يوليو ١٨, ٢٠٢٢

Robert Gemayel

هل تقوم مواقع الويب بجمع البيانات المكتوبة، حتى لو لم يتم إرسالها مطلقًا؟

الخصوصية والأمن على الانترنت

كشفت ورقة بحثية أعدها علماء من جامعات أوروبية عدة أن بعض مواقع الويب الأكثر شيوعًا في العالم تجمع البيانات التي يكتبها المستخدم في النماذج الموجودة على الإنترنت، حتى في حال لم يضغط على زر الإرسال!

إذ يبدو أن بعض مواقع الويب تجمع البيانات الجزئية، فيما البعض الآخر يقوم بتخزين كل ما يكتبه المستخدم حرفيا في عدد من الفقرات أو الأقسام داخل المواقع، مثل “اتصل بنا” أو خانة “التعليق” أو غيره.

وفيما يعتقد معظم المستخدمين أنه لا يمكن للموقع الحصول على المعلومات التي قاموا بكتابتها إذا لم يضغطوا على زر الإرسال، يبدو أن الورقة التي طورها باحثو الإنترنت في الاتحاد الأوروبي تثبت العكس، حيث أنه في مناسبات عديدة انتهى أمر البيانات المكتوبة في عهدة الموقع ومن دون أن يعلم المستخدم ذلك.

فغالبًا ما يتم تسجيل المعلومات التي يتم كتابتها، وبيعها لاحقا إلى وسطاء ومعلنين تابعين لجهات خارجية، لكي يستعملونها في تتبع المستخدمين عبر الإنترنت. ومع ذلك، يشير التقرير إلى أن بعض مواقع الويب لا تقوم بتسجيل البيانات، ولكنها قد تكون مليئة في المقابل بخدمات الجهات الخارجية التي تحاول فعل ذلك بالضبط، مما يتيح للأطراف المهتمة معرفة ما قد يرغب المستخدمون في تقديمه او الحصول عليه عبر شبكة الانترنت.

بعض المعلومات الأكثر قيمة التي تُترك عادةً في مثل هذه النماذج والخانات البيضاء هي أرقام الهواتف وعناوين البريد الإلكتروني التي نادرا ما يقوم المستخدمون بتغييرها عند التنقل بين مختلف المنصات والمواقع. وعند تسجيل البيانات، تتلقاها خوادم التتبع بكل سعادة، لتقوم من خلالها برصد تحركات المستخدمين ورغباتهم عبر شبكة الانترنت.

وأوضحت الورقة البحثية أن طريقة تسجيل هذه المعلومات تشبه إلى حد بعيد ما تفعله البرامج الخبيثة عند تسجيل الضغط على لوحة المفاتيح. بعض المواقع يقوم بذلك فعلا، فيما يسجل البعض الآخر جميع المعلومات المكتوبة من جميع الحقول التي يكتب فيها المستخدم.

وبالتالي، إذا كنتم قد كتبتم كلمة المرور مكان اسم المستخدم عن طريق الخطأ، فربما تكونوا قد شاركتموها عن طريق الخطأ مع جهات التسويق والمعلنين. من المحتمل جدا أن لا تولي المواقع الالكترونية اهتمامًا كبيرًا عند حصولها على كلمة السر الخاصة بكم كونها غير ذو أهمية لها، ولكن عملية حصول الموقع على كلمة السر هي بلا شك فكرة مخيفة وعذر ممتاز للاستمرار في تغيير الباسوورد مرة واحدة على الأقل كل ثلاثة أشهر.

يحاول الباحثون بنشاط إخطار مواقع الويب التي تقوم بمثل هذا السلوك عن المشاكل المحتملة التي قد يواجهونها عندما يتعلق الأمر بخصوصية المستخدم والقانون المعتمد في الاتحاد الأوروبي بهذا الشأن.

في ظل هذا الامر، إذا كنتم ترغبون في الحفاظ على خصوصيتكم، فيمكنكم دائماً إنشاء بريد إلكتروني جديد واستخدام خدمات الـ VPN الجيدة والمعروفة بسمعتها الطيبة أثناء تصفح الإنترنت.


آخر الأخبار