على الأغلب لديكم ضمن منظمتكم بعض التدابير الأمنية المطبقة أصلاً. وفي الوقت عينه، قد تشعرون أن إدخال التحسينات عليها ممكن – وهكذا هي الحال عادةً! أما معرفة من أين نبدأ فهذه مسألة قد تبدو لنا صعبة جدًا لذا من المفيد أن نجري أولاً تقييمًا لتتشكّل لدينا صورة عامة واقعية عن أمن منظمتنا الحالي.

لا بد من إشراك أشخاص أساسيين في هذه العملية. قد يختلف الوضع لدى كل منظمة وقد تستفيدون من إشراك استشاريين خارجيين لمساعدتكم في توجيه سير العملية أيضًا. على سبيل المثال:

•   داخليًا مجلس الإدارة والمدراء التنفيذيون وكبار الموظفي وموظفو الإدارة والموظفون العاديون والمتطوعون

•   خارجيًا – الجهات المانحة والاستشاريون الخارجيون والمدربون الخارجيون

إشراك كل هذه الجهات له إيجابياته وسلبياته[1] ولا بد من إجراء هذه العملية بطريقة تشاركية وشفافة من دون إطلاق أحكام وإشراك الجميع. ويجب أن تبقى الهيكليات الرسمية ضمن المنظمات واعية لحاجات برامجها والموظفين والمتطوعين الميدانيين الذين يواجهون المخاطر الأكبر في عملهم اليومي. على الموظفين والمتطوعين من ناحيتهم احترام وفهم أن الإدارة تقوم بمهمة صعبة وهي وضع شكلّ موحد لمقاربة مسألة الأمن.

معايير التقييم

يمكننا البدء بالاطلاع على بعض المسائل والمؤشرات الملموسة للمساعدة في تقييم إلى أي مدى يطبق الموظفون البروتوكولات الأمنية. فكروا في النقاط التالية:[2]

•   الخبرة الأمنية المكتسبة: هل يتمتع الموظفون بالخبرة اللازمة لتطبيق الممارسات الأمنية؟ هل هذه الخبرة موزعة بالتساوي بين الموظفين، أم مركّزة لدى عدد محدود من الأشخاص؟

•   السلوكيات ومستوى الوعي: هل الأشخاص واعون لأهمية الأمن والحماية؟ هل سلوكهم تجاههما إيجابي وإلى أي مدى هم منفتحون لإجراء تحسينات؟ ما هي العوائق بنظرهم؟ هل سلوكهم ومستوى وعيهم تجاه الأمن الرقمي والمادي والرفاه الاجتماعي والنفسي هو نفسه في كل المنظمة؟

•   المهارات والمعرفة والتدريب: أي الموارد والوقت والمساحة اللازمة للتدريب (إن كان رسميًا أم غير رسمي). هل التدريب هذا متاح لأعضاء المنظمة؟ هل يتضمن هذا التدريب، تدريبًا خاصًا بالرفاه النفسي والاجتماعي والأمن الرقمي؟

•   التخطيط الأمني: إلى أي مدى يعتبر التخطيط الأمني أساسي في عملنا؟ كم مرة تجرون فيها تحليلاً للسياق وتضعون خطط أمنية؟ هل تقومون بتحديث الخطط بشكلٍ دوري، وهل تتضمن إدارة الأجهزة الرقمية وإدارة الإجهاد؟

•   تحديد المسؤوليات: هل المسؤوليات المتعلقة بتطبيق ممارساتكم الأمنية موزعة بشكلٍ واضح؟ إلى أي مدى تطبق هذه المسؤوليات وما هي العوائق المحتملة؟

•   مستوى الإشراك والامتثال: كيف يشارك الأفراد في عملية التخطيط لأمن المنظمة، وإلى أي مدى يطبقون الخطط الموضوعة؟ ما هي المشاكل التي قد تظهر في هذه الحالة، وكيف يمكن تخطي هذه المشاكل؟ كيف يمكننا أن نحول هذه العملية إلى عملية تشاركية أكثر؟

•   التعامل مع المؤشرات والحوادث: كم مرة تتشاركون المؤشرات الأمنية؟ كم مرة تقومون بتحليلها ومن ثمّ تنتقلون إلى العمل استنادًا إليها عند الاقتضاء؟

•   التقييم الدوري: كم مرة تقومون بتحديث الإستراتيجيات والخطط الأمنية؟ هل تتوفر لديكم عملية ملموسة مخصصة لذلك أم هي عملية تحددون ملامحها عند الحاجة إليها؟ كيف يمكننا تحويل هذه العملية إلى عملية منتظمة؟ ما هي المشاكل التي تعانون منها وكيف يمكنكم تخطيها؟

عند تقييم وضعنا الحالي، سنجد مجالات تحتاج لتحسينات. يجب أن تشكّل هذه المجالات أساسًا لتحديث خططنا واتفاقاتنا الأمنية وتوسيع نطاقها. يجب أن تقوم هذه العملية على:

•   هدف واضح من حيث أفضل الممارسات الجديدة الواجب تطبيقها

•   جدول زمني يشير إلى الأشخاص الواجب إشراكهم والمهام المتوقعة منهم ومواعيد تنفيذها

•   تحديد الموارد اللازمة لكل تحسين يجب إجراءه بشكلٍ واضح.

من أجل التمكن من إجراء هذه التحسينات، علينا التأكد من منح الموظفين والمتطوعين الوقت الكافي للخضوع لأي تدريب لازم أو لبناء أي قدرة أخرى لازمة.

كيفية التغلّب على مقاومة التخطيط الأمني[3]

عند إدخال بروتوكولات أمنية جديدة، قد تواجهكم مقاومة من قبل الإدارة أو الموظفين أو المتطوعين. لا تنسوا أن مسألة الأمن مفهوم شخصي إلى حدٍ كبير وقد يعود الدافع وراء مقاومة بروتوكولات معينة أسباب شخصية. تستلزم التدابير الجديدة أحيانًا تعلّم مهارات جديدة قد تكون صعبة وتلعب علاقات القوة والتراتبية في المنظمة دورًا مؤثرًا.

ألقوا نظرة إلى هذا الرسم البياني لتعلّم المزيد عن نماذح المقاومة والأسباب الضمنية وطرق التعامل الشائعة للمساعدة على تخطي أي مقاومة في مجموعتكم أو منظمتكم أو مجتمعكم المحلي، أو قوموا بتنزيل الفصل الكامل لمعرفة المزيد من التفاصيل حول كيفية تخطي المقاومة.

عند معالجة مسألة مقاومة التخطيط الأمني، لا بد من توفير مساحة آمنة مريحة يشعر فيها أفراد المنظمة أنهم قادرون على التعبير عن مخاوفهم تجاه أي سياسة جديدة أو تغيير في طريقة العمل. راجعوا القسم الأوّل: الإعداد للاطلاع على المزيد من التفاصيل حول إنشاء المساحات الأمنة.

والآن، تابعوا القراءة لتعلّم كيفية تحسين الأثر الإيجابي لتدابيركم الأمنية والتخفيف من الأثر السلبي المحتمل استنادًا إلى مقاربة عدم إلحاق الضرر.



[1] لمزيد من المعلومات عن هذا الموضوع راجعوا الفصل 1.3 “إدارة تحوّل المنظمة نحو استخدام سياسة أمنية أفضلفي دليل الحماية الجديد للمدافعين عن حقوق الإنسان (2009) الحماية الدولية.

[2] استنادًا إلى الفصل 2.1 “تقييم أداء أمن المنظمة: حلقة الأمنفي دليل الحماية الجديد للمدافعين عن حقوق الإنسان (2009) الحماية الدولية.

[3]  استنادًا إلى المواد من الفصل 2.3، دليل الحماية الجديد للمدافعين عن حقوق الإنسان (2009) الحماية الدولية، ص. 153