لأكثر من عام، حذر الباحثون في الأمن السيبراني من خطورة زيادة الهجمات الالكترونية مع تكيّف الناس مع فكرة العمل من المنزل. وتشير الأرقام الجديدة الصادرة عن المركز الوطني للأمن الإلكتروني (NCSC) في المملكة المتحدة إلى أن المتسللين باتوا يكرسون الكثير من الوقت والموارد لاستهداف الشركات المرتبطة بقطاع الرعاية الصحية.

وبحسب ما أفاد مركز NCSC، وهو قسم في جهاز المخابرات البريطاني، 20% من جميع الهجمات التي ساعد القسم بالتحقيق فيها والعمل على صدها تم شنها ضد القطاع الصحي. كما أشار إلى أن العدد الإجمالي للحوادث المبلغ عنها ارتفع من 723 إلى 777 بين عامي 2020 و 2021.

 

مشكلة الهجمات الالكترونية المرتبطة بالفدية

نجح المجرمون الإلكترونيون في استخدام هجمات برامج الفدية لابتزاز الشركات في مختلف الصناعات بهدف الحصول على المال. وليس من المستغرب أن يتم اللجوء إلى نفس الأدوات والتقنيات لمهاجمة قطاع الرعاية الصحية.

على سبيل المثال، تعرضت جامعة أكسفورد، التي ساعدت في تطوير لقاح Astra Zeneca Covid-19، إلى إصابة خطيرة بالبرامج الضارة، ولم تكن قادرة على إيجاد الحلول المناسبة. فطلبوا مساعدة NCSC لحظر وإزالة البرامج الضارة نهائياً. ولكن من غير الواضح حتى الساعة ما إذا كان تفشي الفيروس قد تسبب في أي ضرر دائم.

 

الهجمات ليست بجديدة

منذ عام 2020، بدأت ترد تقارير عن حدوث عدة هجمات ضد المنظمات المشاركة في تطوير لقاحات Covid-19 ومؤسسات الرعاية الصحية الأخرى.

وتم اتهام مجموعة القرصنة الروسية APT29، المعروفة أيضًا باسم “Cozy Bear”، بمحاولة سرقة بيانات البحث والملكية الفكرية.

هذا وأبلغت وكالات الأمن السيبراني الحكومية في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا عن حوادث خلال عام 2020 شملت برامج الفدية والتصيد الاحتيالي والبرامج الضارة المخصصة التي تستهدف الباحثين عن اللقاحات.

 

تحذير للمستقبل

لن تتوقف هجمات برامج الفدية في أي وقت قريب، ويتوقع مركز NCSC أن تزداد هذه الهجمات العام المقبل لتطال عدداً من القطاعات الأخرى، فيما لن تكون محصورة فقط ضد قطاع الرعاية الصحية.

وتجدر الإشارة أيضاً إلى أن المركز الوطني لمكافحة الفساد تلقى أكثر من 5.9 مليون تقرير عن محتوى ضار، من قبل الجمهور العام أيضًا. يوضح هذا الأمر أن كل شخص معرض لخطر الإصابة بالبرامج الضارة ويجب علينا جميعاً اتخاذ خطوات لحماية أنفسنا.