سنتحدث في هذا المقال عن سيناريوهات المراقبة والتنصّت، بدءًا من تطبيقات التجسس الخادعة وصولاً إلى السلوك المشبوه. وسنقوم بتقديم نصائح عملية في كيفية إجراء فحص أمني على أجهزتكم. فالأمر لا يتعلق فقط بالخصوصية؛ بل يتعلق أيضاً براحة البال.
الكشف عن الإشارات والعلامات المشبوهة!
قد يقدّم الهاتف الذكي بعض التلميحات عندما يتم العبث به. إليكم أبرز الأعراض المهمة التي يجب أن تكونوا على دراية بها، بالإضافة إلى الإجراء الفوري الذي يجب اتخاذه.
– استنزاف غير عادي للبطارية
إحدى العلامات الدقيقة التي قد تشير إلى تعرض الهاتف الذكي للاختراق هي الاستنزاف السريع وغير المبرر للبطارية. إذا وجدتم أن هاتفكم يفقد الطاقة بشكل أسرع بكثير من المعتاد، فقد حان الوقت لإجراء مزيد من التحقيق. وعلى الرغم من أن هذا يمكن أن يُعزى أحيانًا إلى مشكلات في البرامج أو الأجهزة، فمن الضروري عدم استبعاده تمامًا.
الإجراء: يجب التحقق من إحصائيات استخدام بطارية الهاتف في الإعدادات. إذا كان هناك تطبيق غير مألوف أو غير ضروري يستهلك قدرًا غير مناسب من الطاقة، فقد يكون من المفيد التحقق من شرعيته أو إزالته بالكامل.
– ضوضاء مشبوهة في الخلفية
إذا لاحظتم في أي وقت ما أصواتًا غير عادية أثناء المحادثات الهاتفية، مثل النقر أو الصدى أو الطنين، فهذا سبب مهم للقلق. قد يكون الأمر بسبب مشكلات فنية في بعض الأوقات، ولكن من الضروري التفكير أيضاً في احتمالية محاولة شخص ما التنصت على محادثاتكم.
الإجراء: في مثل هذه الحالات، يجب التحقق من مصدر الضوضاء. كما يمكن التأكد من سلامة البيئة المحيطة والأجهزة والشبكة والاتصال وغيره. إذا استمرت المشكلة، من الضروري استشارة أحد المتخصصين.
– تباطؤ الجهاز
هل أصبح هاتفكم فجأة أبطأ من المعتاد؟ فالتطبيقات التي يستغرق تحميلها وقتًا طويلًا فيما يعاني جهازكم من بطء كبير في أداء مهام بسيطة، ليست مجرد محض صدفة! وعلى الرغم من أن هذا يمكن أن يُعزى غالبًا إلى عوامل مختلفة، بما في ذلك تحديثات البرامج أو وجود عدد كبير جدًا من التطبيقات التي تعمل في الخلفية، فمن الضروري عدم استبعاد احتمال وجود نشاط ضار.
الإجراء: قوموا بمسح التطبيقات والملفات غير الضرورية. إذا استمر التباطؤ، يعني أنه حان الوقت لاستشارة أحد المتخصصين لاستبعاد التهديدات الأمنية المحتملة.
– ارتفاع مفاجئ في استخدام البيانات
يمكن أن تكون الزيادة غير المتوقعة في استخدام البيانات علامة حمراء أخرى. قد يكون الامر نتيجة الإفراط في مشاهدة المسلسلات المفضلة أو الفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنه إذا كنتم من الأشخاص الذين لا يقومون بالنشاطات المذكورة، من الضروري التفكير في احتمالات أخرى، مثل إمكان وجود تطبيق ضار يقوم بنقل البيانات من دون موافقتكم.
الإجراء: فحص إعدادات استخدام البيانات في الهاتف الذكي. إذا بدا أن هناك تطبيق أو خدمة معينة تستهلك كمية غير مناسبة من البيانات، فمن الأفضل التحقق من مدى شرعيتها أو القيام بإزالتها فوراً من جهازكم.
– أذونات التطبيق غير المصرح بها
عند تثبيت تطبيقات جديدة، من الشائع منح أذونات لوظائف مختلفة، مثل الوصول إلى الكاميرا أو استخدام الميكروفون أو تتبع الموقع. ومع ذلك، إذا لاحظتم تطبيقًا يطلب الوصول إلى ميزات لا علاقة لها بوظيفته، فمن الضروري التشكيك في نواياه.
الإجراء: من الجيد مراجعة الأذونات التي تطلبها التطبيقات أثناء التثبيت أو في إعدادات هاتفكم. إذا بدت طلبات التطبيق مفرطة أو غير مرتبطة بالغرض منه، فاعتبروه خطرًا أمنيًا محتملاً وقوموا بإزالته مع توخي الحيطة والحذر.
في حال تعرض هاتفي للتنصت: ماذا يجب أن تفعل؟
في حال تعرّض هاتفكم الذكي إلى التتبع والتنصت بالفعل، يرجى اتباع الإجراءات التالية:
– إزالة التطبيقات غير المعروفة: البدء بإلغاء تثبيت أي تطبيقات غير مألوفة أو مشبوهة.
– إبطال دخول أي مسؤولين غير معروفين: إذا تم إدراج أي مسؤولين غير مؤكدين إلى إعدادات الجهاز، قوموا بسحب حقوقهم.
– إعادة ضبط المصنع: هذا الحل يجب أن يكون الملاذ الأخير في حال فشل أي حلول أخرى، ولكنه يضمن الحصول على سجل نظيف مع القضاء على أي أخطاء محتملة.
ومن المهم أيضًا اتخاذ الاحتياطات اللازمة للتخفيف من مخاطر محاولات التنصت المستقبلية.
– تثبيت تطبيق أمان موثوق.
– تحديث الهاتف الذكي وتطبيقاته بانتظام.
– تنزيل التطبيقات من المصادر الموثوقة فقط.
– عدم النقر على الروابط أو المرفقات المشبوهة في الرسائل.
في عالم شديد الاتصال، أصبح ضمان أمننا الرقمي أكثر أهمية من أي وقت مضى، ويبدأ ذلك بحماية أجهزتنا الشخصية من التطفل. لذا، خذوا الإشارات المذكورة أعلاه على محمل الجد، وكونوا استباقيين، وتأكدوا من توفير الخصوصية والأمان لكل بياناتكم الالكترونية.