يوليو ٦, ٢٠٢١

Robert Gemayel

الحرب ضد المكالمات الآلية قد بدأت.. فماذا أفعل لحماية نفسي؟

الخصوصية والأمن على الانترنت، نصائح وإرشادات، تعريفات ومفاهيم السلامة الرقمية

تقدّم العديد من الشركات والمنظمات حول العالم خدمة المكالمات الآلية للزبائن، وهي شائعة منذ سنوات عديدة. ومع تطور تكنولوجيا الأتمتة المستخدمة في مثل هذه الأنظمة باستمرار، وبروز الثغرات التنظيمية في هذا المجال، بات يمكن لأي شخص لديه بعض المال الوصول إلى أعداد هائلة من الأشخاص.

تكون المكالمات الآلية مفيدة في بعض الأحيان، ولكن عندما تأتي من قبل المحتالين، سينتهي الأمر بخلق مشاكل عديدة ستكلف الاقتصاد مليارات الدولارات. وعلى سبيل المثال، صرحت لجنة الاتصالات الفيدرالية الاميركية (FCC) مؤخراً أن المكالمات الآلية غير القانونية تكلف الأمريكيين 10 مليارات دولار سنوياً على شكل عمليات احتيال، فيما يكلّف هذا الوقت الضائع نحو 3 مليارات دولار من الخسائر.

عادةً، لا تقبل الشركات بتوفير تكنولوجيا أنظمة الاتصال الآلي إلى العملاء القادمين من بعض القطاعات الحساسة مثل الذين يرغبون في الترويج لأي محتوى سياسي أو تسويقي أو لجمع التبرعات. ومع ذلك، هذا لا يعني أن المسوقين ومندوبي المبيعات والمحتالين لم يتمكنوا من إيجاد طرقهم الخاصة لاستخدام مكالمات VoIP الجماعية في البيع أو الاحتيال على الأشخاص. وهنا تكمن المشكلة.

صحيح أن العديد من الشركات حول العالم تستخدم خدمة المكالمات الآلية بشكل مسؤول، ولكن للأسف، فإن قائمة الأطراف التي تستخدم المكالمات الآلية لإساءة معاملة الأشخاص وخداعهم ليست قصيرة أيضاً.

الأرقام ليست بسيطة كما يعتقد البعض. على سبيل المثال، أعلنت لجنة الاتصالات الفيدرالية الاميركية (FCC) أنه في عام 2020 وحده، تلقى الناس نحو 4 مليارات مكالمة آلية شهرياً. بالإضافة إلى ذلك، كشفت إحدى أكبر ثلاث شركات اتصالات لاسلكية في الولايات المتحدة الأمريكية أنها تقوم بصد وحظر أكثر من مليار مكالمة آلية شهرياً.

 

إعلان الحرب ضد المكالمات الآلية

تزايدت المشكلة مع مرور الوقت ولاحظ الخبراء ارتفاعاً كبيراً في المكالمات الآلية على مدار السنوات الخمس الماضية. ليست كل المكالمات الآلية ضارة طبعاً؛ بعضها له قيمة معينة ويأتي من مصادر موثوقة. ولكن الموجة الهائلة من المكالمات غير المرغوب فيها القادمة من قبل الجهات الفاعلة السيئة، أدت إلى عدد لا يحصى من الشكاوى المقدمة إلى لجنة الاتصالات الفيدرالية، والتي أعلنت بدورها الحرب علناً على المكالمات الآلية.

يُعرف أحدث سلاح يتم استخدامه في هذه الحرب باسم STIR / SHAKEN. وقد أجبر جميع شركات الاتصالات اللاسلكية الثلاث الكبرى في البلاد على الامتثال لتقنية جديدة تهدف إلى منع انتحال هوية المتصل وتقليل عدد المكالمات الآلية التي تصل إلى الأمريكيين يومياً.

تأتي الأداة الجديدة لـ FCC في شكل مطلب يتكون من مجموعة متنوعة من البروتوكولات والإجراءات التي تكافح انتحال هوية المتصل على شبكات الهاتف العامة. دخلت القواعد الجديدة حيز التنفيذ في الأول من تموز (يوليو) 2021، وتهدف إلى الحد من هجمات انتحال الهوية التي يستخدمها غالباً المحتالون الذين يريدون إخفاء هويتهم وإحداث انطباع بأن المكالمة تأتي من مصدر شرعي مثل مصلحة الضرائب أو الوكالات الحكومية الأخرى.

وقد لا يعلم العميل بأن مصدر المكالمة هو غير موثوق، ليقوم بمشاركة العديد من المعلومات الحساسة مثل رقم الضمان الاجتماعي والبريد الالكتروني والمعلومات المصرفية وحتى أرقام القروض وغيره، وهي معلومات يمكن للمحتالين استخدامها لارتكاب عمليات احتيال مصرفي.

 

ماذا أفعل لحماية نفسي؟

إذا كنت ترغب في تقليل عدد المكالمات الآلية التي تحصل عليها، فيمكنك استخدام أحد التطبيقات الهاتفية التي تساعدك على التخلص من مكالمات البريد العشوائي المحتملة. إذا كان الرقم الذي يتصل بك مزعجاً للغاية، فيمكنك ببساطة حظره من الاتصال بك.

يجب أيضاً تجنب الاتصال بأي رقم تلقيتم منه مكالمة آلية غير مرغوب فيها، بل من الأفضل عدم التصرف بتاتاً. حتى أن الضغط على الزر الأحمر لرفض المكالمة سينبه نظام التشغيل الآلي بأن المستخدم “نشط”، وبالتالي يمكن للنظام جدولة مكالمة أخرى لوقت لاحق.

تقنية معرّف المتصل الجديدة التي تنفذها أكبر ثلاث شركات اتصالات لاسلكية في الولايات المتحدة الأميركية ستقلل بلا شك من قدرات المحتالين على الظهور كمتصلين شرعيين في البلاد على الأقل، ولكن الخطر ما زال يلاحق غير الأميركيين حول العالم.

في كل الأحوال، سيجد المحتالون دائماً طرقاً جديدة للالتفاف حول مجموعة القواعد التي تصممها الحكومات. ولن نتفاجأ إذا قرر المهاجمون السيئون إعادة الهيكلة وزيادة جهودهم في الاقتراب من أهدافهم (المستخدمين) عبر اللجوء إلى طرق أخرى، مثل إرسال رسائل نصية أو عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي وغيره.


آخر الأخبار