نصادف العديد من الروابط المختصرة في حياتنا الرقمية اليومية، والتي لا يمكننا تجنبها، أكان عبر البريد الالكتروني أو وسائل التواصل الاجتماعي. هو بشكل مبسط رابط مختصر لعنوان URL طويل.
لا شك في أن الروابط المختصرة مفيدة جدا. فعلى سبيل المثال، يمكن استخدامها في تغريدة على تويتر مما يخلق مساحة أكبر لكتابة شيء آخر مع الرابط. كما يمكن استخدامها لرصد التفاعل ومتابعة تفاصيل الجمهور الذي ضغط على الرابط.
ولكن في المقابل، قد لا تكون كل الروابط القصيرة آمنة. فأنتم لا تعلمون إلى أين يمكن أن تأخذكم بكبسة زر واحدة وما الذي سيظهر على شاشتكم بشكل غير متوقع. لذلك، فإن عناوين URL المختصرة هي أداة مثالية لنشر البرامج الضارة وتنفيذ هجمات التصيد الاحتيالي.
استخدام الفطرة السليمة مرشحًا أوليًا جيدًا يمكن الاتكال عليه عند اتخاذ قرار النقر من عدمه، على الرغم من أنه ليس معصومًا عن الخطأ. ولحسن الحظ، هناك عدد من الأدوات التي تتيح لكم معرفة ما وراء كل رابط بالفعل قبل الضغط عليه لتجنب الكوارث لاحقاً.
لنبدأ أولاً بتحديد مصدر عنوان URL. إذا كانت قناة إعلامية عبر الإنترنت أو مدونة تغرد بعنوان مقال مرفق برابط، فمن الطبيعي أن نفترض أن الرابط سينقلنا إلى المقال أو الخبر. لذا يمكن النقر بطمأنينة. ولكن، إذا وجدتم رسالة عبر البريد الالكتروني أو وسائل التواصل الاجتماعي من جهة اتصال غير معروفة تقول: “مرحبًا، تبدو رائعًا في هذه الصورة!” مرفقة برابط مختصر، يجب الحذر جدا وتجنب الضغط على الرابط.
يمكن النظر ثانيا إلى مزود الخدمة لتكوين فكرة عن مدى مصداقيته. فمن بين الخدمات العديدة المستخدمة لتقصير الروابط، يكون بعضها أكثر موثوقية وأماناً من البعض الآخر مثل Google و Bit.ly . لا يمكن تكوين ثقة عمياء ولكن من الأفضل الضغط على رابط بعنوان معروف على أن يكون العنوان غريباً تماماً ومجهول المصدر.
إليكم حيلة بسيطة قد تساعدكم على كشف المستور. قوموا بنسخ رابط Bit.ly أو Google ولصقه في شريط عنوان المتصفح، وقبل الضغط على “Enter”، ضيفوا الرمز “+”. بهذه الطريقة ستتمكنون من رؤية الإحصائيات المرتبطة بعنوان الرابط URL، والأهم من ذلك، ستتمكنون من معرفة موقع الويب الذي سينقلكم إليه الرابط المختصر، من بين أشياء أخرى.
هذه الحيلة المفيدة قد تكشف لكم إن كان الرابط غير معروف وقد تمنعكم من زيارة موقع ويب خبيث. وبالتالي لن يستطيع مجرم الانترنت تنفيذ مخططه السيء وإعطائكم مفاجأة غير مرغوبة من خلال رابط مرفق بعنوان مثير للاهتمام.
في سياق متصل، يمكنكم اللجوء إلى مواقع الكترونية قادرة على عكس عملية تقصير الروابط، مثل LongURL أو Unshorten.it. بمجرد إدخال الرابط المختصر المشبوه ستتمكنون من رؤية الرابط الذي سيقوم بأخذكم إليه.
هذا ويمكنكم تثبيت امتداد على متصفح غوغل كروم أو موزيلا فايرفوكس يقوم بكشف الروابط وإخباركم إلى أين سيتم نقلكم، من دون الحاجة إلى استشارة موقع ويب خارجي باستمرار.
بالنسبة إلى Firefox، يمكنكم استخدام الإصدار الجديد من Unshorten.it. فبدل أن تقوموا بزيارة موقع خارجي لفحص الرابط المختصر، سيقوم الامتداد بفعل ذلك تلقائيا في متصفح فاير فوكس مما يوفر عليكم بعض الوقت. كل ما عليكم فعله هو النقر بزر الماوس الأيمن فوق الارتباط المختصر وتحديد خيار: “إلغاء اختصار هذا الرابط”.
إذا كنتم تستخدمون Google Chrome، فلديكم أيضًا الكثير من الخيارات. على سبيل المثال، امتداد LongURL قادر على عرض جميع البيانات المتعلقة بالرابط المختصر، بما في ذلك عنوان URL.
بغض النظر عن الطريقة التي تختارونها، لا يزال يتعين عليكم استخدام بعض الحس السليم لتقرير ما إذا كانت الصفحة سليمة أم لا. فعندما توسّعون رابطًا ولا يكون اسم موقع الويب مألوفًا أو أن ما ترونه هو عنوان ويب غير مفهوم تمامًا، من الأفضل اتخاذ الحيطة والحذر وعدم النقر على الرابط.