من شأن إجراء عمليات التحليل المنظمة لسياقنا أن يعزز من قدرتنا على وضع إستراتيجيات أمنية دقيقة ومحدثة والمحافظة عليها. بطبيعة الحال، تكمن أهمية ذلك في امتداد التغييرات التي تطالنا وتطال السياق الذي نعيش ونعمل فيه، إلى واقعنا الأمني أيضًا.

تطوّر التهديدات

تتغيّر التهديدات التي نواجهها باستمرار. وبالتالي، لن تكون إستراتيجيتنا الأمنية فعّالة إلاّ إذا اعترفنا بذلك، وخططنا لمواجهة هذه التغييرات. في حال اتخذنا الاحتياطات الأمنية كإجراء اعتيادي أو استنادًا إلى إشاعات، قد نكتشف أن تبدل الظروف سيجعلها غير فعالة.

تجدون أدناه لمحة عامة عن الطرق المختلفة التي يمكن من خلالها رفع مستوى وعينا للتغييرات التي تطرأ على السياق الذي نعيش فيه. ووضع إستراتيجيات لتحقيق أهدافنا، وفي الوقت ذاته تفادي التهديدات التي قد تطالنا، وتقليص وتخفيف أثرها. قد تعرفون عددًا من هذه الخطوات أصلاً، وربما تقومون بها أصلاً؛ ولكن من شأن القيام بها بشكلٍ منتظم أن يساعدكم إن كان ذلك ممكنًا. في الفصول التالية، سنستعرض كل خطوة بشكلٍ مفصّل من أجل الإنتقال من العام إلى الخاص. إلا أن الترتيب الذي تستخدمون به هذه الأدوات على أرض الواقع يعتمد طبعًا على إجراءات العمل والتخطيط الخاصة بكم.

الخطوات التي سنتبعها هي:

1. مراقبة الوضع وتحليله: رصد التوجهات العامة (السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو التكنولوجية أو القانونية أو البيئية) المتعلقة بعملنا وتدوين الملاحظات بشأن أي تطورات مرتبطة بأمننا.

2. تحديد رؤيتنا ونشاطاتنا: استنادًا إلى ما ورد أعلاه، يمكننا التفكير في المشاكل التي رصدناها وفي التغيير الذي نرغب في تحقيقه في مجتمعنا وفي الإستراتيجيات التي نستعين بها لتحقيق هذا التغيير.


3.
وضع خارطة بالجهات الفاعلة والعلاقات: إنشاء لائحة بكل الأشخاص والمجموعات والمؤسسات الذين يؤثر أو يحتمل أن يؤثر عملنا عليهم، والمحافظة على هذه اللائحة. يجب أن تشمل اللائحة أيضًا أنفسنا وحلفاءنا وأخصامنا. من شأن ذلك أن يساعدنا في توجيه إستراتيجيات المناصرة الخاصة بنا من أجل المحافظة على مساحة عملنا.

4. وضع خارطة بالمعلومات: أخذ معلوماتنا الشخصية والمهنية بعين الاعتبار، والحرص على أنها آمنة ومحمية من الضياع أو الضرر أو الوصول إلى جهات غير مأمونة.

5. المؤشرات الأمنية: تدوين ملاحظات بشأن الحوادث الخارجة عن المألوف والتي قد تشير إلى حدوث تغيير في وضعنا الأمني. مع مرور الوقت، يجب تحليل أي أنماط تطرأ في هذه الحوادث التي قد تؤثر على إستراتيجيتنا الأمنية.

6. تحليل التهديدات وتحليلها: بعد إجراء كل ما ذكر أعلاه، يجب تحديد الأحداث التي قد تكون مؤذية أو نشاطات الغير التي تشعرون أنها قد تكون مؤذية بما فيه الكفاية، والاستعداد لها. نقوم بتحليل هذه التهديدات عبر تحديد المسؤول عنها والموارد المتاحة  للتخفيف من احتمالية حدوثها أو أثرها، بالإضافة إلى الخطوات الواجب اتخاذها لاحقًا.

7. التخطيط والتكتيك الأمني: استنادًا إلى هذا التحليل، يمكنكم تحديد الإجراءات الملموسة الممكن اتخاذها لتحسين أمننا. في القسم الثالث، سنقوم بعرض هذه الخطوة بالتفصيل.

على الرغم من أننا سنقوم بهذا الإجراء مرة واحدة في هذا الدليل، لا شكّ أنه يجب استخدام هذه الأدوات مرات عدّة، وفقًا لإجراءات التخطيط الخاصة بنا من أجل نبقى مواكبين للتطورات.

التحليل ووجهات النظر

العملية المعروضة أعلاه مصممة بحيث تساعدنا على العمل بموضوعية أو بشكلٍ علمي قدر المستطاع عند تشخيص وضعنا الأمني. ولكن الأمن يبقى في الأساس مسألة متعلقة بوجهة نظرنا. في القسم الأوّل، عرضت عليكم بعض التفاصيل عن التحديات والفرص المتأتية من خبرتنا الذاتيةفي مجال الأمن. قد تتعرض وجهة نظرنا للتهديدات للانتقاد وقد تكون محدودة أو خاطئة، فربما فشلنا في رصد بعض التهديدات بسبب وجودنا في بيئات غير مألوفة، أو لأن خصومنا نجحوا في إخفائها. كالمراقبة الإلكترونية – أو مخاوف لا أساس لها من الصحة – أي أشياء لا تشكلّ أي خطر فعلي علينا. ولكننا نعتبرها تهديدات بسبب معلومات خاطئة صادرة عن خصومنا، أو عن ردود فعلنا الإنفعالية القلقة الناتجة ربما من تجارب سابقة صادمة. للاطلاع على معلومات إضافية حول هذا الموضوع، الرجاء العودة إلى الفصل 1.2 الردود الفردية على التهديدات.

على الرغم من صعوبة ذلك، من الممكن بلورة فكرة واقعية عن مستوى التهديدات المحدقة بنا، في حال استمرينا في أخذ كل هذه العوامل بعين الاعتبار. التحدي المطروح أمامنا هو في تقليص عدد التهديدات غير المرصودة، والمخاوف التي لا أساس لها من الصحة، بحيث تصبح ممارستنا الأمنية فعّالة قدر المستطاع.

يمكننا رفع مستوى دقة اطلاعنا من خلال البحث والتحليل، ومن خلال التأكد من صحة معلوماتنا عبر مشاركتها مع أصدقائنا أو زملائنا الموثوق بهم. تابعوا القراءة لمعرفة المزيد.