مايو ٢٧, ٢٠٢١

Robert Gemayel

ما هي تقنية التزييف العميق؟ وما مدى خطورتها؟

تعريفات ومفاهيم السلامة الرقمية

تقنية التزييف العميق المعروفة بالـ deepfake موجودة منذ عشرات السنين. وهي القدرة على صناعة صورة رقمية أو وضع صورة شخص ما على فيديو متحرك. التقنية ليس جديدة ولكن بات الوصول إليها مؤخراً أكثر سهولة من ذي قبل.

من منا لا يذكر الضجة التي أثارها فيلم Fast and Furious 7 مع وفاة الممثل الشهير بول ووكر أثناء مراحل تصوير الفيلم. وقتها، قام المنتجون في هوليوود باستخدام تقنية التزييف العميق على أخيه لتقليد الممثل المتوفي وإنهاء تصوير الفيلم. العالم أجمع علم أن أخ بول ووكر هو من لعب دوره في الفيلم بسبب المعلومات الصحفية والبيانات الصادرة عن المخرجين. ولكن إن نظرتم إلى مقاطع الفيديو في الفيلم، فلن تعلموا الفرق! فسيكون بول ووكر في نظركم إن لم يخبركم أحد غير ذلك.

 

تقنية التزييف العميق قد تكون خطيرة

في السنوات الأولى لاستخدام التزييف العميق، كانت التقنية باهظة الثمن ومتاحة فقط لصناعة أفلام السينما. اليوم لم تعد كذلك. فالتطورات التكنولوجية السريعة في إنتاج الوسائط التركيبية، والتي حدثت على مدى 4 أو 5 سنوات الماضية، جعلت الناس أكثر قدرة على الاستفادة من تقنية التزييف العميق.

ولكن استخدام Deepfake قد لا يكون دائماً لتحقيق أهداف إيجابية. فكلما ازداد انتشار تقنية التزييف العميق وانخفض سعرها، كلما زاد عدد الأشخاص الذين بدأوا في استخدامها لأغراض شريرة. وفي حين أن المشاهير والشخصيات العامة معتادون على الحصول على الكثير من الاهتمام بطرق إيجابية وسلبية، لن تؤثر تقنية deepfake عليهم كما ستفعل مع الأشخاص العاديين الذين قد يشعرون بخوف شديد.

وما لبث أن تطور الأمر في السنوات الأخيرة بحيث تم استخدام تقنية التزييف العميق بشكل نشط في محاولات لتقويض الديمقراطية في الولايات المتحدة الأميركية، واستخدام هذه التقنية لإنتاج مقاطع فيديو مزيفة لبعض السياسيين مرفقة بأحاديث مزيفة. وبعد تداول هذه الفيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مكثف، قرر فيسبوك Facebook حظر استخدام تقنية التزييف العميق على منصاته.

لقد ترك فيسبوك بعض الثغرات طبعاً، مثل السماح بنشر مقاطع الفيديو والصور الساخرة التي يتم إنشاؤها باستخدام أدوات أقل تعقيداً. ولكن الفصل بين المحتوى الفكاهي والمحتوى المدفوع بجدول أعمال سري ليس دائماً بالأمر السهل.

 

كيف يتم استخدامها؟

قام الناس في السنوات الماضية باستخدام تقنية التزييف العميق عبر الإنترنت لتحقيق عدد من الأهداف السيئة. فمع القدرة على استبدال وجه أي شخص موجود في صورة أو مقطع فيديو، بدأ الناس في استخدامه لإنشاء محتوى إباحي مزيف من دون موافقة الشخص.

على سبيل المثال، نشرت MIT Technology Review بياناً صورياً يوضح أن 64% من الأشخاص الذين شاركوا في دراسة أجريت على تطبيق المراسلة Telegram قالوا إنهم يرغبون في خلع ملابس الفتيات اللواتي يعرفونهن في الحياة الواقعية. تقنية deepfake تمنحهم هذه الفرصة، وصورة الملف الشخصي المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي كافية لإنشاء مثل هذا المحتوى.

كما يمكن استخدام تقنية التزييف العميق لإنشاء محتوى سيء أو الانتقام أو التنمر عبر الإنترنت، وذلك عبر خلق العديد من الطرق الجديدة والمبتكرة لإيذاء الناس. على سبيل المثال، تم اتهام امرأة في ولاية بنسلفانيا الأميركية باستخدام تقنية التزييف العميق لمضايقة المشجعات في مدرسة ابنتها. حيث استخدمت الأم مقاطع فيديو معدلة لتنفيذ حملة تنمّر عبر الإنترنت استهدفت فتيات رأتهن منافسات لابنتها.

يمكن أن يكون التزييف خطيراً إذا وقع في الأيدي الخطأ، كما أنه لا يوجد حل عام للجميع. كل ما يمكنكم فعله هو تطبيق بعض الخطوات السهلة والإجراءات الأمنية الوقائية البسيطة للحد من وقوعكم في شباك التزييف العميق. يمكنكم زيارة إعدادات الخصوصية لملفات تعريف الوسائط الاجتماعية الخاصة بكم وتعديلها بحسب الحاجة، تثبيت برنامج خاص بمكافحة الفيروسات على جميع أجهزتكم الالكترونية المتصلة بالإنترنت، والتأكد دائماً من موثوقية مصدر المحتوى الذي قد يصل عبر قنوات الدردشة أو البريد الالكتروني أو غيره.


آخر الأخبار