يتم إجراء الكثير من الأعمال اليومية عبر شبكة الإنترنت ويُعد البريد الإلكتروني أحد أكثر الطرق شيوعًا للبقاء على اتصال، سواء في مراكز العمل أو في المنزل أو مع أفراد العائلة. لذلك من المهم جدا حماية البريد الالكتروني والتنبه من أي هجمات تصيد احتيالي تحاول أن توقعنا في الفخ.
قد يكون من المفيد أكثر أن نخرج من العموميات لنختار مثالاً من الحياة الواقعية يمكن شرحه والاقتداء به. لنأخذ الخدمات المصرفية على سبيل المثال.
تنتج العديد من البنوك كشوف حسابات إلكترونية يتم تخزينها في حساباتنا عبر الإنترنت، ثم يرسلون إلينا بريدًا إلكترونيًا شهريًا لتذكيرنا بضرورة التحقق من سجلاتنا عبر الإنترنت لمتابعة التفاصيل. ونحن نقوم ببساطة بالنقر فوق الرابط الموجود لتسجيل الدخول إلى حسابنا الخاص. حتى الآن، الأمور طبيعية جداً.
بما أنه يمكن فعل الكثير من خلال الخدمات المصرفية عبر الإنترنت، تسلّط الأضواء على هذا النوع من الحسابات حيث يحظى اسم المستخدم وكلمة المرور المرتبطة به بتقدير كبير لدى المتسللين والقراصنة. بمجرد حصول هؤلاء على هذه التفاصيل، يمكنهم تسجيل الدخول إلى حسابكم وإجراء تحويلات نقدية رقمية بسيطة قد لا تتنبهون لها، أو حتى يمكنهم سرقة كل أموالكم إن كان ذلك مجازاً.
ولكن المتسللين لا يستطيعون الحصول على بيانات الدخول الخاص بكم إلا من خلالكم، أو من خلال خدعكم من دون أن تعلموا ذلك، إن صحّ التعبير. يبدأ الأمر عبر إرسال رسائل بريد إلكتروني تبدو مطابقة تقريبًا لتلك التي يرسلها البنك الذي تتعاملون معه، وهي عملية احتيال تُعرف باسم التصيد الاحتيالي.
ستقومون تلقائيًا وبشكل روتيني بالنقر فوق الروابط الموجودة في رسائل البريد الإلكتروني “المزيفة”، مما سينقلكم إلى موقع خبيث يشبه إلى حد كبير الموقع الرسمي للبنك الذي تتعاملون معه. وعند محاولة تسجيل الدخول، ستصلكم رسالة تشير إلى وجود خطأ ما وقد تطلب المعاودة لاحقا.
في غضون ذلك، يكون قد استولى المجرم الإلكتروني بالفعل على اسم المستخدم وكلمة المرور الذين كتبتموهما، مما قد يسمح له بالعمل سريعا على إفراغ الحساب المصرفي أو نقل بعض الأموال.
يجب التحقق من تفاصيل الرسائل الالكترونية القادمة من البنك الذي تتعاملون معه، لمعرفة ما إذا كانت حقيقية أم مزيفة. ومع حماية البريد الالكتروني، تساعدون في حماية أمنكم السيبراني.
عليكم التنبه إلى:
– عنوان البريد الإلكتروني الخاص بالمرسل، يجب أن يكون مرتبط بالبنك وشكله شرعي.
– هل بدأت الرسالة بتحية عامة أم تم استخدام اسمكم الحقيقي.
– هل يتضمن البريد الإلكتروني ارتباطًا مباشرًا إلى الموقع الشرعي أم لا. يمكنكم التأكد من عنوان الرابط عبر تمرير الفأرة فوق الرابط ومتابعة التفاصيل في أسفل يسار المتصفح.
– يمكنكم دائما تجنب النقر على أي روابط موجودة في أي بريد إلكتروني، والاستعاضة عن ذلك بكتابة العنوان المطلوب مباشرة في المتصفح.
– يجب الحذر بشكل أكبر إن كان يصلكم بشكل متكرر رسائل وتهديدات تتعلق بتعليق حسابات شخصية، أو كنتم تشعرون بأن هناك نشاط مريب وغير عادي.
– من الجيد دائما الاتصال بالبنك مباشرة أو زيارة موقع الويب الرسمي للتأكد من أي تفاصيل.
في سياق متصل، تعد برامج مكافحة الفيروسات والبرامج الضارة جيدة جدًا في اكتشاف محاولات التصيد تلقائيًا، فتقوم بتنبيهكم على الفور عند رصد أي شيء يبدو مريبًا. وبذلك ستعلمون على الفور إن كنتم عرضة لأي هجوم احتيالي.