تعد الهواتف الجوالة الوسيلة الأولى للتواصل في الشرق الأوسط. كما أن هناك عدداً متزايداً من الأشخاص الذين بدؤوا بالنفاذ إلى الإنترنت من خلال هواتفهم. على موقع سايبر آرابز، نقوم بشكل دوري بمناقشة تطبيقات أمن الإنترنت الخاصة بهواتف أندرويد وآيفون. لكن، وعلى رغم الطفرة في استعمال الإنترنت التي ظهرت في العامين الأخيرين، يبقى الإتصال وإرسال الرسائل النصية القصيرة أكثر الخدمات استعمالاً في الهاتف. إلى أي حد يعد هذا الإستعمال آمناً؟
هناك جواب بسيط؛ استعمال الهاتف الجوال لا يمكن أن يكون آمناً. إن تكنولوجيا GSM التي تسيّر الهواتف الجوالة اليوم لم يتم تطويرها لمراعاة خصوصيتكم وأمنكم، وبالتالي، فإنه من المستحيل جعل استعمال هاتفكم الجوال آمن بشكل كامل.
ليس فقط من السهل على مزودي الخدمة والحكومات أن يتنصتوا على محادثاتكم، ولكن يمكنهم أيضاً أن يعرفوا موقعكم، والأماكن التي زرتموها، وهويتكم، بالإضافة إلى الأشخاص الذين اتصلتم بهم. والأسوأ هو أنكم لا تستطيعون فعل أي شيء حيال ذلك! عندما تشغّلون هاتفكم، تتم مشاركة بياناتكم مع السلطات ومشغلي خدمة الخليوي. لذا، من المهم ألا تستعملوا هاتفكم في أي اتصالات حساسة أو أوضاع لا تريدون فيها الكشف عن موقعكم. تخيّلوا أنّ الحكومة قامت بكشف مجموعة هواتف تعود إلى ناشطين معارضين يجلسون في الغرفة نفسها، ماذا ستفعلون لو كنتم من بينهم؟
في السنوات الأخيرة أصبح من الواضح أنه يمكن تشغيل الميكرفون في الهاتف دون أن يلاحظ ذلك المستخدم. لذا ننصح بأن تطفئوا هاتفكم اثناء تواجدكم في اجتماعات حساسة.
لاحظ فريق سايبر آرابز أيضاً أن هناك اعتقاداً سائداً بأن تغيير الشريحة الهاتفية سيجعل من المستحيل على السلطات أن تحدد هويتكم. لسوء الحظ ذلك غير صحيح. عندما تقومون باستعمال الشريحة مع هاتف ما، فذلك يعني أن هاتفكم قد “أصيب”، أي تم ربطه بهويتكم وتغيير الشريحة الهاتفية لن يغير أي شيء. الشرائح المجهولة والأجنبية لا توفر أي حل هي الأخرى، إذ يجب استخدامها بهاتف جديد كي لا يتم ربطها بهويتكم. فالحكومات التي تراقب استعمال الهاتف تقوم بتجميع ملفات ضد أشخاص عبر مراقبة الأرقام التي يتصل بها هاتفهم.
الهواتف الجوالة هي أدوات ممتازة للتواصل، ولكن من المفيد التذكر أنها أيضاً أدوات ممتازة لأجهزة الإستخبارات التابعة لحكومتكم.