يناير ٩, ٢٠٢٣

Robert Gemayel

قراصنة القبعة البيضاء.. هل سمعتم بهم يوماً؟

الخصوصية والأمن على الانترنت، تعريفات ومفاهيم السلامة الرقمية

قراصنة القبعة البيضاء هم النوع الأخلاقي من قراصنة الأمن الالكتروني. أي هم الذين يقومون باختبار أمان الشبكات والبرامج والأجهزة، ويستخدمون معرفتهم المتقدمة بتكنولوجيا المعلومات ومهارات القرصنة، لتحديد نقاط الضعف واكتشاف الثغرات الأمنية الموجودة والابلاغ عنها، قبل استغلالها من قبل القراصنة الآخرين ذوي النيات السيئة.
يحترم قراصنة القبعة البيضاء مبادئ القرصنة الأخلاقية وهم يُعتبرون من الأشخاص الطيبين الذين يساعدون الأفراد والشركات على اكتشاف نقاط الضعف وتصحيحها قبل مشاركة المنتج في العامة.
من ناحية أخرى، قد يحصل قراصنة القبعة البيضاء على مبالغ كبيرة من المال مقابل عملهم، لأن البائعين والحكومات والشركات وغيرهم غالبًا ما يكافئون المتسللين الأخلاقيين عند الإبلاغ عن اكتشاف أي ثغرات أمنية.
هذا وتملك معظم الشركات الكبيرة والمتعددة الجنسيات عدداً من الموظفين يعملون في قسم مخاطر تكنولوجيا المعلومات للبحث بشكل أساسي عن نقاط الضعف الموجودة في الانظمة. ومع ذلك، الانضمام إلى مجموعة قراصنة القبعة البيضاء يحتاج إلى الكثير من العمل والخبرات، وإلى الانضباط لاحترام المبادئ والأخلاقيات الأساسية للقرصنة.

ما يجب أن يحترمه قراصنة القبعة البيضاء
فيما يلي بعض النقاط الرئيسية التي يجب على المتسللين الأخلاقيين مراعاتها أثناء البحث عن أي أخطاء أمنية.

احترام القانون
يحترم المتسللون الأخلاقيون سيادة القانون فلا يتخطون الخطوط القانونية الحساسة. غالبًا ما يستخدمون نفس المعرفة والأدوات التي يستخدمها المتسللون الخبثاء، ولكنّ الالتزام بما هو قانوني يساعدهم في إجراء التحقيقات والاختبارات بشكل قانوني وشرعي. يمكن أن يعمل قراصنة القبعة البيضاء كمستشارين أو موظفين أو بشكل مستقل، بحسب مختلف السيناريوهات المطروحة.

تسجيل الملاحظات بالتفصيل
عادة ما يحتفظ قراصنة القبعة البيضاء بملاحظات مفصلة عن رحلتهم السيبرانية. ليس فقط لحماية أنفسهم من المشاكل القانونية، ولكن أيضًا للرجوع إلى النتائج التي توصلوا إليها بطريقة مفهومة، بحيث يتمكن البائع (الطرف المتضرر) من فحص الثغرات الأمنية بنفسه وإصدار التصحيحات. كلما زادت كميّة التفاصيل التي يسجلها المتسلل الأبيض، كلما كان من السهل على خبراء تكنولوجيا المعلومات إعداد تصحيح مناسب قادر على إيجاد حلول للثغرة الأمنية.

البقاء في الجانب المشرق
في بعض الأحيان، قد يكون من الصعب على المتسللين الأخلاقيين البقاء في الجانب المشرق من العمل. إذ يبلغ متوسط رواتب قراصنة القبعة البيضاء نحو 100 ألف دولار سنويًا في الولايات المتحدة الأميركية، فيما يمكن أن يبيع قرصان القبعة السوداء أي ثغرات أمنية كبيرة يقوم باكتشافها في السوق السوداء على الانترنت مقابل أموال طائلة تتخطى بكثير ما قد يحصل عليه قرصان القبعة البيضاء. وبالتالي، مقاومة الإغراءات المادية ليس بأمر سهل، ولكنه أمر ضروري.

تقوم وكالات الاستخبارات في العالم بتشجيع القرصنة الأخلاقية. حتى أن وزارة الدفاع الأمريكية تقوم بإعطاء شهادات للأفراد الذين يكملون مجموعة محددة من الدورات التدريبية المتخصصة في أمن نظام المعلومات. ومع ذلك، يوافق عدد قليل فقط من المتسللين على مشاركة النتائج والمعرفة مع الوكالات الحكومية، ولا يبقون في الجانب المشرق. إذاً وبطبيعة الحال، عدد القراصنة السيئين أكثر بكثير من عدد قراصنة القبعة البيضاء، ولذلك باتت سبل توفير الحماية الالكترونية أكثر أهمية من أي وقت مضى.


آخر الأخبار