هجمات القراصنة الالكترونيين على المنظمات والمؤسسات والأفراد لم تعد نادرة منذ سنوات قليلة. وفي معظم الحالات، يتابع الأشخاص والمنظمات غير المتضررة إحصائيات الهجوم وتفاصيل الحادث ليمضون قدمًا في حياتهم وكأن شيئا لم يكن.

لكن، ما تفشل وسائل الإعلام غالبًا في تصويره هي العواقب التي تحدث فعلياً على أرض الواقع بعد أي هجوم الكتروني. ومن الأمثلة الحديثة على ذلك ما حصل مع كلية لينكولن في ولاية إيلينوي الأميركية، حيث توقفت الكلية كلياً عن العمل بعد أن تعرضت إلى هجوم فدية في نهاية عام 2021، كان حمله ثقيلاً جداً ما أدى إلى إقفال الجامعة.

فالكلية الوحيدة التي سُميت تيمناً بشخص ابراهام لينكولن، أغلقت أبوابها بعد 157 عامًا من العمل المستمر. قد لا تصدقون أن هذه الكلية نجت من حربين عالميتين مدمرتين، واجتازت الأزمة الاقتصادية العالمية، ووباء الإنفلونزا الإسبانية، لتصمد أثناء وباء فيروس كورونا، إلى حين تعرضها إلى هجوم الفدية.

ماذا فعل القراصنة ؟

أحد الأسباب الرئيسية لإغلاق الكلية هو الهجوم الذي أفسد عملية التسجيل تمامًا لعام 2022. استخدم المتسللون تقنيات قرصنة متطورة للوصول إلى أنظمة الجامعة بهدف جعلها غير صالحة للعمل، خصوصاً بعدما رفضت الامتثال إلى مطالب المتسللين.

هجوم الفدية شل أنظمة الكلية بالكامل، ما أخرجها تماماً عن السكة التعليمية. لحسن الحظ، لم يتمكن المتسللون من الوصول إلى معلومات التعريف الشخصية الخاصة بالتلاميذ وطاقم العمل، ولكن الأضرار التي لحقت بالمنظمة التعليمية لا يمكن إصلاحها.

وبالتالي، الهجوم الذي حدث أثناء الإغلاق الشامل الذي رافق جائحة كوفيد-19 في الولايات المتحدة الأميركية، أثر بشكل كبير على الشؤون المالية للكلية، مما أدى إلى نهاية حزينة تمثلت بإغلاق الجامعة. ووصف عمدة لينكولن الحادثة بأنها “ضربة مدمرة للمجتمع المحلي”، فيما لم تُعرف حتى تاريخ كتابة هذا المقال الجهة التي تقف وراء الهجوم.

الجامعة أقفلت في نهاية الفصل الدراسي، ما لم يؤثر على الطلاب بقدر ما أثر على الموظفين الذين ما زالوا يحاولون البحث عن طرق لمواصلة مسيراتهم المهنية أو عن وظائف تسمح لهم بإبعاد شبح البطالة.

تجدر الإشارة إلى أنه بسبب الجائحة، ظهرت الحاجة إلى ضرورة تأمين التحسينات التكنولوجية والتقنية المطلوبة للانتقال إلى التعلم الافتراضي، ما فتح في المقابل العديد من الأبواب أمام المتسللين لاستغلالها. قد تمر بعض الكليات بأوقات عصيبة نتيجة الهجمات الالكترونية، ولكن المؤسسات التي تعاني من نقص التمويل ستتعثر بسهولة تامة إن لم تتمكن من إدارة الهجوم بالشكل الصحيح.

هذا ولا تزال هجمات برامج الفدية تشكل تهديدًا كبيرًا للمدارس والجامعات في جميع انحاء العالم. ففي الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال، أثرت الهجمات الإلكترونية عام 2021 على نحو 1000 جامعة، ومن المتوقع أن تزداد هذه الهجمات في المستقبل.