سبتمبر ١٥, ٢٠٢٠

Robert Gemayel

العنف الرقمي ضد أفراد المجتمع الكويري في تزايد كبير.. والحلول شبه غائبة

العنف الرقمي

العنف الرقمي المتمثل بهجمات القرصنة والجرائم الإلكترونية، واحد من أكثر المشاكل خطورة والتي ارتفعت وتيرتها كثيرا مع ازدياد معدلات الولوج الى الإنترنت. وبالتالي، فإن أفراد المجتمع الكويري ليسوا بمعزل عن مثل هذه الحوادث.

وفي سبيل البحث في تفاصيل هذا الموضوع، قامت جمعية موجودين للمساواة ومنظمة دمج للعدالة والمساواة في تونس، بإجراء دراسة استقصائية حول العنف الرقمي ضد الأشخاص LGBTIQ++، بالشراكة مع ثلاث منظمات أخرى بين لبنان والأردن ومصر.

أكثر من نصف الأشخاص الذين شاركوا في الدراسة الاستقصائية كانوا من ضحايا التنمر الإلكتروني أو الهجمات الإلكترونية التي كانت في معظم الحالات، هجوماً على أساس الميل الجنسي أو الهوية الجندرية أو التعبير الجندري أو الخصائص الجنسية.

وفيما تحول عدد قليل جداً من بعض هذه الهجمات الالكترونية إلى هجمات جسدية، إلا أنها تركت جميعها تقريبا آثاراً نفسية مختلفة على الضحايا. إذ تتسم هذه الحوادث بوتيرتها المتصاعدة وخطورتها المتزايدة، لأن الغالبية العظمى من الضحايا يفضلون السكوت على الاعتداء وعدم إبلاغ الشرطة لأسباب عدة، منها الخوف من الاعتقال بناء على القوانين التي تجرم المثلية الجنسية والهويات الجندرية غير المعيارية.

 

العنف الرقمي ضد العابرات والعابرين جندريا

في سياق متصل، أفادت الدراسة الاستقصائية أن العابرات والعابرين جندريا يواجهون المزيد من الهجمات الإلكترونية مقارنة بالأفراد متطابقي الهوية الجندرية، وعادة ما تكون هذه الهجمات مبنية على أساس الميول الجنسية أو الهويات أو التعبيرات الجندرية أو الخصائص الجنسية للعابرين جندريا الذين يمثلون أكثر الفئات عرضة للاعتداءات الجسدية بعد الهجمات الالكترونية.

في جميع الحالات، لم يقم أي أحد من الأفراد بتقديم بلاغ عن هذه الهجمات. بحيث يتخذ الأفراد عادة الإجراءات المناسبة بأنفسهم للتعافي من الهجمات الرقمية المختلفة. فيما لم يطلب المساعدة من المنظمات المتخصصة سوى أقلية صغيرة جداً.

وبذلك، ينبغي إعادة النظر في ظاهرية المنظمات التي تقدم مساعدة أمنية رقمية للمتضررين وكيفية الوصول إليها، في ظل غياب أي تعاون رسمي من السلطات الأمنية في معظم الدول العربية، إن لم تكن كلها.

وبالتالي، يبقى العمل الوقائي واحد من أهم الركائز الاساسية للحد من تأثير الهجمات على افراد المجتمع الكويري. لذلك يجب تسليط الضوء على أهمية الامن الرقمي وكيفية تفعيله لدى أعضاء مجتمع الميم عين وماهية البرامج التي يمكن استخدامها وكيفية إدارة كلمات المرور واتباع توصيات وإرشادات حماية النفس من الهجوم أو التنمر الالكتروني.


آخر الأخبار