشأن المنتجات التي لم يتم الإفراج عنها بعد. وجديدها، الهجمات السيبرانية الأخيرة التي طالت شركة Rockstar Games المعروفة، حيث قام المهاجمون بتسريب أكثر من 90 مقطع فيديو لنسخة قيد التطوير من لعبة Grand Theft Auto VI (GTA 6).

هذا وكانت الأسابيع الأخيرة صعبة على EA Sports أيضاً، خصوصاً بعدما تم الكشف بأن الشركة كان من الممكن أن تكون ضحية هجوم إلكتروني قبل إطلاقها الدفعة الأخيرة من سلسلة ألعاب كرة القدم FIFA 23 في الأسواق، والتي من المتوقع أن يتم استبدالها بأخرى جديدة تدعى EA Sports FC.

على أي حال، كان الإصدار الجديد محاطًا بعدم اليقين حيث كانت تخشى الشركة أن يتم تسريب محتوى اللعبة قبل إصدار المنتج الرسمي، أو أن تتعرض إلى هجمات الكترونية عديدة كما كان الحال في السنوات الماضية.

ومن البديهي أن يركز مجرمو الانترنت جهودهم على أبرز المنتجات التي تهمّ المستخدمين، بحيث يستخدمون آليات متطورة للغاية للتسلل إلى شبكات الشركات الكبرى، مما يتسبب في أضرار بملايين الدولارات، ومن دون أي جهود تذكر من قبل المهاجمين.

 

أنواع الهجمات الإلكترونية التي تستغل ألعاب الفيديو على الإنترنت

– الهجمات التي تعتمد على بيع عملات FUT على صفحات مزيفة أو احتيالية.

واحدة من أكثر الميزات المحبوبة في لعبة FIFA بوضعية “Ultimate Team” هي عمليات البيع والشراء في السوق، حيث يتداول المستخدمون في بطاقات اللاعبين وأحيانًا بأسعار باهظة.

ويتمثل الخطر الأساسي هنا في شراء عملات FUT لفيفا 23 من دون التأكد من شرعية الصفحة المستخدمة، بحيث يمكن أن يتحول المستخدمون بسهولة إلى ضحايا مباشرين وقد يخسرون أموالهم بسرعة.

وبالتالي، من الأفضل إجراء المعاملة على الصفحات التي تم التحقق منها بواسطة EA Sports والابتعاد عن الإعلانات التي تعرض عملات FUT بأسعار منخفضة للغاية أو غير واقعية. الحذر مطلوب جداً قبل إتمام عملية الدفع.

 

– عمليات التصيد الاحتيالي التي تهدف إلى اختراق حسابات اللاعبين الآخرين.

هجمات التصيد الاحتيالي المعتادة هي عندما يتلقى المستخدم بريدًا إلكترونيًا يبدو أنه من EA Sports بخصوص ترقية مجانية إلى FIFA Ultimate Team. عند النقر على الرابط الاحتيالي في البريد الإلكتروني، سيتم تحويل المستخدم إلى ما يبدو أنه صفحة تسجيل الدخول إلى FIFA Ultimate Team . عند تسجيل اسم الدخول وكلمة المرور، سيقوم المهاجم بسرقة بيانات الاعتماد مع أي بيانات مصرفية مخزنة في ملف التعريف الشخصي.

هذا الموضوع قد يكون خطير جداً لأن المستخدم عادةً ما يقوم بتخزين بيانات بطاقة الائتمان في حسابه الشخصي من أجل إجراء عمليات شراء في المستقبل، وستكون سرقة بيانات البطاقة عملية سهلة وسريعة. وقد تسوء الأمور أكثر في الحالات التي يقع فيها الأطفال بالفخ، حين يملؤون البيانات المطلوبة في البريد الإلكتروني أو على الصفحة الاحتيالية ببيانات بطاقة ائتمان الأب أو الأم، من دون علم هؤلاء.

 

– ألعاب الـ freemium

نوع آخر من الألعاب عبر الإنترنت والذي تحول إلى منجم ذهب لمجرمي الإنترنت. الـ freemium هي برامج مجانية مع ميزات إضافية مدفوعة، حيث يقوم المستخدم بالدفع لفتح مستويات أعلى والتخلص من الإعلانات وتوفير الوقت.

في الواقع، يعدّ هذا أحد النماذج الأكثر شيوعًا اليوم، حيث أصبح المصدر الرئيسي للإيرادات ليس فقط لشركات ألعاب الفيديو، ولكن أيضًا للصناعات والخدمات الأخرى، مثل Duolingo أو Spotify أو حتى خدمات التخزين السحابية حيث تحتاج إلى الدفع للحصول على مساحة أكبر.

 

– برامج الطرف الثالث.

برامج الطرف الثالث أرض خصبة لعدد كبير من الفيروسات والبرامج الضارة التي قد تصيب الأجهزة بسهولة تامة، ومن دون علم المستخدم. صحيح أن هذا النوع من البرامج قد يوفر امتيازات معينة ومفيدة للاعبين، ولكن سيكون ذلك على حساب تمكين مجرمي الإنترنت من التلاعب بالملفات الشخصية أو فتح كاميرا الويب في الجهاز عن بعد أو غيره من الأمور السيئة.