مع ارتفاع وتيرة التطور التكنولوجي في السنوات القليلة الماضية، باتت السرعة في العمل أمراً مهماً جداً. فمقابل الحصول على أجهزة الكترونية أسرع وأقوى، من المتوقع أن يقوم مطوّرو البرامج أيضاً بكتابة كودات التطبيقات واختراع خدمات جديدة بسرعة كبيرة أيضًا.

مطالب السرعة والعملية غيّرت طريقة كتابة كودات التطبيقات الجديدة بشكل كبير. إذ بات يتبنى مطوّرو البرامج حالياً نهجًا معياريًا للعمل السريع، حيث تتم إعادة تدوير التعليمات البرمجية لإعادة استخدامها بهدف الحد من تكرار العمل البدائي.

كما يتيح هذا الأسلوب للمطورين “توصيل” التعليمات البرمجية بمصادر أخرى (أي بكودات قامت بإعدادها جهات أو أطراف ثالثة، قد تكون مجهولة المصدر)، حتى يتمكنوا من الاتصال بخدمات الجهات الخارجية بسرعة وسهولة لجعل تطبيقاتهم أكثر فائدة.

 

إذا ما هي المشكلة؟

بشكل عام، يعد التطوير المعياري فكرة رائعة لعرض التطبيقات الجديدة إلى السوق بشكل أسرع. ولكن هذا يعني أيضًا أن المطورين يثقون كثيرًا في أمان وحدات الطرف الثالث هذه – خاصة أنهم لا يستطيعون تغيير أو تحديث التعليمات البرمجية التي يستخدمونها.

هذا النقص في الشفافية يمكن أن يكون مشكلة. إذا كانت التعليمات البرمجية تحتوي على خطأ أو نوع من الثغرات الأمنية، فلن يعرف المطور عنها. والأسوأ من ذلك أنهم سيقومون بعد ذلك بتكرار هذا الخلل في تطبيقهم الخاص، مما قد يعرض مستخدميهم إلى خطر القراصنة ومجرمي الإنترنت.

لا يمثل عنصر المجهول هذا مجرد خطر على الأمن السيبراني، بل قد يؤدي في بعض الأحيان إلى خلق مشكلات تتعلق بالخصوصية أيضًا.

على سبيل المثال، يوفر فيسبوك عددًا من وحدات التعليمات البرمجية وواجهات برمجة التطبيقات لمساعدة المطورين على الاتصال بخدماتهم بسهولة. ومع ذلك، تتضمن هذه الوحدات عادةً رمز التتبع، مما يسمح لفيسبوك “برؤية” ما يفعله المستخدمون. كما يقوم بدعوة هؤلاء المستخدمين لإضافة المزيد من التفاصيل إلى ملفاتهم الشخصية والذي سيتم استخدامها بعد ذلك لبيع الإعلانات.

يعد هذا أمرًا محرجًا، وربما يمثل انتهاكًا لقوانين الخصوصية وحماية البيانات. ويسلط الضوء على المخاطر التي يواجهها مطورو التطبيقات الحديثة.

 

ما الذي نستطيع القيام به؟

عادة ما تكون هذه الأنواع من الحوادث غير مقصودة تمامًا، فالمطورون لا يعتزمون أبدًا تعريض مستخدميهم للأذى. ولكن في المقابل، مستخدمو التطبيق يعتمدون بشكل كامل على المطورين لفهم كيفية استخدام وحدات التعليمات البرمجية بشكل صحيح، ولقيامهم بتحديد المخاطر بشكل مستمر وتوفير التحديثات التي تضمن الخصوصية والأمان.

وبما أن هذا النوع من المشاكل أصبح أكثر شيوعًا، لا يسعنا إلا أن نأمل أن يولي المطوّرون مزيدًا من الاهتمام للمكان الذي يأخذون منه وحدات التعليمات البرمجية الخاصة بهم، ودراسة الآثار المحتملة لكل منها.