1

كثيراً ما يتم سؤالنا في «سايبر آرابز» عن صحة كون نظام التشغيل «لينكس» أكثر أماناً من ويندوز.
«لينكس» (Linux) هو نواة نظام تشغيل مفتوح المصدر تم ابتكاره من قبل «لينوس تورفالدز» كهواية أثناء دراسته في جامعة فنلندية في أوائل التسعينات، ومنذ ذلك الحين، ظهرت عدة «توزيعات» (distributions) من لينكس قامت بجمع هذا النواة مع مكونات وبرامج أخرى لخلق أنظمة تشغيل كاملة، وباتت عبارة «نظام التشغيل لينكس» ترمز إلى أي نظام تشغيل مبني على نواة لينكس. وكما ويندوز ونظام التشغيل ماك، تقوم أنظمة التشغيل لينكس بتوفير البيئة لتشغيل البرامج، والوصول إلى الإنترنت، وإنشاء المستندات، ولكن على عكس الويندوز، هي مجانية، ولديها شعبية قوية عندما يتعلق الموضوع بالأمان.
لذا، السؤال هنا: هل حان الوقت للاستغناء عن ويندوز والانتقال إلى لينكس؟
سنحاول في هذا المقال تقديم فكرة أعمق عن هذا السؤال.

الاستخدام
تتعلق الإجابة عن هذا السؤال بما تحتاجونه بالضبط من جهاز الحاسوب الخاص بكم، فنظاما التشغيل ويندوز ولينكس ليسا متوافقين مع بعضهما، ما يعني أن العديد من البرامج المستخدمة على ويندوز لن تعمل على لينكس، فالبرامج الخاصة مثل «مايكروسوفت أوفيس» ومجموعة برامج «أدوبي» معروفٌ بأنها لا تعمل على لينكس، لكن على الرغم من ذلك، تتوفر العديد من البدائل المجانية لهذه البرامج على لينكس، وإن كنت تعتمد على الإنترنت في عملك، فإن خبرتك لن تختلف كثيراً.
يأتي لينكس بعدة هيئات وأنماط للتصفح. فمثلاً، إن كنتم تعتمدون على استخدام زر «إبدأ» في ويندوز، فعملية الانتقال إلى «لينكس مينت» أو النسخ الحديثة من «أوبنتو» لن تكون صعبة عليكم، ولكن على الرغم من ذلك، فإن المظهر سيبدو مختلفاً كثيراً عن نظام التشغيل ويندوز، ولكن في كافة الأحوال، عليكم تعلم كيفية التعامل مع بيئات التشغيل وأنظمة التشغيل المختلفة، كما ينطبق الأمر على المستخدمين الذين يريدون الانتقال من نظام التشغيل ويندوز 7 إلى النسخة الأحدث منه ويندوز 8.

3الأمان: ماذا عن كون لينكس أكثر أماناً؟
تم تصميم لينكس بحيث يتم الحد من إمكانية المستخدم لقيام بأمور خبيثة خطيرة في نظام التشغيل، وذلك يعني أيضاً أنه يصعب على الفيروسات أن تنصب نفسها على نظام التشغيل، أضيفوا إلى ذلك، أن تقريباً كل الفايروسات المكتوبة والتي تستهدف الدول العربية، تم كتابتها لتستهدف نظام التشغيل ويندوز، وهذا يعني أنه في حال قمتم بتحميل ملف يحتوي على فيروس، أو قمتم بفتح سواقة USB، فلا شيء سيحدث لجهازكم. لأنه ببساطة الفيروسات المكتوبة لتستهدف الويندوز لا تعمل على لينكس.
النقطة الإيجابية الأخرى في نظام التشغيل لينكس أنه مفتوح المصدر، وهذا لا يعني فقط أنه مجاني، بل يساهم هذا الأمر في حماية جهاز الحاسوب، وذلك بسبب أن الكود المصدري لنظام التشغيل متاح للجميع مما يعني إمكانية اكتشاف وإصلاح الأخطاء والثغرات الأمنية بسرعة كبيرة. بينما عندما يتعلق الموضوع بويندوز، فإن اكتشاف الأخطاء وإصلاحها يأخذ وقتاً أطول، وبالطبع في حال لم يتم تفعيل التحديثات التلقائية في ويندوز فإن جهاز الحاسوب سيبقى معرضاً لخطر الاختراق.
وتعد قرصنة البرمجيات في عالمنا العربي مشكلة شائعة جداً، حيث عانى العديد من قرّاء موقع «سايبر آرابز» من مشاكل تعود إلى كون نظام التشغيل ويندوز والبرامج المستخدمة مقرصنة، كما أن التحديثات التلقائية لويندوز لديهم لا تعمل بصورة دائمة على النسخ المقرصنة، ووفقاً لبحث أجرته شركة مايكروسوفت بالتعاون مع IDC، فإن 80 بالمئة من البرامج المقرصنة تحتوي على برمجيات خبيثة. أما لينكس، فإنه مجاني 100 بالمئة، مما يعني أن كل النسخ المتوفرة قانونية.
بالنسبة للمستخدمين الذين يعون خطورة النسخ المقرصنة من الويندوز، قد يبدو من الصواب الانتقال إلى لينكس.

2توزيعات عديدة
على عكس نظام التشغيل ويندوز، فإن نظام التشغيل لينكس ليس مملوكاً من قبل شركة معينة، ولهذا السبب، ستجدون العديد من توزيعات لينكس على الإنترنت، وكل توزيعة منها تم تصميمها وبرمجتها لتناسب احتياجاً معيناً للمستخدمين. وتعد أشهر توزيعات اللينكس «أوبنتو» (Ubuntu) وتستطيعون تحميلها من هنا (سيتم تحميلها بصيغة ISO ما يعني الحاجة لوضعها على القرص المدمج (CD) أو على الفلاشة (USB) بإستخدام برنامج مثل unetbootin أو LinuxLive USB Creator).
تم تصميم «أوبنتو» لإتاحته كنظام تشغيل سهل الاستخدام، مع مجموعة من البرمجيات الأساسية، كمتصفح الإنترنت فَيرفوكس (Firefox)، وبرامج النصوص وقراءة الصوتيات والفيديو.
تتميز واجهة المستخدم بتصميمها المثالي، على الرغم من أن مستخدمي الويندوز سيجدون صعوبة في البداية باستخدامها. وإن كنتم غير جاهزين للانتقال بشكل كامل إلى نظام التشغيل لينكس، بإمكانكم تنصيب «أوبنتو» بجانب ويندوز، (سيتم سؤالكم أثناء عملية تنصيب «أوبنتو» إن كنتم ترغبون بتنصيبه إلى جانب ويندوز أو حذف ويندوز واستخدام أوبنتو فقط)، وعند تشغيل الحاسوب سيتم تخييركم بين ويندوز أو أوبنتو للإقلاع منه.
توجد توزيعة ثانية شائعة الاستخدام من لينكس، هي «لينكس مينت» (Linux Mint)، التي تستطيعون تحميلها من هنا.
يتميز «لينكس مينت» بذات القدرات التي يتميز بها أوبنتو، ولكنه يأتي مع واجهة مستخدم أقرب إلى الويندوز، تتضمن شريط المهمات، وزر إبدأ، لذا في حال كنتم لا تملكون أي تجربة سابقة مع لينكس، بالإمكان الاعتماد على لينكس مينت كونه الطريق الأسهل للاعتياد على لينكس.
أيضاً تستطيعون تنصيب لينكس مينت إلى جانب ويندوز والاختيار بينهما عند الإقلاع.
ووفقاً للتصميم الذي بُنيَ عليه لينكس مينت، فهو يستهلك القليل من موارد الجهاز عند تخفيض إعدادات المنظر، لذا فيمكن تنصيبه على أجهزة الحاسوب التي يزيد عمرها عن العشر سنوات.
أما فيما يتعلق بتوزيعات اللينكس الأكثر أماناً، فإننا ببساطة ننصح المستخدمين باستعمال توزيعة «تيلز» التي تستطيعون تحميلها من هنا.
على عكس «أوبنتو» و«لينكس مينت»، لا يمكن تنصيب هذه التوزيعة على القرص الصلب (Hard Disk)، فنظام التشغيل هذا تم تصميمه من قبل الأشخاص ذاتهم الذين قاموا بتطوير برنامج تور (Tor) ويهدف إلى الاستخدام في الحالات التي تتطلب بيئة آمنة في العمل.
ولأنه يقوم بالإقلاع من القرص المدمج أو الفلاشة، يمكن استخدامه في مقاهي الإنترنت، فهو نظام تشغيل محمول وسهل الاستخدام وآمن.
تيلز لينكس لا يترك أي أثر لما تقومون به على الإنترنت، لأنه يقوم بشكل افتراضي بإخضاع حركة مروركم على الإنترنت إلى العبور عبر شبكة تور. ولكن لسوء الحظ، فإن برنامج تور قد يكون بطيئاً أو قد يكون محجوباً مما يتطلب تغيير في الإعدادات لكي يعمل، ولكن من جهة أخرى فإن أحد إيجابيات تيلز، إتاحة الخيار للإقلاع بواجهة مستخدم تشبه إلى حد كبير واجهة نظام التشغيل ويندوز إكس بي (XP)، لذا فلن يجد مستخدمي الويندوز صعوبة كبيرة في استعمال نظام التشغيل تيلز.
بسبب الخطوات الأمنية القصوى التي يطبقها تيلز (وعدم إمكانية تنصيبه على القرص الصلب) فهو ليس خياراً جيداً للاستعمال اليومي، بالطبع يمكنكم استعمال هذا النظام إلى جانب نسخة ويندوز من دون الحاجة إلى تغيير جهاز الحاسوب.

ختاماً
حتى وإن كان من الحكمة الانتقال من ويندوز إلى لينكس إلا أن الانتقال يعتمد على العديد من العوامل المختلفة:
هل تمتلكون نسخة قانونية من ويندوز؟ هل تستخدمون برامج خاصة؟ هل تحتاجون إلى المزيد من الأمان؟
ليس هناك توصية عامة متاحة. ولكن تبقى النصيحة الأفضل للمستخدمين المهتمين بالموضوع: قوموا بالتجربة!
«أوبنتو» و«مينت» بالإمكان تنصيبهم إلى جانب ويندوز، و «تيلز» لا يحتاج إلى تنصيب، ولكن على الرغم من ذلك فإن تنصيب العديد من توزيعات لينكس سهلة للغاية، فما عليكم سوى إقلاع الجهاز من القرص المدمج أو الفلاشة – ونحن في «سايبر آرابز» ننصحكم بالاستعانة بصديق لديه الخبرة الكافية في تنصيب نظام التشغيل في حال لم يكن لديكم أي خبرة سابقة في تنصيب أنظمة التشغيل، بما في ذلك ويندوز.
بإمكانكم الإطلاع على معلومات أكثر عن لينكس وتاريخه هنا.