تطورت التكنولوجيا بسرعة كبيرة في العقدين الماضيين، مما أدى إلى ابتكارات وأدوات جديدة قامت بمساعدة الانسان على العمل والعيش والتنقل في الحياة العصرية بسهولة أكبر. ولكن في المقابل، فتحت التكنولوجيا أيضاً نافذة واسعة من الثغرات الأمنية التي يقوم القراصنة والمتسللين باستغلالها لتحقيق مآرب سيئة.
وبالتالي، شهدت القرصنة تطوراً كبيراً، خصوصاً لجهة البرامج الضارة التي يتم استخدامها والأساليب الذكية التي تسمح للمتسللين بتنفيذ هجمات معقدة بشكل متزايد. قراصنة العصر الحديث ليسوا أقل من محترفين مهرة، وهم يندرجون في فئات قليلة مختلفة بناءً على دوافعهم وكيفية تنفيذ هجماتهم.
متسلل القبعة السوداء هو مجرم إلكتروني يقتحم أنظمة الكمبيوتر بنية ضارة أو إجرامية. ربما يكون قراصنة القبعة السوداء هم ما تفكرون فيه عندما تتخيلون متسللاً نموذجياً أو مجرم إلكتروني.
فمعرفتهم التقنية المتقدمة وقدرتهم على التنقل بسهولة بين أنظمة الأمن السيبراني هو ما يجعلهم ماهرين جداً في تنفيذ هجماتهم. هم يبذلون قصارى جهدهم للعثور على نقاط الضعف الموجودة في أنظمة وبرامج الكمبيوتر الخاصة بالضحايا، بحيث يمكنهم استغلالها بهدف تحقيق مكاسب مالية أو أغراض ضارة أخرى.
يمكن لهذا النوع من القراصنة إلحاق ضرر جسيم بالأفراد والمؤسسات على حدٍ سواء عن طريق سرقة بيانات حساسة أو شخصية أو تعريض أنظمة الكمبيوتر بالكامل للخطر أو التلاعب بالشبكات المهمة.
الدافع: الربح المادي من خروقات البيانات.
الأكثر عرضة للخطر: يستهدف قراصنة القبعة السوداء عادةً المؤسسات والشركات الكبيرة والمتوسطة بهدف سرقة البيانات الحساسة التي يمكن أن تعرّض أعمالهم التجارية إلى الخطر.
على غرار قراصنة القبعة السوداء، فإن قراصنة القبعة البيضاء هم خبراء في الأمن السيبراني يستخدمون مهاراتهم للعثور على نقاط الضعف في الشبكات التنظيمية وأنظمة الكمبيوتر. ومع ذلك، فإن الاختلاف الرئيسي بينهما هو أن قراصنة القبعة البيضاء مصرح لهم باختراق هذه الأنظمة بغرض اكتشاف نقاط الضعف الأمنية قبل أن يتمكن المتسلل المجرم من فعل ذلك.
عادةً ما يتم تعيين قراصنة القبعة البيضاء من قبل الحكومات أو الشركات الكبيرة، ليقوموا بتحديد وإصلاح الثغرات أو نقاط الضعف الموجودة في أنظمة الأمن المؤسساتي، وللمساعدة في منع أي هجوم خارجي أو خرق للبيانات.
الدافع: مساعدة الشركات والمؤسسات على منع أو صد هجمات الأمن السيبراني.
الأكثر عرضة للخطر: القراصنة المجرمون.
المتسلل ذو القبعة الرمادية هو خبير في الأمن السيبراني قادر على اختراق شبكات وأنظمة الكمبيوتر، ولكن لا يملك النية الخبيثة الموجودة لدى قراصنة القبعة السوداء.
عادةً ما ينخرط هذا النوع من القراصنة في الأنشطة السيبرانية من أجل الاستمتاع بإيجاد ثغرات في أنظمة الكمبيوتر، وقد يعمدون إلى إخبار المالك إذا تم العثور على أي نقاط ضعف. ومع ذلك، فهم لا يتخذون دائماً المسار الأكثر أخلاقية عند استخدام أنشطة القرصنة الخاصة بهم، فقد يخترقون الأنظمة أو الشبكات من دون إذن المالك (على الرغم من أنهم لا يحاولون التسبب في أي ضرر).
الدافع: المتعة الشخصية.
الأكثر عرضة للخطر: أي شخص لا يقبل الوصول غير المصرح به إلى أنظمته وشبكاته الخاصة.
لا يملك القراصنة الهواة (Script kiddies) نفس مستوى المهارات والخبرات الخاصة بالهاكرز الأكثر تقدماً في مجال الامن السيبراني. للتعويض عن ذلك، يلجؤون إلى استخدام البرامج الضارة الموجودة فعلاً والتي أنشأها قراصنة آخرون لتنفيذ هجماتهم.
الدافع: إحداث اضطراب.
الأكثر عرضة للخطر: المنظمات والشركات التي تستخدم شبكات وأنظمة غير آمنة.
متسلل القبعة الخضراء هو شخص جديد في عالم القرصنة ولكنه يركز بشدة على زيادة مهاراته في الهجوم الإلكتروني. كما أنه يحاول بشكل أساسي اكتساب المعرفة بشأن كيفية تنفيذ الهجمات الإلكترونية على نفس مستوى نظرائه من القبعة السوداء. هدفه الرئيسي هو التطور في النهاية إلى متسلل كامل، لذلك يقضي وقته في البحث عن فرص التعلم من المتسللين الأكثر خبرة.
الدافع: التعلم وتكوين خبرة ليصبح الشخص قرصاناً كاملاً.
الأكثر عرضة للخطر: لا أحد (حتى الآن).
تستأجر المؤسسات قراصنة القبعة الزرقاء لاختبار الأخطاء في برامجها أو شبكاتها أو أنظمتها الجديدة قبل إصدارها. يتمثل دورهم في العثور على الثغرات الأمنية في البرامج الجديد والعمل على معالجتها قبل إطلاق المنتج النهائي في الأسواق.
الدافع: تحديد نقاط الضعف في البرامج التنظيمية الجديدة قبل إصدارها.
الأكثر عرضة للخطر: القراصنة المجرمين.