مايو ٢٦, ٢٠٢٢

Robert Gemayel

وداعا لملفات تعريف الارتباط.. ومرحبا ببصمات الأصابع الرقمية!

الخصوصية والأمن على الانترنت

لسنوات عديدة، استخدم المسوقون عبر الإنترنت تقنية تسمى ” ملفات تعريف الارتباط ” لتتبع ما يقرأه الأشخاص ويتفاعلون معه عبر الإنترنت. فباستخدام المعلومات التي يتم جمعها، يمكن للمسوقين إنشاء ملفات تعريف مفصلة للغاية بشأن ما نحبه وما لا نحبه بهدف استهدافنا بإعلانات أكثر صلة بنا. بمعنى آخر، تسمح ملفات تعريف الارتباط بتأمين فرصة أكبر للمستخدمين لإيجاد وشراء منتجاتهم بسرعة.

يجد الكثير من الناس أن هذا التتبع غير المرئي يمثل انتهاكًا للخصوصية، فهم لا يريدون أن يتمكن المسوقون من رؤية حياتهم الخاصة بهذه الطريقة. وهنا يقف دور اللائحة الأوروبية العامة لحماية البيانات (GDPR) التي تهدف إلى المساعدة في زيادة الشفافية من خلال منح الأشخاص الحق في “إلغاء الاشتراك” في التتبع، لا سيما عن طريق ملفات تعريف الارتباط.

 

البصمات الرقمية بدل ملفات تعريف الارتباط

ملفات تعريف الارتباط فعالة بشكل ملحوظ، ولكن هذا لا يعني أن المسوقين ما زالوا يبحثون عن طرق لتحسين فعالية إعلاناتهم على شبكة الانترنت. وقد أدى هذا المسعى إلى تطوير تقنية تتبع بديلة تسمى “البصمات الرقمية”.

يتم إنشاء البصمات الرقمية بواسطة البرامج النصية التي يتم تشغيلها على مواقع الويب التي يزورها المستخدم. تحلل هذه البرامج النصية جهاز الكمبيوتر الخاص ضمن مجموعة كبيرة من الخصائص المحددة، مثل متصفح الويب وتخطيط لوحة المفاتيح ولغة النظام وحجم الشاشة وحتى تفاصيل الرقائق والمكونات داخل الجهاز. يتم استخدام كل هذه المعلومات لإنشاء بصمة الكترونية فريدة من نوعها تقريبًا مثل تلك الموجودة على أصابعكم.

أثناء سفركم عبر الإنترنت، تقوم البصمات الرقمية بتسجيل زيارتكم وتجميع ملف تعريف إعلاني، تمامًا مثل ملفات تعريف الارتباط المستخدمة سابقاً. ولكن تعد البصمات الرقمية فعالة بشكل خاص لأنها تستطيع تتبع المستخدمين عبر متصفحات الويب المختلفة، بدرجة عالية من الدقة وبشكل مدهش أيضا، وهو أمر لا تستطيع ملفات تعريف الارتباط القيام به.

ويحذر بعض خبراء الأمن السيبراني من أن بصمات الأصابع قد تؤدي في الواقع إلى مشكلة تتعلق بالخصوصية لأن المستخدمين لا يملكون أدنى فكرة عما يحدث أثناء تصفحهم للإنترنت، على الرغم من أن هذه التقنية (قانونًا) تتحكم فيها أيضًا اللائحة العامة لحماية البيانات.

 

هل البصمات كلها سيئة؟

على الرغم من استخدامها الأساسي للمسوقين، إلا أن بعض الشركات تعتمد على بصمات الأصابع لأغراض غير إعلانية.

قد تستخدم الأنظمة التي تتطلب درجة عالية من الأمان والثقة، مثل البنك الذي تتعامل معه عبر الإنترنت، البصمات الرقمية كجزء من إجراءات مكافحة الاحتيال. أي إذا حاول نظام ببصمة إصبع مختلفة الوصول إلى حسابكم، فقد يتم حظره حتى يتم التحقق من الهوية على سبيل المثال.

لهذا السبب، قد لا يكون الحظر التام لأخذ بصمات الأصابع أمرًا جيدًا في الواقع. بدلاً من ذلك، نحتاج إلى قدر أكبر من الشفافية من الشركات التي تستخدم التكنولوجيا بشأن كيفية عملها وتوضيح ما الذي تفعله بالمعلومات التي تجمعها. بهذه الطريقة، يمكننا احترام الخصوصية الشخصية بشكل أفضل من دون حظر هذه التقنية المتطورة التي يحتمل أن تكون مفيدة.


آخر الأخبار