الأمن والخصوصية على الإنترنت

تتوفر الكثير من المعلومات عن كل شخص بيننا على شبكات التواصل الاجتماعي، وفي صناديق البريد الإلكتروني الخاصة بنا، وعلى أجهزتنا. وتعمل شركات خدمات الإنترنت وشركات التكنولوجيا والسلطات وغيرها على تتبع نشاطنا على الإنترنت، مما يعرض أمننا وخصوصيتنا إلى خطر مستمر. في هذه الوحدة، سنتعلم عن هذه الأخطار وكيف يمكن تفاديها وحماية معلوماتنا وخصوصيتنا.

آخر تحديث: 24/9/2020

هل سبق لك وأن دخلت إلى أحد المواقع لتبحث عن حذاء لطفلك، مثلاً، ثم ظهرت لك بعد قليل منشورات أحذية أطفال على شكل إعلانات في حسابك على Facebook؟ إن كان ذلك قد حدث معك بالفعل، فهو تفسير التعقب عبر الإنترنت ، أي أن Facebook؟  قد تتبعك إلى موقع التسوقالذي كان النافذة التالية التي فتحتها بعد انتهاء  جلستك على Facebook، ونشر لك إعلانات مخصصة لما كنت تبحث عنه.

     

تبذل مواقع الويب جهوداً كبيرة للحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات بشأن الأشياء التي نبحث عنها والمواقع التي نزورها والأشخاص الذين نتواصل معهم والمنتجات التي نشتريها. عادة ما يتم إجراء التعقب لأغراض تجارية، وهذا ليس أمراً سيئاً بالمطلق، ولكن لا يمكننا ضمان الكيفية التي يمكن لهذه المواقع أن تستخدم المعلومات التي جمعتها عن نشاطنا، ولا سيما إذا كانت هذه المواقع مدارة من قبل جهات تتبع لسلطات قمعية قد تنتهك خصوصيتنا وتعرضنا لمختلف التهديدات الرقمية.

صحيح أن متصفحك هو بوابتك إلى شبكة الويب العالمية، ولكن هذه البوابة قد يستخدمها متسللون بغرض الوصول إلى جهاز الكمبيوتر الخاص بك ومعرفة نشاطك على الإنترنت. إذن، التعقب هو الطريقة التي تقوم بعض مواقع الويب من خلالها بتحديد وجمع معلومات شخصية عن المستخدمين من أجل استخدامها لأغراض عديدة منها تخصيص المحتوى ونشر الإعلانات المناسبة لتفضيلات كل مستخدم.

ناهيك عن الانتهاك الصريح لخصوصية المستخدم والذي ينجم عن التعقب المفرط الذي تقوم به المواقع، فإن هناك خطرين رئيسيين ينجمان عن ذلك:

  1. الأثار التي تبقى على الجهاز بسبب هذا التعقب، مثل ملفات الارتباط وسجل التصفح، تشير إلى معظم نشاطنا على الإنترنت، وهذا يشكل خطرا أمنيا في الدول القمعية التي لا تحترم حرية الوصول إلى المعلومات وحرية التعبير. ففي حال الاعتقال ومصادرة الجهاز، ستتمكن السلطات من معرفة المواقع التي زارها المستخدم على سبيل المثال.
  2. هذه المواقع تبني للمستخدم شخصية رقمية وهمية لا تطابق شخصيته الحقيقية، وتبدأ بتقديم محتواها له بناء على فهمها لاهتماماته التي استنتجتها نتيجة تعقب نشاطه، وهو أمر غير مريح حيث يؤثر بشكل كبير على موضوعية المحتوى الذي نراه.

هناك العديد من الطرق التي تستخدمها بعض مواقع الويب لتعقب نشاط زوارها على الإنترنت، نذكر منها:

  1. ملفات تعريف الارتباط (Cookies):

ملفات تعريف الارتباط الطريقة الأكثر شيوعاً لتحديد هوية المستخدم، حيث تقوم بعض المواقع بإنشاء ملف تعريف خاص بكل مستخدم يقوم بزيارتها لأول مرة، وتخزينه على جهاز الكمبيوتر الخاص بالمستخدم. مثلاً، لا تتطلب الزيارات اللاحقة لصفحة Facebook تسجيل الدخول، لأن التفاصيل الخاصة بك سيتذكرها المتصفح من خلال ملف تعريف ارتباط تم تخزينه أثناء تسجيل دخولك لأول مرة.
حسناً، ملفات تعريف الارتباط ليست سيئة بالمطلق لأن بعضها يضفي مزيداً من السهولة على تصفحك للإنترنت من خلال حفظ معلومات التصفح، أو لإبقائك في وضع تسجيل الدخول، وتذكُّر تفضيلات المواقع، وتقديم محتوى ذي صلة ببيئتك المحلية.
هناك نوعان من ملفات تعريف الارتباط:

  • ملفات تعريف الارتباط للطرف الأول، أي التي يتم إنشاؤها بواسطة موقع الويب الذي تزوره. ويتم عرض موقع الويب في شريط العناوين.
  • ملفات تعريف الارتباط للجهات الخارجية، هي تلك التي يتم إنشاؤها بواسطة مواقع ويب أخرى لا تزورها ولكنها تصل إليك من خلال المواقع التي تزورها والتي تسمح لها بتعقبك ومشاركتك بمحتويات مخصصة، مثل الإعلانات، أو الصور، التي يمكنك مشاهدتها في صفحة الويب التي تزورها.فيما يلي صورة توضيحية لكيفية عمل ملفات الإرتباط :

     2. بصمة المتصفح (Browser fingerprinting):

هي المعلومات التي يتم جمعها حول البرامج والأجهزة المثبتة على جهاز الكمبيوتر عن بُعد بغرض تحديد هوية المستخدم. وغالباً ما تتضمن نوع المتصفح والإصدار ونظام التشغيل والإصدار ودقة الشاشة والخطوط المدعومة والمكونات الإضافية والمنطقة الزمنية وتفضيلات اللغة والخط وحتى تكوينات الأجهزة. قد تبدو هذه المعلومات عامة ومشتركة وليست شخصية على الإطلاق. ولكن عادة يكون هناك شخص واحد فقط من بين عدة ملايين مستخدم يشترك معك بنفس المعلومات السابقة بشكل متطابق تماماً.

     3. إشارة الويب (Web Beacons):

هي عنصر تعقب صغير جداً عادة على شكل صورة صغيرة بحجم بكسل واحد مضمنة بشكل غير مرئي في بعض صفحات مواقع الويب أو البريد الإلكتروني، مما يتيح للموقع معرفة من هم الزوار الذين وصلوا إلى محتوى أو ميزات معينة، ومتى، ومن أي متصفح. في أبسط أشكالها، تكون الصور واضحة جداً، يتم تنزيلها كصورة عند تحميل صفحة الويب، أو فتح البريد الإلكتروني. ولذلك لا يجب عليك عرض الصور في رسائل البريد الإلكتروني الواردة من مرسلين لا تثق بهم. تُستخدم إشارات الويب أيضاً بواسطة المعلنين عبر الإنترنت الذين يقومون بتضمينها في إعلاناتهم حتى يتمكنوا من تتبع عدد مرات عرض إعلاناتهم بشكل مستقل، كما تستخدم من أجل مراقبة تنزيل الملفات وإدارة أداء الحملات الإعلانية، ويمكن لإشارات الويب أيضاً إبلاغ المرسل برسائل البريد الإلكتروني التي يقرؤها المستلمون.

  1. اضبط إعدادات الخصوصية – ملفات الارتباط في المتصفح الخاص بك بحيث تمنع أي طرف ثالث من إنشاء ملفات تعريف ارتباط، وبحيث تمسح جميع ملفات تعريف الارتباط المخزنة بعد إغلاق المتصفح. وللقيام بذلك افتح المتصفح، انتقل إلى الإعدادات، ومن ثم اختر الخصوصية والأمان، وبعد ذلك فعل الخيارات الموضحة في الصورة التالية:
  2. قم بتمكين التصفح الخاص/المتخفي على متصفحك لمنع جهاز الكمبيوتر الخاص بك من تخزين ملفات تعريف الارتباط والبيانات الأخرى من مواقع الويب على جهاز الكمبيوتر الخاص بك. يمكنك تنشيط التصفح الخاص على Safari من خلال النقر على قائمة “Safari” واختيار “التصفح الخاص”. توفر المتصفحات الأخرى مثل Firefox و Chrome أيضًا خيارات تصفح خاصة. في Chrome ، حدد قائمة “ملف” واختر “نافذة جديدة للتصفح المتخفي”. في Firefox ، حدد “ملف” و “نافذة خاصة جديدة”. عند استخدام التصفح الخاص، يتم حذف بياناتك بمجرد إغلاق المتصفح. توضح الصورة التالية كيف تبدو نافذة المتصفح الخفي في Chrome
  3. قم بإلغاء تحديد خيار “خدمات الموقع” لمنع مواقع الويب والتطبيقات من استخدام موقعك، وللقيام بذلك افتح المتصفح، انتقل إلى الإعدادات، وحدد خيار الأمان والخصوصية (Privacy and Security). ثم حدد علامة التبويب إعدادات الموقع (Site Settings) لتتمكن من تعطيل خيار الوصول إلى تحديد موقعك الجغرافي.
  4. استخدام إضافات تعزيز الخصوصية
    إضافات المتصفح هي عبارة عن مزايا ووظائف إضافية تقوم بتثبيتها على المتصفح الخاص بك لتحسين أدائه بطرق مختلفة منها حماية خصوصيتك أثناء التصفح موضوع هذه الفقرة. دعنا نرى أولاً كيف يبدو شكل الإضافات بعد تثبيتها على المتصفح الخاص بك:
    بالطبع هناك الكثير من الإضافات التي تدعي حمايتك من التعقب عبر الإنترنت، لكن بالطبع ليست جميعها آمنة أو مفتوحة المصدر. لذلك ننصح باستخدام أحد الإضافات التالية أو جميعها بشكل متزامن.لاحظ أنك إذا قمت بتثبيت أكثر من إضافة من هذه الوظائف الإضافية بشكل متزامن، فغالباً ما تكتشف عدداً مختلفاً من أدوات التعقب على أي صفحة من صفحات الويب التي تزورها وذلك لأن كل خدمة تصنف التعقب بشكل مختلف قليلاً.           اسم الإضافة           بماذا تفيد؟    المتصفح الذي تتوافق معه         رابط التثبيتuBlock Origin

    • تمنع النوافذ المنبثقة والواجهات الرسومية المزعجة من إرسال بياناتك إلى المعلنين.
    • تزودك بإمكانية تخصيص الإعلانات التي تريد حظرها والإعلانات التي تريد السماح بها باستخدام ذاكرة أقل، لذلك لا تبطئ من تجربة التصفح لديك.
    • تحظر ملفات تعريف الارتباط وتحمي مجهوليتك عبر الإنترنت من خلال منع التعقب.

    Chrome ، Firefox Safari .Operahttps://ublock.org/Privacy Badger

    • هي أفضل إضافة لمتصفح الويب للحماية من التعقب حيث يعرض لك صفحات الويب التي تتعقبك ويمنحك القدرة على حظر أي منها أو كلها في أي وقت.
    • الميزة الوحيدة التي تميز Privacy Badger هي أنه لا يحظر كل المحتوى، فقط نصوص التعقب التي تتبعك من موقع إلى آخر
    • Chrome ، Firefox, Microsoft Edge, Opera
    • يعمل أيضًا داخل Firefox على هواتف Android

    https://privacybadger.org/Ghostery

    • يكتشف ملفات تعريف الارتباط على مواقع الويب التي تزورها ويمكّنك من التحكم بها للحصول على تصفح نظيف وسريع وآمن.
    • يمكن استخدامه كمتصفح للجوال مزوداً بإضافات الوقاية من التعقب كتطبيق مستقل لأجهزة iPhone و iPad و iPod و Android.
    • يتوافق مع Cliqz, Firefox, Chrome, Opera, Yandex, Safari, Edge, و Internet Explorer.
    • يعمل أيضًا داخل Firefox على هواتف Android

    https://www.ghostery.com/Disconnect

    • يحظر أجزاء مختلفة من شفرة التعقب التابعة لجهة خارجية والتي تلحق الضرر بخصوصيتك أو بجهاز الكمبيوتر الذي تتصفح منه.
    • يتيح لك عرض وحظر مواقع الويب غير المرئية التي تتعقبك.
    • يقوم بتحميل الصفحات التي تزورها بمعدل 44٪ أسرع

    Chrome, Safari, and Firefoxhttp://disconnect.me/HTTPS Everywhere

    • تفيد هذه الإضافة في إعادة توجيهك إلى النسخة المشفرة من أي موقع تحاول زيارته، فكما تعلم أن مواقع الويب الآمنة تستخدم بروتوكول HTTPS (Hyper Text Transfer Protocol Secure) ، الذي يقوم بتشفير بياناتك عبر الإنترنت، إلا أن بعض المواقع لا تبدأ بـ HTTPS بل HTTP (دون S) ما يعني أنها ليست مشفرة وغير آمنة
    • Chrome, Firefox, Safari ، Opera
    • يعمل أيضًا داخل Firefox على هواتف Android.

    https://www.eff.org/ar/https-everywhere

  5. استخدم VPN، يمكن القول إن الشبكة الافتراضية الخاصة (VPN) هي أفضل طريقة لتشفير كل تحركاتك على الإنترنت إذ أنها تغلف اتصالك بالإنترنت بطبقة تشفير مما يمنع الجهات الخارجية من مراقبة نشاطك عبر الإنترنت. يمكنهم فقط معرفة أنك متصل بالإنترنت، لكن لا يمكنهم معرفة مواقع الويب أو الخدمات الأخرى التي دخلت إليها.
  6. لا تستعمل تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي لأن هذه التطبيقات مثل انستغرام وفيسبوك تعد من أخطر التطبيقات على خصوصية المستخدم على الهاتف الذكي، لذلك ننصح بالدخول إلى فيسبوك من خلال المتصفح حصراً. يمكن أيضا أن يتم إنشاء Work Profile على الهاتف الذي يعمل بنظام أندرويد ووضع هذه التطبيقات فيه بمعزل عن بقية الهاتف، للحد من قدرتها على تتبع نشاطك.