يناير ٢٣, ٢٠٢١

A A

أدوات وتكتيكات لمجتمع الـ المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانيّة وحاملي صفات الجنسين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

الخصوصية والأمن على الانترنت، نصائح وإرشادات

أدوات وتكتيكات لمجتمع الـ المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانيّة وحاملي صفات الجنسين LGBTI في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

ملاحظة : نقوم حاليا بترجمة الدليل التدريبي من اللغة الانجليزية الى العربية و سوف ننشره خلال الأسابيع القادمة 

لا تزال مجموعات المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانيّة وحاملي صفات الجنسين في معظم البلدان العربية (LGBT) بعيدةً عن الحصول على اعتراف اجتماعي. وعلى الرغم من الاختلافات الإجتماعية والثقافية المتنوعة داخل العالم العربي، لا يزال الصمت يشكّل عاملاً يخترق الاختلافات الإقليمية ويسود الموقف كلما طُرح موضوع المثلية أو تغيير الهوية الجنسية.

على مدى السنوات القليلة الماضية، أصبحت مجموعات الـ LGBT أكثر ظهورًا ونشاطًا في المجال العام. ومع ذلك، لم تتوقف الدولة والمجتمع عن إرغامها على الإختباءمجددًا من خلال تهديدها بالنبذ والتحرش والعنف الجسدي وحتى الموت. عمومًا، يعتبر مجتمع LGBT في أفضل الأحوال غير موجود، أما في أسوأ الأحوال فتعتبر هذه الجماعات منحرفة وغير أخلاقيّة وغير طبيعيّة ومريضة. وبما أن الأفعال المثلية تعتبر تلقائيًا جريمة في معظم بلدان المنطقة، حيث قد يُعاقب عليها بالإعدام، يصعب على مجموعة LGBT الخروج من مخبئها والظهور إلى العلن والكشف عن هويتها والنضال من أجل حقوقها. وفي حين أن هذه القوانين غالبًا ما تكون غير فعالة ولا تستخدم بشكل منتظم لمحاكمة الأفراد، لا تزال الإدانات الإجتماعية والثقافية للمثلية الجنسية التهديد الأكبر لمجموعة LGBT في أنحاء العالم العربي.

نظرًا إلى السياق السياسي والقانوني والديني المذكور أعلاه، برز الإنترنت كخيارٍ يمكّن مجموعة LGBT من البروز والتواصل والتعبير عما لا يمكن التعبير عنه علنًا. حيث أصبحت الشبكات الإجتماعية ومنصات التدوين والمنتديات، في معظم الدول العربية، المكان الوحيد الذي يمنح صوتًا لمجموعة LGBT ويمكّنها من تنظيم نفسها وصياغة نقاشاتها الإقليمية حول قضاياها والكفاح من أجل الاعتراف بها. ومع ذلك، فقد سعت السلطات وغيرها من المعارضين لحقوق مجموعات LGBT إلى مواكبة هذا التغيير. أما نقطة التحول بالنسبة لحقوق مجموعة LGBT في المنطقة فكانت حادثة كوين بوتفي أيار2001، حيث تم القبض على 52 رجلٍ بتهمة الفجور على متن قارب في القاهرة. ولفت هذا الحادث الإهتمام الإقليمي والدولي وشكّل نقطة محورية لأفراد وناشطي مجموعة LGBT في المنطقة.

في السنوات التي تلت اعتقال كوين بوت، بدأت الشرطة المصرية حملة نصب كمين لمثليي الجنس الذكور، من خلال إنشاء صفحات تعريف وهمية على مواقع المواعدة لمثليي الجنس، والإتفاق معهم على موعد ومن ثم إلقاء القبض عليهم في مكان الموعد. وكان هذا الحادث ربما أول ما لفت الإنتباه إلى سيئات الإنترنت والمخاطر والمشاكل التي ترافق استخدامه للدفاع عن حقوق الإنسان، بما في ذلك التأكد من هوية أفراد مجموعات LGBT واستكشافها. علاوةً على ذلك، بلغت الرقابة الحكومية وعمليّة متابعة جميع النشاطات على الإنترنت، عادةً من خلال البرمجيات الخبيثة للمراقبة وتصيد حسابات التواصل الإجتماعي، مستويات جديدة خلال الثورات في العالم العربي التي بدأت في أوائل العام 2011: حجب المواقع وتتبع نشاطات الناشطين على فيسبوك وتويتر، وشكّلت المدونات الشخصية واحدةً من أبرز الطرق التي استخدمتها الحكومات لاستهداف الأفراد منذ هذه الفترة.

لا يشكّل أفراد وناشطو مجموعة LGBT استثناءً: إذ لا تزال الشبكات الإجتماعية ومواقع المواعدة الطرق الأكثر شيوعًا لاستهداف الأشخاص المثليين، من خلال اختراق صفحاتهم الشخصية (المدونات والبريد الإلكتروني وفيسبوك أو تويتر) وحجب الشبكات الإلكترونيّة غير الرسمية لمجموعات LGBT (مثل مجلة GayDay التونسية في العام 2011) واستخدام معلوماتهم وصورهم أحيانًا لابتزازهم أو كشف حقيقتهم أمام أسرهم، وإنشاء حسابات وهمية من قبل الشرطة وغيرها، لنصب كمين لأفراد مجموعة LGBT من أجل اعتقالهم وتهديدهم وابتزازهم (مثل الحالات المشار إليها أعلاه في مصر). لذلك إن حجم انعدام أمن المعلومات على شبكة الانترنت كبير جدًا، وعلى الرغم من زيادة التوعية حول مخاطر الإستخدام غير الآمن للإنترنت، لا يزال الوصول إلى أفضل الحلول العملية التي تضمن الأمن الرقمي للمستخدمين من مجموعات LGBT محدودًا.

نتيجةً لذلك، توجد حاجة متزايدة وملحة لمعرفة أحدث أساليب الأمن الرقمي وأدواته التي تضمن من خلالها مجموعات LGBT والمدافعون عن حقوق الإنسان خصوصيتهم على الإنترنت، وتمكّنهم من تجاوز الرقابة الحكومية والتهديدات وحماية معلوماتهم وصفحاتهم الشخصية ومواقعهم من الإختراق أو الوصول إليها واستخدامها ضدهم.

ومع أخذ ذلك في الإعتبار، لقد أنشأنا هذا الدليل لصياغة التهديدات الأمنية الرقمية لمجموعات LGBT والمدافعين عن حقوق الإنسان في البلدان التي تتكلّم العربية، بالإضافة إلى الأدوات والأساليب التي يمكن استخدامها للتغلب على هذه التهديدات.

يشكّل الدليل، الذي تم تصميمه وكتابته بالتعاون مع المدافعين عن حقوق مجموعات LGBT في المنطقة، مقدمة لأدوات وممارسات الأمن الرقمي للمدافعين عن حقوق الإنسان الذي أنشأته منظمتي تكتيكال تيكنولوجي كوليكتيف وفرونت لاين ديفندرز، وهو يوسّع محتواه ليشمل معلومات وأدوات ونصائح سياقية هامة خاصة بمجموعة LGBTفي المنطقة الناطقة باللغة العربية، بحسب ما ذكر أفراد المجموعة في ورش العمل التي نفذت في العام 2012. والهدف من ذلك هو جعل مسألة الأمن الرقمي أكثر وضوحًا وأسهل للفهم في سياق أفراد مجموعات LGBT الموجودين في المنطقة ومن أجل تسهيل تنفيذ هذه المسألة في عمل أفراد هذه المجموعة وحياتهم الشخصية.


آخر الأخبار

تعريفات ومفاهيم السلامة الرقمية

الخصوصية والأمن على الانترنت