فبراير ٢٣, ٢٠٢٢

Robert Gemayel

التزييف العميق.. تهديد للحقيقة على الإنترنت؟

التطبيقات وشبكات التواصل

بين الحين والآخر، يظهر تطبيق جديد لمبادلة الوجه على الهواتف الذكية يسمح بتغيير الصور الشخصية رقمياً لتظهر لنا كأكبر سنًا أو أصغر سنًا أو كجنس مختلف تماما، وسرعان ما تنتشر هذه الصور بسرعة البرق على شبكة الانترنت. ولبضعة أيام، نرى كماً هائلاً من الصور المفبركة المنشورة على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وانستغرام وتويتر وغيره.

هناك جزء مضحك فعلاً لا يمكن إنكاره بشأن التقاط صورة ذاتية للوجه ثم تبديلها بوجه آخر، وهذا هو سبب شهرة هذه التطبيقات. ولكن بعد فترة وجيزة، سنبدأ في رؤية الصور التي تظهر المشاهير الذين تم تغيير وجوههم. ثم في وقت لاحق ستتبعهم صور مماثلة للمجرمين والقتلة والديكتاتوريين المستبدين.

التكنولوجيا الجيدة.. تصبح سيئة!

فما يبدأ بقليل من المرح غير المؤذي يمكن أن يخرج عن نطاق السيطرة بسرعة فائقة، ليصبح مقيتًا أو مسيئًا تمامًا. وهذا هو سبب قلق مراقبي الخصوصية والمشرعين الحكوميين بشأن هذه التكنولوجيا  المعروفة باسم “التزييف العميق”.

لا يتم تطبيق تقنيات التزييف العميق على صور السيلفي فحسب، بل يمكن استخدامها أيضًا في الفيديو. وأبرز مثال على ذلك هو المشاهير الإناث الذين يكتشفون فجأة أن وجوههن “مرسومة رقميًا” على الأفلام الإباحية، مما يسبب إحراجاً كبيراً خصوصاً في المجتمعات المتحفظة نوعاً ما.

المشاهير هم فقط مثال عام يعكس سيئات التزييف العميق. ولكن سوء استخدام هذه التكنولوجيا قد يطال الرجال والنساء على حد سواء، في جميع نواحي حياتهم، من قبل المتسللين أو المتطفلين أو المتصيدين على الإنترنت. وبمجرد نشر مقاطع الفيديو الوهمية على الشبكة العالمية، يمكن أن يتعرض الضحايا في معظم الأحيان إلى التمييز أو التنمر او المزيد من الانتهاكات.

خطوات لمكافحة التزييف العميق

لقد تطورت التكنولوجيا بشكل سريع جدا في مختلف المجالات، ما خلق العديد من المواقف غير المتوقعة على شبكة الانترنت في ظل غياب القوانين المطلوبة لضبط الأمور أو تنظيمها على الأقل.

تتخذ حكومة المملكة المتحدة على سبيل المثال خطوات عديدة لحماية مستخدمي الإنترنت بشكل أفضل، أجددها هو العمل على قانون الاتصالات عبر الإنترنت الذي من المتوقع أن يخلق مجموعة من الجرائم الجديدة المصممة لمعالجة حقائق الإنترنت الحديثة، بما في ذلك الاستخدام الضار لتقنيات التزييف العميق.

القانون المقترح لا يخلو من المشاكل والثغرات. إذ يحذر بعض المدافعين عن الحقوق المدنية من أن القانون سيكون له تأثير سلبي كبير على حرية التعبير، على الرغم من النوايا الحسنة التي تقف وراء تشريعه. فهم يخشون أن يتم استخدام القانون الجديد بطرق لم يتم النظر فيها بشكل صحيح.

في كل الأحوال، بالنسبة لأي شخص وقع ضحية إساءة استخدام تكنولوجيا التزييف العميق، هناك بعض الأمل أخيرًا في أن يتم معاقبة معذبيهم بشكل مناسب على جرائمهم التي ارتكبوها عبر شبكة الانترنت.


آخر الأخبار