كان عام 2021 من أكثر الأعوام اضطرابًا على الإطلاق في صناعة الأمن السيبراني ويبدو أن عام 2022 لن يكون أفضل. إذ كان 2021 حافلاً بالهجمات إلكترونية على مدار العام. فلقد خسرت الشركات مئات المليارات من الدولارات بسبب برامج الفدية الضارة، حتى أن المهاجمين المؤذيين عبر الإنترنت ارتكبوا أول حالة وفاة ناجمة عن هجوم فدية بحسب ما أبلغت وول ستريت جورنال في الصيف.

وسرعان ما تصدرت انتهاكات البيانات عناوين الصحف حول العالم، عن هجمات طالت المؤسسات من جميع الأحجام – المتوسطة والصغيرة والكبيرة. فلقد تجاوز عدد انتهاكات البيانات المبلغ عنها علنًا عام 2021 أعداد عام 2020، فيما من المرجح أن يكون عام 2022 مضطربًا أكثر فأكثر.

 

– الهجمات التي ترعاها الدول

أظهر لنا عام 2021 أن الهجمات الإلكترونية على البنية التحتية الحيوية يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الجماهير ولها آثار واضحة على الحياة الواقعية. وفي هذا المجال، يدرك المتسللون الذين ترعاهم الدول إمكاناتهم ومن المحتمل أن يبحثوا عن طرق لضرب البنية التحتية الحيوية في بعض الدول عام 2022. وتجدر الإشارة إلى أن مثل هذه الهجمات الإلكترونية قادرة على التسبب في حرب من دون إطلاق رصاصة حية واحدة. يجب على الحكومات أن تراقب مرافق البنية التحتية الأساسية الخاصة بها ، ليس فقط في الولايات المتحدة ولكن أيضًا في العالم بأسره.

 

– هجمات سيبرانية في الفضاء عام 2022

تنشط حركة الحكومات حول العالم عندما يتعلق الأمر بالفضاء، وبالتالي حدوث “اختراق في الفضاء” أمر محتمل جدًا عام 2022. إذ تتنافس كل من المنظمات الخاصة والوكالات الحكومية للوصول إلى الفضاء، وبطريقة أو بأخرى، قد يجد المتسللون طريقهم أيضاً إلى هناك. فبعض الأقمار الصناعية التي تسافر حول العالم باتت قديمة نسبيًا، وقدرتها على صد معدات العصر الحديث المتطورة أمر مشكوك فيه.

 

– الرسائل القصيرة

ازدادت عمليات التصيد الاحتيالي عبر الرسائل القصيرة مؤخراً ويعتقد الخبراء أنه لن يكون هناك استثناء في عام 2022 وأن هذه الهجمات ستكون أكثر تعقيدًا. سيستمر القراصنة والمتسللون بهجمات انتحال صفة الأشخاص لجعل المستخدمين المطمئنين ينقرون على الروابط الخبيثة.

ومن الطبيعي أن ترتفع المخاطر مع اعتماد المزيد من الشركات في الآونة الأخيرة على تطبيقات المراسلة للتواصل مع الموظفين والزبائن. وعادة ما يشارك الأشخاص عدداً من المعلومات الحساسة في تطبيقات المراسلة هذه، لذا يجب ضمان حماية الهواتف المحمولة عبر صد الأبواب المفتوحة للمتسللين عبر الإنترنت وتجنب النقر على الروابط التي تبدو مشبوهة.

 

– كلمات المرور والمصادقة

بدأت العديد من الشركات، بما في ذلك Microsoft، في اعتماد طرق للدخول من دون استخدام كلمات مرور، بما يسمح للمستخدمين بالتفاعل مع الخدمات والأنظمة الأساسية. كما هو الحال مع كل تقنية جديدة، لن تكون البداية سهلة. وكلما زاد عدد الشركات التي تتبنى طرقًا مماثلة، كلما زادت فرص تعرض هذه التقنيات إلى نوع من الفشل. ولن يكون مفاجئًا إذا رأينا، عام 2022، متسللين يقومون بتجاوز ممارسات المصادقة الأمنية التي لا تتطلب كلمات مرور بطريقة ما لإحداث ضرر.

 

– العملات المشفرة والمحافظ الالكترونية

يبدو أن العملات المشفرة والمحافظ الالكترونية موجودة لتبقى، وسيستمر هذا بلا شك في جذب انتباه مجرمي الإنترنت. يمكن أن تأتي الهجمات بأشكال مختلفة. قد يُطلب من المستخدمين تنزيل تطبيقات الهاتف المحمول الضارة أو قد يُصابون بعد زيارة موقع غير آمن.

كما يمكن أن يكون المتسللون مبدعين للغاية ويستكشفون طرقًا أخرى لشن هجماتهم، لكن الهدف النهائي عادة ما يكون واحدًا: الوصول إلى المحافظ الرقمية. ومن المعلوم أنه ليس من السهل تتبع العملات المشفرة، لذا فإن سرقة هذا النوع من الأموال تعد أولوية بالنسبة لمجرمي الإنترنت. ومن المحتمل أن نشهد عام 2022 زيادة في الحوادث الإلكترونية المتعلقة بالعملات المشفرة والمحافظ الرقمية.