البرامج القاتلة أو Killware هي نوع من البرامج الضارة التي يتم نشرها بهدف التسبب في ضرر جسدي، حتى الموت. المهاجمون السيبرانيون المريضون نفسيا الذين ينشرون مثل هذه الشفرات الخبيثة لديهم هدف واحد فقط، وهو التدمير الحقيقي لحياة الضحايا.

ويعتقد الخبراء أن البرامج القاتلة قد تكون التهديد الكبير التالي الذي سيواجه عالم الأمن السيبراني، بحيث تصبح مرافق البنية التحتية الأكثر أهمية أهدافاً لجهات فاعلة سيئة تحاول إحداث أضرار حقيقية في العالم.

من جهته، رأى وزير الأمن الداخلي الأميركي أليخاندرو مايوركاس، خلال مقابلة مع USA Today، أنه “على المستهلكين العاديين زيادة نظافتهم الإلكترونية”. وأشار إلى أن “العمل في كثير من الحالات يتم الآن من المنازل، وأن هذا الترابط يخلق نقاط ضعف يمكن للجهات السيئة استغلالها”.

وقال: “حتى الآن، كان المتسللون يركزون في الغالب على التسبب في أضرار مالية. ولكن الهجمات الأخيرة على البنية التحتية الحيوية تؤكد أن المزيد من المتسللين باتوا يحاولون التسبب في أضرار، ببساطة. صحيح أنه يمكن حل المشاكل المالية بطريقة أو بأخرى، ولكن أفعال الإرهابيين الإلكترونيين يمكن أن تكون قاتلة ولا رجعة فيها”.

 

أمثلة عن البرامج القاتلة

خير مثال على ذلك الحادث الذي وقع في ولاية فلوريدا الأميركية في وقت سابق من هذا العام، حيث استخدم مجرمو الإنترنت الذين يقفون وراء الهجوم شفرة خبيثة للسيطرة على محطة مياه. الهدف الوحيد من اختراق النظام كان التسبب في تلوث المياه، مما يمكن أن يصيب الناس بأذى شديد.

لحسن الحظ، تم إيقاف الهجوم قبل أن تتأثر جودة المياه. ومع ذلك، لم يتم القبض على المهاجم حتى يومنا هذا، ولا أحد يعرف من يقف وراءه. لكن ما يجعل هذا الهجوم بالذات مخيفاً هو أن منشأة المياه تعرضت للاختراق بهدف إحداث ضرر فقط، من دون أن يتم طلب فدية مالية في المقابل.

للأسف، هذا الهجوم ليس بحادثة منفردة. إذ كشفت وكالات حكومية أميركية عن ثلاث هجمات إلكترونية إضافية لم يتم الإبلاغ عنها حتى الآن. وقعت الحوادث في عام 2021 وأدت إلى نشر بيان مشترك عن الأمن السيبراني صادر عن أربع وكالات أمنية أميركية رفيعة المستوى: مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) ووكالة الأمن السيبراني والبنية التحتية (CISA) ووكالة حماية البيئة (EPA) ووكالة الأمن القومي (NSA).

هل تخوض الولايات المتحدة حرب الكترونية مع بعض الدول؟

ونبّه البيان من أن الجهات الفاعلة المعروفة وغير المعروفة تستهدف بنشاط أنظمة تكنولوجيا المعلومات وشبكات تكنولوجيا التشغيل والأجهزة التي تديرها أنظمة المياه والصرف الصحي الأمريكية (WWS). مشيراً إلى أن مثل هذه الإجراءات تهدد قدرة منشآت WWS على توفير المياه الصالحة للشرب، فيما يمكن أن تسبب ضرراً مادياً كبيراً في الحياة الواقعية.

ولا يشير البيان إلى أن المتسللين يسعون بالضرورة وراء مرافق المياه فقط، فالهجمات استهدفت مزودي البنية التحتية الآخرين مثل المستشفيات والبنوك وأقسام الشرطة وأنظمة النقل وما إلى ذلك.