تحصد مقاطع الفيديوهات المزيفة Deepfake ملايين المشاهدات على منصات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك وفيسبوك وانستغرام. ولكن الخطورة تكمن بأن بعض المستخدمين غير المتمرسين الكترونياً قد لا يعلمون أن هذه الفيديوهات هي مفبركة.
على سبيل المثال، هناك حساب على TikTok يقوم بنشر مقاطع فيديو مزيفة للممثل الشهير Tom Cruise ويتابعه نحو 4 ملايين شخص. وعلى الرغم من أن بعض مقاطع الفيديو هذه يتم إنشاؤها بشكل عام للمتعة، إلا أن العيون غير المدربة قد تفوّت في بعض الأحيان الفكرة وتقبل محتوى الفيديو على أنه أصلي.
في سياق متصل، تطورت التكنولوجيا التي تسمح للأشخاص بتعديل الفيديوهات باستخدام تقنية التزييف العميق كثيراً على مر السنين وأصبحت اليوم أكثر إقناعًا من أي وقت مضى. لذلك، من الأهمية بمكان معرفة كيفية اكتشاف مقاطع الفيديوهات المزيفة وقبولها على أنها شيء غير حقيقي.
لنفترض أن الفيديو يأتي من حساب يميل إلى نشر نظريات المؤامرة أو من حساب يقوم بنشر فيديوهات مخصصة بالتزييف العميق. في هذه الحالة، هناك احتمال كبير جداً بأن المحتوى الذي تشاهدونه ليس أصليًا. كما أن هناك العديد من الصفحات الموجودة على وسائل التواصل الاجتماعي تقوم بتعديل الفيديوهات والعبث بها وفق أجندات مسبقة.
غالبًا ما تكون التفاصيل الدقيقة كافية لتشويه سمعة الفيديو. إذا كانت هناك تغييرات في وحدات البكسل في الفيديو أو لون البشرة، او أن حركة الشفاه لا تتطابق مع نطق الكلمات والاحرف، فمن المحتمل أن الفيديو تمت معالجته من خلال واحد من برامج الذكاء الاصطناعي AI الذي قام بتبديل الوجه مثلاً بوجه آخر تماماً.
تبدو مقاطع فيديو التزييف العميق عادةً غير طبيعية. قد تكون جفون الشخص في الفيديو غريبة، أو أن الشعر لا يبدو صحيحًا. غالبًا ما يتم ملاحظة الأنماط في حركات الجسم أو بنية الممثل لتحسين التزييف العميق. ولكن إذا كان هناك شيء لا يبدو طبيعياً أو على ما يرام، فمن المحتمل أنه ليس كذلك فعلاً.
على غرار رسائل التصيد الاحتيالي الإلكترونية وعمليات الخداع، إذا كان هناك شيء جيد جداً لدرجة يصعب تصديقها، فمن المحتمل أن الموضوع مزيّف.
يمكن البحث عن المعلومات الموجودة في الفيديو على محرك البحص غوغل، للتأكد من صحتها والتدقيق في مضمونها. عملية قد تستغرق بعض الوقت، ولكنها كفيلة بكشف صحّة الفيديو من عدمه.
لا يزال المحتوى المزيف العميق بعيدًا عن الكمال. لذلك، يمكن التعرف بسهولة إلى الغالبية العظمى من مقاطع الفيديو المزيفة على الإنترنت لأنها تبدو غريبة بأفضل الأحوال. ولكن، الخطورة تكمن عند المستخدمين اللذين قد لا يدركون الفرق بين مقاطع الفيديو الحقيقية والمعدلة، ما قد يؤدي إلى عواقب لاحقة.