أصبحت السيارات ذاتية القيادة شائعة بشكل كبير على طرقات عدد من الدول في العالم، أبرزها الولايات المتحدة الأمريكية. وفي جديد الموضوع، من المتوقع في وقت لاحق من هذا العام، أن توافق حكومة المملكة المتحدة أيضاً على عمل السيارات الآلية على أراضيها.

تتوفر العديد من التقنيات التكنولوجية في السيارات ذاتية القيادة، ولكن لن يُسمح إلا للمركبات التي تستخدم أنظمة حفظ الممرات المؤتمتة (ALKS) بالسير على الطرق العامة في المملكة المتحدة. تستخدم أنظمة ALKS عدة كاميرات وأجهزة استشعار قادرة على اكتشاف المسار الذي تسير فيه السيارة، وإبقائها في داخله. وخلال مرحلة الاختبار الأولية، ستقتصر جميع سيارات ALKS على سرعة قصوى تبلغ 60 كلم / ساعة (37 ميلاً في الساعة).

 

لا نحتاج إلى سائق!

يمكن لسيارات ALKS أن تقود نفسها بنفسها. فأجهزة الكمبيوتر القوية تعمل على مراقبة السيارة باستمرار وعلى تحديد الطريق ورصد حركة المرور في المسارات الأخرى التي قد يختار السائق الانتقال إليها. كما يمكن للسيارة أن تزيد أو تبطئ سرعتها تلقائياً بحسب الظروف المحيطة، وأن تجتاز المنعطفات بثبات تام، وأن تتوقف في حالات الطوارئ لتجنب الحوادث.

خضعت سيارات ALKS لاختبارات مكثفة استطاعت إقناع حكومة المملكة المتحدة بأن هذه التكنولوجيا آمنة بما يكفي لاستخدامها على الطرق العامة، وأن السائقين لن يضطروا إلى مشاهدة الطريق بأنفسهم أو حتى إبقاء أيديهم على عجلة القيادة.

لكن سيحتاج السائق إلى البقاء في حالة تأهب، أي لا يستطيع النوم أثناء الرحلة على سبيل المثال. وإذا اكتشفت السيارة مشكلة ما، فسوف تقوم بتنبيه السائق سريعاً ليتولى السيطرة الكاملة في غضون 10 ثوانٍ. وفي حال عدم استجابة السائق، سوف تبطئ السيارة سرعتها تدريجياً لتتوقف في النهاية على جانب الطريق.

 

لماذا نحتاج إلى السيارات ذاتية القيادة ؟

تشير الاختبارات إلى أن السيارات ذاتية القيادة أكثر أماناً من البشر وأفضل منهم في تحديد المخاطر والتعامل معها، مما يساعد على تقليل الحوادث والحد من أعداد الوفيات على الطرقات.

ويقول أحد الخبراء أن السيارات ذاتية القيادة ستمنع 47000 حادث و 3900 حالة وفاة مرتبطة بالسيارات خلال السنوات العشر القادمة، مما سيجعل طرقات بريطانيا أكثر أماناً للجميع.

يُعتقد أيضاً أن السيارات ذاتية القيادة أكثر صداقة للبيئة، بحيث تعمل محركاتها على تحقيق أقصى قدر من الاقتصاد في استهلاك الوقود. أي أنها تتسارع بطريقة تقلل الانبعاثات الغازية السامة، مما يساعد المملكة المتحدة على تحقيق أهدافها المستقبلية الخاصة بخفض ثاني أكسيد الكربون.

في النهاية، تجدر الإشارة إلى أن تكنولوجيا السيارات ذاتية القيادة تعكس كيفية قيام الذكاء الاصطناعي (AI) عملياً بتغيير العالم الذي نعرفه ونعيش فيه. من هنا، تزداد المخاطر الأمنية المرتبطة بهذه الأنظمة المتصلة بشبكة الانترنت، لترتفع معها المخاوف تجاه تمكن القراصنة من اختراق هذا النوع من السيارات والسيطرة عليها عن بّعد. والمستقبل لناظره قريب.