فبراير ٨, ٢٠٢٢

Robert Gemayel

أهمية الأمن السيبراني في قطاع الرعاية الصحية

الخصوصية والأمن على الانترنت

منذ ظهور وباء فيروس كورونا، اتجهت الأنظار حول العالم إلى قطاع الرعاية الصحية الذي اكتشف أهمية الأمن السيبراني في وقت متأخر. إذ سرعان ما وجد القراصنة عددا كبيرا من نقاط الضعف والثغرات الأمنية الموجودة في الأنظمة، فنتج عنها تهديدات مستمرة وضعت العديد من المنظمات والمؤسسات والمستشفيات والمستوصفات ومراكز البحوث وغيرها تحت وطأة الخطر.

 

تعطيل سلسلة التوريد

تعمل التقنيات الحديثة في تصنيع الدواء على أساس عالمي. أي قد يتم إنتاج المواد الخام في بلد ما، ثم يتم تصنيع الأدوية في بلد آخر. وكما هو الحال مع لقاح Pfizer، يجب نقل الجرعات بسرعة بين عدد من المواقع الجغرافية مع الحفاظ على درجة حرارة منخفضة للغاية للحفاظ على فعاليتها.

ونظرًا لأن إمدادات اللقاحات الأساسية لا تزال محدودة، فقد أبلغت وكالات الاستخبارات عن ظهور قراصنة قوميين يحاولون استخدام تقنيات الحرب الإلكترونية لتعطيل سلسلة التوريد العالمية.

سبب ذلك؟ قد تحاول بعض الحكومات ببساطة ضمان قدرتها على توفير اللقاحات التي يحتاجها مواطنوها. فيما قد تحاول دول أخرى تقويض مصداقية بعض اللقاحات وخرق الثقة العالمية المرتبطة بها بهدف زيادة مبيعاتها الخاصة. وقد يكون ذلك عبر القيام بهجمات الكترونية أو نشر المعلومات المضللة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمنافذ الإخبارية لتضليل الناس وزعزعة ثقتهم بفعالية اللقاح أو تعزيز مخاطر الإصابة بعدوى COVID-19 أو غيره.

 

أهمية الأمن السيبراني في مواجهة برامج الفدية

من بين كل التهديدات المذكورة، تشكل هجمات برامج الفدية أكبر تهديد لمقدمي الرعاية الصحية على مستوى العالم. حيث قام مجرمو الإنترنت باستهداف المستشفيات ومقدمي الرعاية الصحية على أمل الحصول على مدفوعات كبيرة مقابل إزالة العدوى.

يبدو أن الولايات المتحدة الأميركية كانت هدفا رئيسيا لهذه الهجمات المتكررة. حتى أن ستة مستشفيات أمريكية كانت قد تعرضت إلى هجمات برامج الفدية في يوم واحد، فدية كل منها بما لا يقل عن مليون دولار. وإثر الحادث، عانى العديد من المرضى من تأخير العلاج المنقذ للحياة أو إلغاؤه بسبب الاضطراب.

ومن أجل تنسيق استجابتهم للوباء بشكل أفضل، عمل مقدمو الرعاية الصحية على ترقية أنظمة تكنولوجيا المعلومات المختلفة وربطها بسرعة بشكل آمن. في الوقت نفسه، توفر الرقمنة المتزايدة مزيدًا من الفرص للمتسللين لمهاجمة الأنظمة. هذا يعني أن مقدمي الرعاية الصحية سيكونون في معركة مستمرة ودائمة، في محاولة لتحديث وتأمين منصاتهم قبل أن يتمكن المجرمون من اقتحامها.

الخبر السار هو أن صناعة الرعاية الصحية تتعلم من أخطاء الماضي. وباتت تمتلك معظم الشركات اليوم أنظمة أمان قوية قادرة على إبعاد المتسللين فيما تحاول باستمرار معالجة مشاكل برامج الفدية وإيجاد طرق لمنع الإصابات المستقبلية.

 


آخر الأخبار