قيادة السيارة بأمان تام عملية معقدة في غياب الذكاء الاصطناعي ، ما قد لا يتنبه لها الشباب في بداية قيادتهم على الطرقات. فبالإضافة إلى توجيه المركبة وإدارة السرعة ومراقبة المحيط والمشاة والسيارات الأخرى، يجب أن يكون السائق على دراية تامة بمعظم المواقف التي قد تحصل قربه بشكل فجائي، بحيث يعمل على ردة الفعل المناسبة بشكل سريع لتجنب الحوادث المحتملة.

صحيح أن السيارات ذاتية القيادة قد تمكنت من تنظيم الأمور التقنية، وقد يثق بها البعض تجاه تولي الأنظمة أمور القيادة والتجاوز والركن، مع إبقاء عين ثاقبة على الطريق. ولكن، هل تثقون بأنظمة السيارة ذاتية القيادة لدرجة أن تشاهدوا التلفزيون أثناء “القيادة”!

لذوي القلوب القوية، يبدو أن الأمر سيكون رسميا. إذ أعلنت سلطات المملكة المتحدة أنها تخطط لتشريع يسمح لمالكي المركبات ذاتية القيادة (مثل Tesla أو السيارات التي تشبهها) من قراءة الكتب أو مشاهدة التلفزيون أو تصفح الإنترنت فيما تقود سيارتهم نفسها على الطرق العامة بكل استقلالية.

 

هل تثقون في الذكاء الاصطناعي ؟

لأسباب واضحة، كل الأنشطة المذكورة أعلاه ممنوعة حاليًا على الطرقات لأنها تصرف انتباه السائقين. ولكن يبدو أن الحكومة البريطانية واثقة بشكل متزايد في قدرات الذكاء الاصطناعي (AI) والسيارات ذاتية القيادة.

وفقًا لبحث رسمي، يلعب الخطأ البشري (الأخطاء التي يرتكبها السائقون) دورًا أساسياً في 88% من جميع حوادث المرور على الطرق في المملكة المتحدة. وبالتالي، من الواضح أن المشرعين يعتقدون أن السيارات ذاتية القيادة أكثر ذكاءً وأقل عرضة للخطأ من السائقين البشريين، وأن الحوادث ستكون أقل شيوعًا مع توفر التكنولوجيا على نطاق واسع.

ومع تولي الذكاء الاصطناعي مهام القيادة، سيتمكن الركاب من قضاء الوقت كما يحلو لهم، بما في ذلك مشاهدة التلفزيون أو تصفح الانترنت أو حتى العمل. رغم ذلك، هناك تحذير واحد فقط: على السائقين أن يكونوا مستعدين دائماً لتجاوز نظام الملاحة والسيطرة على السيارة “فقط في حالة حدوث خطأ ما”.

 

هل ستحدث هذه التغييرات حقًا؟

حظرت بريطانيا للمرة الأولى على السائقين مشاهدة التلفزيون داخل السيارة في عام 1986، لذا فإن التغييرات المقترحة اليوم مهمة جدا. ولكن لا يزال من المحتمل أن تكون هناك بعض الحواجز التقنية قبل تغيير القانون.

أولاً، تحتاج الحكومة إلى رؤية دليل قاطع على أن المركبات التي يتحكم فيها الذكاء الاصطناعي هي بالفعل أكثر أمانًا من السائقين البشر. بالنظر إلى أن السيارات ذاتية القيادة لا تزال غير مسموح لها قانونًا “بالقيادة” بنفسها على الطرق العامة في معظم أنحاء العالم، فقد يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يتمكن المشرعون من تقرير ما إذا كان هذا صحيحًا.

ثانيًا، يحتاج الجمهور أيضًا إلى الوثوق بسيارات الذكاء الاصطناعي. بعد عقود من تدريب واختبار السائقين، يعتقد الناس أن البشر يمكنهم تشغيل السيارات بأمان، وهم يريدون أيضًا التأكد من أن أجهزة الكمبيوتر يمكنها القيام بالمهمة نفسها أو حتى أفضل.

هذا يعني أن التغييرات في عادات القيادة، بما في ذلك مشاهدة التلفزيون، لا تزال مجرد اقتراح في هذه المرحلة. وبالتالي، لا يزال هناك الكثير من الوقت لتنفيذ هذه الاقتراحات، خاصة وأن القوانين التي تسمح للسيارات ذاتية القيادة بالتواجد على الطرقات – والتي تم التعهد بها العام الماضي – لم يتم سنها بعد.