أصدر مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي في مدينة بيتسبرغ تحذيرًا بشأن زيادة عمليات الابتزاز الجنسي للمراهقين. وأوضحت الوكالة أن المتسللين يستهدفون الشباب الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عامًا بشكل رئيسي، حيث يقوم أشخاص بالغون بالتظاهر بأنهم إناث، في مخطط ابتزاز جنسي يقوم على الخداع.
يقوم المهاجمون بمشاركة الصور الحميمة لإناث (على أنها صورهم) مع الأولاد، ثم يشجعونهم على مشاركة مقاطع الفيديو والصور الخاصة. بعد حين، يقوم هؤلاء المتسللون بابتزاز المراهق الضحية مقابل المال. ولضمان نجاح الخطة، يهدد مجرمو الإنترنت بمشاركة الصور والفيديوهات مع أصدقاء وعائلة المراهق إذا رفض التعاون.
تحتوي جميع وسائل التواصل الاجتماعي ومعظم التطبيقات والألعاب الحديثة على ميزات المراسلة الفورية، والتي يعتبرها المتسللون الالكترونيون من جميع أنحاء العالم مناطق صيد واعدة لمهاجمة المراهقين. فهم يستكشفون الضحايا المحتملين ويستخدمون الخداع والتلاعب لإقناع المراهقين الصغار بإنشاء صور وفيديوهات حساسة وخاصة.
لسوء الحظ، قام المراهقون والأطفال بقضاء المزيد من الوقت على الهواتف والأجهزة اللوحية والألعاب الالكترونية بسبب عمليات الإغلاق المستمرة على مدار العامين الماضيين التي فرضتها جائحة فيروس كورونا. نتيجة لذلك بات المراهقون والأطفال فريسة سهلة للمهاجمين.
تقع على الأهل مسؤولية كبيرة تجاه الحفاظ على أمن أولادهم، أكان في الحياة الواقعية أم على الشبكة الافتراضية. عليكم البحث بشكل مستمر عن أي سلوك مشبوه يقوم به المراهقون أو الأطفال، والتوجه نحو مصارحتهم، أو طلب مساعدة المتخصصين أو حتى الشرطة إن لزم الأمر.
تشجع القوانين في معظم البلدان على الإبلاغ عن المتحرشين المحتملين. ولكن لسوء الحظ، في كثير من الحالات، يشعر المراهقون بالحرج الشديد لدرجة أنهم لا يخبرون أحد وينتهي بهم الأمر بدفع الفدية المالية لتجنب أي تهديدات، وبالتالي لا يتم الإبلاغ عن هذه الجرائم. ومع ذلك، هذا هو بالضبط ما يريده المجرمون حتى يتمكنوا من الانتقال إلى الضحية التالية.
يجب على الأهل طرح الأسئلة ومحاولة التحري عن المعلومات عندما يقوم طفلهم المراهق بتصرفات غريبة، مثل طلب الحصول على المال من دون التمكن من شرح السبب مع إظهار علامات الاكتئاب أو العصبية.
على سبيل المثال، انتحر مراهق يبلغ من العمر 17 عامًا الشهر الماضي في ميشيغان بعد ساعات قليلة من تهديد المتسللين بنشر صورة عارية له. الابتزاز الجنسي جريمة ويُنصح بتثقيف الأطفال عن الموضوع وتحذيرهم من المجرمين عبر الإنترنت.
من البديهي أن يكون الحديث عن هذه الأنواع من الحوادث أمرًا محرجًا للأطفال والمراهقين وحتى الأهل، ولكن الإبلاغ عن الأمر هو الطريقة الوحيدة لمنع المحتالين من الاستمرار في ما يفعلونه، والحد من الأضرار التي قد يتسببون بها.