يناير ١٨, ٢٠٢٢

Robert Gemayel

الذكاء الاصطناعي في المنزل.. هل هو آمن؟

الخصوصية والأمن على الانترنت

أصبح الذكاء الاصطناعي واقعاً في عالم اليوم وحقيقة لا يمكن تجنبها. لدى بعض الأشخاص منازل ذكية تتحكم بها روبوتات يمكنها تنظيف الأرضية وفتح الستائر وتشغيل المفاتيح وفتح الأبواب. بات يعتمد البعض الآخر أيضاً على المساعدين الأذكياء مثل Siri و Alexa للإجابة على الأسئلة وقراءة الرسائل النصية وإدارة الأمور الحياتية اليومية وغيره.

معظم هذه التقنيات التكنولوجية غير ضارة تمامًا في عملها، فالمكنسة الكهربائية تنظف الغبار والستائر تفتح وتغلق، فيما تضاء الأنوار وتنطفئ وفق جدول معيّن. لكن المثير للاهتمام فعلاً هو أن هذه الأجهزة تزداد ذكاءً مع الوقت لأنها تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لمعرفة عادات المستخدم وتفضيلاته وتفاصيل حياته.

 

الذكاء الاصطناعي يراقب ويتعلم

ما لا يدركه معظم الناس هو مقدار البيانات التي يمكن جمعها ومعالجتها بواسطة الذكاء الاصطناعي (AI). لنأخذ تطبيق فيسبوك Facebook للهواتف الذكية على سبيل المثال، أنتم تعلمون بالفعل أن كل ما تشاركونه عبر الإنترنت يتم تحليله ومعالجته بعناية لإنشاء ملف تعريف تسويقي عنكم. ولكن ما قد لا تعلمونه هو أن التطبيق يستخدم أيضًا المستشعرات المدمجة في هاتفكم الذكي لمعرفة مكانكم ومع من أنتم وماذا تفعلون، حتى لو قمتم بتعطيل ميزة مشاركة الموقع!

عند هذه النقطة بالذات تبدأ مشكلة الذكاء الاصطناعي في المنزل. قد تقوم الأجهزة الالكترونية بجمع معلومات حساسة جدًا لا تشاركونها عادةً. ونظرًا لوجود هذه الأجهزة من حولنا بشكل دائم، ينسى الانسان بسرعة ما يمكنها فعله. أي أننا كثيرًا ما نفعل ونقول أشياء عديدة من دون أن نتذكر أنه قد يتم تسجيلها مثلاً.

في مثال آخر، لنتكلم عن أليكسا التي يتم دمجها بمكبرات الصوت الذكية وأجهزة البث من أمازون. بالإضافة إلى الاستماع إلى الكلمة الرئيسية “Alexa”، من المعروف أن هذه الأجهزة تسجل المحادثات الخاصة التي قد تتم مراجعتها أو تحليلها لاحقًا بواسطة Amazon.

سبب تسجيل المحادثات غير ضار نسبيًا، إذ يستخدمها أمازون لتحسين خدماته وتخصيصها للمستخدمين. ولكن ماذا لو تم تشغيل الذكاء الاصطناعي بواسطة مزود أقل شهرة من أمازون؟ غالبًا ما تقوم الأجهزة الرخيصة بتحميل البيانات إلى مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي في الصين حيث لا يتم ضمان الخصوصية الشخصية، أي أنه سيكون لديكم حماية أقل بكثير ضد إساءة استخدام البيانات الشخصية.

 

استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل صحيح

الذكاء المتطور مفيد من دون أدنى شك، ولكن نحتاج جميعًا إلى أن نكون أكثر ذكاءً بشأن كيفية استخدامه في المنزل. خاصة عندما تقوم العديد من الشركات بجمع بيانات لا تتعلق مباشرة بالخدمة التي تقدمها.

من الواضح أن هناك بعض المشكلات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، لكن هذا لا يعني أنه غير مفيد عند استخدامه بشكل صحيح في مواقف أخرى. على سبيل المثال، تستخدم بعض البرامج الأمنية المتخصصة بمكافحة الفيروسات والنشاطات الخبيثة تقنيات AI لمراقبة كيفية عمل جهاز الكمبيوتر في ظل الظروف العادية.

وبالتالي يستطيع البرنامج اكتشاف حدوث شيء غير عادي بمجرد خروج النظام عن نشاطه المعتاد. يمكنه بعد ذلك حظر النشاط المشبوه الذي قد يشير إلى وجود برامج ضارة أو هجمات الكترونية محتملة أو غيره، حتى لو لم يرصد التطبيق من قبل هذه الأنواع من الفيروسات الخبيثة. لذلك يعتبر نهج الذكاء الاصطناعي أكثر أمانًا وأكثر سرعة من تقنيات مكافحة الفيروسات التقليدية.


آخر الأخبار