تخيّلوا أنكم تعيشون في منزل ذكيّ حيث يمكنكم التحكم في عمل معظم الأجهزة تقريباً، من تنظيم عمل مكيّف الهواء عبر الأوامر الصوتية إلى استخدام ثلاجة يمكنها طلب البقالة لكم عند نفاذها. يبدو وكأنه المستقبل، أليس كذلك؟ حسنًا، لقد أصبح المستقبل هنا بالفعل، وذلك بفضل إنترنت الأشياء Internet of Things، أو اختصارًا IoT. ولكن على الرغم من أن هذه الأدوات الذكية قد تجعل حياتنا أسهل، إلا أنها تأتي أيضًا مع مجموعة من المخاطر الخاصة بها.
ما هي أجهزة إنترنت الأشياء؟
إنترنت الأشياء (IoT) هو مصطلح مستخدم للإشارة إلى الأدوات الالكترونية الذكية القادرة على الاتصال بالإنترنت. فيما يلي بعض الأمثلة التي قد تجدونها في منازلكم:
– مكبرات الصوت الذكية: مثل Amazon’s Alexa أو Google Home، والتي يمكنها تشغيل الموسيقى والإجابة على الأسئلة والتحكم في الأجهزة الذكية الأخرى، استجابة لأوامركم الصوتية.
– الكاميرات الذكية: كاميرات أمنية متطورة يمكنكم التحكم بها عن بُعد ومشاهدتها من خلال شاشة الهاتف.
– الثلاجات الذكية: الثلاجات التي يمكنها تتبع ما بداخلها، وحتى طلب الأغراض الناقصة عبر الإنترنت.
– منظمات حرارة المنزل: أجهزة مثل Nest متصلة بالإنترنت وتتيح لكم التحكم في درجة حرارة منزلكم عن بُعد.
– أجراس الباب الذكية: أجراس باب تستخدم الفيديو لتُريكم من يقف على الباب، بغض النظر عن مكان وجودكم.
– أجهزة تتبع اللياقة البدنية: مثل Fitbit أو Apple Watch، التي تتتبع نشاطكم اليومي.
الأدوات المذكورة أعلاه سهلة الاستخدام للغاية، ولكن المشكلة هي أن الكثير منها ليس بشكل كاف.
ما الخطأ الذي يمكن أن يحدث؟
– كلمات مرور سهلة التخمين
تأتي العديد من هذه الأدوات الالكترونية مزودة بكلمات مرور بسيطة يمكن لأي شخص تخمينها. في بعض الأحيان، لا يمكنكم حتى تغيير كلمات المرور هذه، مما يجعل من السهل على الأشخاص ذوي النوايا السيئة قرصنة أجهزتكم والوصول إلى بياناتكم الخاصة.
– برامج قديمة
تمامًا مثل الهاتف أو جهاز الكمبيوتر الخاص، تحتاج هذه الأدوات الذكية إلى تحديثات أمنية بشكل دوري لتبقى آمنة. ولكن على عكس الهاتف، فإنها لا تقوم دائمًا بتحديث نفسها تلقائيًا، مما يجعلها عرضة للهجمات الالكترونية.
– إجراءات أمنية ضعيفة
غالبًا ما لا تتمتع أجهزة إنترنت الأشياء بنفس مستوى الأمان السيبراني الذي اعتدنا عليه في هواتفنا الذكية أو أجهزة الكمبيوتر. وهذا يعني أن المتسلل، أو أي شخص يعرف كيفية القيام بذلك، يمكنه اعتراض المعلومات التي يتم ارسالها واستقبالها بسهولة تامة.
– قلّة المعرفة
لنواجه الأمر؛ عدد كبير من الناس ليسوا ماهرين في أمور التكنولوجيا ولا يفهمونها بشكل واضح. لا يدرك معظمهم أن أجهزة إنترنت الأشياء المريحة يمكن أن تشكل خطرًا أمنيًا عليهم، لذلك لا يتخذون الخطوات البسيطة اللازمة لجعلها أكثر أمانًا.
ماذا يمكن لمجرمي الإنترنت أن يفعلوا؟
إذا تمكن شخص ما من الوصول إلى أجهزتكم الذكية، فسيتمكن من:
– الاستيلاء على الأدوات: يمكنهم التحكم في مجموعات كبيرة من هذه الأجهزة بهدف إرباك مواقع الويب وإغلاقها.
– سرقة المعلومات الشخصية: تقوم أجهزة تتبع اللياقة البدنية على سبيل المثال بتخزين الكثير من المعلومات الشخصية عنكم والتي يمكن سرقتها.
– هجمات الفدية: تخيلوا أنكم غير قادرين على استخدام المكيّف الذكي في المنزل أو جرس الباب قبل دفع الفدية. نعم، يمكن أن يحدث هجوم الفدية في أي لحظة.
– التجسس: من خلال الوصول إلى الكاميرات أو الميكروفونات الذكية، يمكن لأي شخص التجسس عليكم في منزلكم ومن دون علمكم.
كيف تستطيعون حماية أنفسكم؟
لا تقلقوا؛ لا يزال بإمكانكم استخدام إنترنت الأشياء ومعظم الأدوات بأمان من خلال اتخاذ بعض الخطوات البسيطة:
– تغيير كلمة المرور الافتراضية: في المرة الأولى التي تقومون فيها بإعداد جهازكم، قوموا بتغيير كلمة المرور إلى شيء لا يعرفه أحد سواكم.
– تحديث البرامج: تأكدوا من تحديث برامج الجهاز باستمرار. تحققوا من الموقع الالكتروني الخاص بالشركة المصنعة للحصول على التحديثات الرسمية.
– تشغيل الأمان الإضافي: إذا كان يحتوي الجهاز على خيار توفير المزيد من الأمان، مثل التحقق على خطوتين، فمن الأفضل تشغيله.
– استخدام اتصال Wi-Fi آمن: يجب التأكد من توصيل أجهزتكم بشبكة Wi-Fi محمية بكلمة مرور قوية.
– البقاء على اطلاع: راقبوا الأخبار المتعلقة بالأجهزة التي تمتلكونها، حتى تكونوا على دراية بأي مخاطر جديدة أو تحديثات مطلوبة.
صحيح أنه يمكن للأدوات الذكية أن تجعل حياتنا أسهل بكثير، ولكنها قد تأتي أيضًا بمخاطر جمّة. ولكن، من خلال معرفة ما هي تلك المخاطر وكيفية حماية أنفسنا، سنتمكن من الاستمتاع بجميع الفوائد من دون قلق. فالقليل من الوعي المرفق ببعض الخطوات البسيطة يمكن أن يساهما كثيراً في الحفاظ على سلامتكم الالكترونية.