يبدأ تاريخ الجرائم الإلكترونية مع توثيق أول عملية قرصنة في العالم، والتي جرت عام 1970 مع دخول تقنيات الحوسبة إلى الهواتف، لتصبح بذلك هدفاً للمهاجمين. إذ وجد الأشخاص البارعون في مجال التكنولوجيا آنذاك، والمعروفون باسم phreakers، طريقة للالتفاف على المكالمات البعيدة من خلال سلسلة من الرموز.
لقد كانوا أول المتسللين الذين تعلموا كيفية استغلال النظام عن طريق تعديل الأجهزة والبرامج بهدف سرقة الوقت من الاتصالات التي تجري على مسافات طويلة. من هنا، بدأ يدرك الناس أن أنظمة الكمبيوتر قد تكون عرضة للنشاط الإجرامي، وأنه كلما أصبحت الأنظمة أكثر تعقيداً كلما ارتفعت نسبة تعرضهم للجرائم الإلكترونية.
ننتقل سريعاً إلى العام 1990، حين تم الكشف علناً عن مشروع كبير عُرف بعملية Sundevil الشهيرة. وفي هذه العملية، صادر عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي 42 جهاز كمبيوتر وأكثر من 20000 قرص مرن Floppy disk استخدمها المجرمون لاستعمال بطاقات الائتمان المسروقة والخدمات الهاتفية بشكل غير قانوني.
شارك في هذه العملية أكثر من 100 شخص من عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي، واستغرقت الأبحاث عامين لتعقب عدد قليل فقط من المشتبه بهم. ومع ذلك، فقد كان يُنظر إليه آنذاك على أنه جهد كبير في مجال العلاقات العامة، لأنه كان وسيلة لتحذير المتسللين بأنهم سيخضعون للمراقبة والمقاضاة.
ومع مرور الزمن، تطورت الجرائم الإلكترونية وازدادت وتيرتها، فأصبح كل أفراد المجتمع بخطر، حتى مع وجود نظام العدالة الجنائية في بعض البلدان. وفي كل من مساحة الويب العامة والشبكة المظلمة، بات يتمتع مجرمو الإنترنت بمهارات عالية، ولم يعد من السهل العثور عليهم.
خلقت الجرائم الإلكترونية تهديداً كبيراً لأولئك الذين يستخدمون الإنترنت، حيث سُرقت معلومات الملايين من المستخدمين خلال السنوات القليلة الماضية. كما أحدثت تأثيراً كبيراً في اقتصادات العديد من الدول.
من جهته، اعتبر الرئيس والمدير التنفيذي لشركة IBM الشهيرة، جيني روميتي، أن “الجريمة الإلكترونية هي أكبر تهديد لكل مهنة، كل صناعة، وكل شركة في العالم”. ويبدو أن أعداد الهجمات في العالم إلى ارتفاع، فيما تواجه العديد من الشركات والمؤسسات مخاطر متزايدة يوماً بعد يوم.
إليكم بعض المعلومات والإحصاءات التي تعكس حجم تأثير الجرائم الإلكترونية على المجتمعات:
– ستصل التكلفة العالمية للجرائم الإلكترونية إلى 6 تريليونات دولار في عام 2021.
– ستزيد الجريمة الإلكترونية من عدد الوظائف الشاغرة في مجال الأمن السيبراني بأكثر من ثلاثة أضعاف في عام 2021.
– 48% من هجمات انتهاك أمن البيانات ناتجة عن أفعال خبيثة.
– كشفت شركة Cybersecurity Ventures أن تكاليف برامج الفدية في عام 2019 كانت بحدود 11.5 مليار دولار.
– وفقاً لدراسة تكلفة خرق البيانات لعام 2016 الصادرة عن معهد Ponemon، خسرت مؤسسات التحليل العالمي التي عانت من خرق واحد على الأقل في عام 2016 نحو 4 ملايين دولار.