سنبدأ هذه العملية بتحليل عام جدًا لسياقنا: رصد التطورات الحاصلة على الساحة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية والقانونية والبيئية، في المجتمع المرتبط بعملنا والتي قد تؤثر على وضعنا الأمني.
قد يتم ذلك عبر مجرّد التحدّث مع مصادر موثوقٍ بها، وقراءة الأخبار أو إجراء بحوث وتحقيقات بأنفسنا، تركّز على نقاط معينة. هذا النوع من التحليل شائع وغالبًا ما يوجّه عملنا؛ باعتمادنا لمقاربة منظمة أكثر لهذه المسألة، نجعلها قادرة أيضًا على توجيه القرارات التي نتخذها حيال أمننا.
كجزء من تخطيطنا الإستراتيجي، علينا إجراء عمليات تحليل دورية ومعمّقة للوضع. أي علينا رصد التطورات التي جرت مؤخرًا والمرتبطة بعملنا ومن ثمّ تحليل معانيها. من شأن ذلك أن يساعدنا في تحديد تموضع عملنا ونشاطنا بالنسبة للتطورات المحلية والإقليمية والوطنية والدولية المستمرة، وفي رصد تلك التي تشير إلى تغييرات في وضعنا الأمني.
علينا النظر إلى عملية مراقبة الوضع وتحليله على أنها “محرّك” تخطيطنا الأمني، الذي يمكننا من رصد التطورات الرئيسية التي تؤثر على إستراتيجيتنا.
من ضمن مثل هذه التطورات:
· ظهور جهات فاعلة جديدة كسياسيين انتخبوا مؤخرًا؛
· ظهور تكنولوجيات جديدة كطرق المراقبة الإلكترونية أو طرق تفاديها؛
· تغيير في خطاب الجهات الفاعلة الأساسية وفي نظرتها لعملنا.
لا بد من إجراء تحليل دوري لمثل هذه التطورات مع الشركاء الموثوق بهم إذا أن ذلك إجراء أمني حيوي من شأنه أن يساعدنا على التحقق من وجهات نظرنا مع جهات نثق بها من أجل أن نكون معرضين لأدنى نسبة ممكنة من المخاوف التي لا أساس لها من الصحة أو التهديدات غير المرصودة.
مهما كانت طريقة إجراءنا لعملية مراقبة الوضع، لا بد لنا من التفكير جدّيًا في مصادر معلوماتنا. هل نستخرج كل معلوماتنا من مصدر واحد؟ إن كان الأمر كذلك، هل نحن متأكدون من أن هذا المصدر موثوق به؟ وإذا كنا نعتمد على التقارير الإعلامية فقط من أجل تحديد حالة وضعنا الأمني، أليس من الأفضل لنا تنويع مصادر معلوماتنا؟ يشكّل الزملاء والأصدقاء والمنظمات الشريكة، بالإضافة إلى الأكاديميين والخبراء والسلطات والسفارات الصديقة وأطراف أخرى، مصادر غنية بالمعلومات السياقية التي قد تكون مهمة لإستراتيجياتنا وأمننا. تتوفر أطر عمل متعددة للاستعمال في تحليل الوضع. يستخدم عادةً نوعان من عمليات تحليل الوضع عند إجراء عملية التخطيط الإستراتيجي وهما تحليل “بيستلي” PESTLE الذي يشمل الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية والقانونية والبيئية أو تحليل “سووت” SWOT الذي ينظر إلى نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات المتعلقة بموضوع التحليل.
حاولوا إجراء تحليل “بيستلي” سريع في التمرين المتوفر على الرابط أدناه. وفكروا في بعض الأنماط والتوجهات والتطورات المسيطرة في الأشهر الإثني عشر الماضية التي قد يكون لها أثر على أمنكم.