أصدر مركز الأمن السيبراني الإسرائيلي، التابع للحكومة، نتائج تحقيقاته بشأن الهجوم السيبراني الذي تعرض له معهد الهندسة التطبيقية والعلوم التكنولوجية في حيفا “التخنيون”، في أواسط شهر فبراير / شباط الماضي. وبحسب هذه النتائج، فإن المسؤولين عن هذا الهجوم هم مجموعة هاكرز تابعين لوزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية.

وبحسب التحقيقات، تصرّف منفذو هجوم الفدية كما لو أنهم عصابة، لكن ذات أهداف سياسية. إذ طالبوا المعهد بدفع فدية مالية مقابل الإفراج عن المعلومات والبيانات التي اتخذوها رهينة. وأصرّوا على أن يتم الدفع باستخدام عملة البتكوين، مشيرين إلى ضرورة تسليمهم 80 قطعة بتكوين، وهو ما يعادل 1747971 دولاراً.

هذا وأكد الهاكرز الإيرانيون أيضاً أنهم استهدفوا المعهد الجامعي لأنه من أهم الجامعات الإسرائيلية، ويريدون من خلاله معاقبة إسرائيل بسبب نظام الفصل العنصري الذي تتبعه ضد الشعب الفلسطيني.

تجدر الإشارة إلى أن معهد “التخنيون” هو مركز البحث العلمي في إسرائيل، ويخرّج في كل سنة ألوف المهندسين والعلماء في شؤون الطب والبيولوجيا والفيزياء متعددة المجالات.

وتشير التحقيقات إلى أن منفذي الهجوم المذكور أعلاه ينتمون إلى جماعة تسمى “داركبيت”، والتي تنتحل في العادة أسماء أخرى مثل: “مودي ووتر”، و”ستاتيك كيتين”، و”ميركوري”.

وفيما أكدت أوساط أمنية اسرائيلية أن الهجوم على المعهد الحيفاوي جاء رداً على هجمات إسرائيلية كبيرة، اعتبرته تل أبيب “خطير بشكل خاص” إذ إنه تمكن من حجب موقع المعهد لنهاية أسبوع كاملة، ما دفع الإدارة إلى تعطيل الحواسيب وتأجيل عدد من الامتحانات.

من جهته، أعلن رئيس مركز الأمن السيبراني الإسرائيلي، غابي فورتنوي، أن الحرب السيبرانية تستعر بين إسرائيل وإيران. وأوضح أن “إسرائيل شهدت عام 2022 نحو 3 آلاف هجوم سيبراني، تم إحباط معظمها، بينها 53 هجوماً على مؤسسات جامعية”، متوقعاً أن يحمل المستقبل في طياته تصعيداً لا يستهان به.

هذا وكان قد أعلن فورتنوي، السنة الماضية، أن الجهات المعنية في إسرائيل تعمل على اختراع “قبة حديدية سيبرانية”، على نمط القبة الحديدية التي يتم استخدامها لإطلاق صواريخ تصدّ قادرة على تدمير الصواريخ أو الطائرات التي تهاجم إسرائيل.

وأكد فورتنوي أن “إسرائيل تعمل بقوة على إنتاج الوسائل الدفاعية؛ لأن الحرب في هذا المجال تتسع في العالم عموماً، وإيران تأخذ دوراً ريادياً فيها، ليس فقط ضد إسرائيل، بل ضد الولايات المتحدة وبريطانيا والعالم الغربي كله، وضد معارضي النظام المنتشرين بكثرة في شتى أصقاع الأرض”.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها المعهد لهجوم سيبراني؛ إذ سبقه هجوم كبير في سبتمبر / أيلول الماضي، حيث قام قراصنة قيل إنهم من إيران بسرقة ونشر معلومات شخصية عن 30 ألف مدرّس وطالب إسرائيلي في المعهد. هذا وكان قد حصل هجوم آخر أيضاً في سنة 2020.