عندما يتعلق الأمر بحماية تحرّكاتكم على شبكة الانترنت من المتطفلين هناك حلان واضحان: “تور” (Tor) والشبكات الخاصّة الافتراضيّة (VPN) المشفّرة.
فكلّ منهما يشفر حركة الانترنت المعدّة للعبور من خلاله وهما أيضاً الأداتان الأكثر فاعليّة لمنع أي طرف بينكم وبين الخوادم التي تقدم هذه الخدمات من التجسّس على نشاطكم على الانترنت. فلنناقش الحلّين باختصار.
لا بد من ذكر أنّ التشفير يبدأ على جهازكم وينتهي على خوادم هذه الخدمات، من المهم إذاً تصفّح مواقع الانترنت عبر بروتوكول الـ HTTPS واستخدام تطبيقات الإنترنت التي توفّر التشفير.
بدايةً، هناك “تور”، وهو شبكة تخفّي مفتوحة تحمي خصوصيّتكم على الإنترنت عن طريق تمرير اتصالاتكم عبر شبكة خوادم موزّعة عبر العالم ويديرها متطوعون. يوفّر “تور” التّخفي بالإضافة إلى التشفير، مما يعني أنه حتى لو اعترض أحدهم البيانات الخارجة من شبكة “تور” أو اطّلع عليها فإن مصدرها يبقى مجهولاً.
يتطلّب “تور” أن تُعدّ التّطبيقات بطريقة معيّنة بحيث يمر النشاط على الإنترنت عبره، لذا من المُستحسن استخدام “تور” فقط عبر حزمةمتصفّح “تور” (TorBrowserBundle).
ومع أنّه من الممكن أن يعبر كامل نشاط جهازكم على الإنترنت من خلال “تور”، فالحلول غالباً ما تكون معقّدة، وتتطلّب استخدام جدار الحماية (firewall) أو إعدادات استثنائية للشبكة المحليّة.
(يمكنكم أن تجدوا دليل المستخدم المختصر بالّلغة العربية عن “تور”هنا).
بالمقابل، لا يتطلب إعداد شبكات الـ VPN المشفرة خطوات معقدة. ولكن مع أن هذه الشبكات توفّر التشفير، إلا أنها لا توفر بالضرورة حماية الهوية، لذا يُفضّل وجود وعد من المزود بعدم حفظ نشاطكم على الإنترنت أو مُشاركته مع طرف ثالث. وهذا يعني أنكم باستخدام الـ VPN المشفّر، أنتم تضعون ثقتكم في المزوّد لإبقاء نشاطاتكم على الانترنت، كما مصدرها، سريّة. تبعاً لوضعكم، إما أن يكون هذا مهماً لكم أو لا.
على سبيل المثال، إذا كان خصمكم هو الحكومة المحلية، ومزود الـ VPN هو تحت الولاية القضائيّة لقوانين بلد مختلف، فقد تكونون آمنين بما فيه الكفاية إذا كان تعاون هذين البلدين غير مُحتمل.
في أغلب الأحيان، تكون خدمات الـ VPN أسرع من “تور” وتتطلّب إعداداً بسيطاً وتحمي نشاط الإنترنت لجهازكم بكامله، بغضّ النظر عن تطبيقات الإنترنت التي تستخدمونها. فإن قررتم أن الـ VPN المشفّر هو الحل المناسب لكم، في ما يلي دليل مبسّط عن إعداد الـ VPN على جهازكم المُفضّل:
1. حددوا مزوّد الـ VPN المشفّر :
عليكم أولاً إيجاد مزوّد جيّد للـ VPN المشفّر وذي سمعة جيّدة. ونشدّد هنا على كلمة “مشفّر”، لأنه في حين توّفر معظم شبكات الـ VPN التّشفير، فقد لا يكون بعضها مشفّراً.
يوجد عدد لا يحصى من مزوّدي الـ VPN المشفّر، وأغلبهم يُقدّمون خدماتهم على أساس اشتراك شهري أو سنوي، بينما عدد قليل منهم يؤمّن بعض خدماته مجّاناً. احد أفضل خدمة VPN مشفّر مجانية وجدها فريق «سايبر آرابز» يقدّمها VPNBook.com. يوفّر VPNBook سعة نطاق شبكة غير محدودة ووصول غير مقيّد إلى شبكة الانترنت والتشفير القوي لاتصالكم بها. ويوضّح موقع VPNBook أيضاً أنّ القيّمين عليه لا يخزّنون أي من حركات تصفّح الانترنت ويضعون خوادمهم الأوروبية المجانية “Euro VPN” بطريقة “استراتيجية” في بلدان حيث لا توجد قوانين إلزامية تنصّ على حفظ البيانات. وبالتالي، سوف نستخدم خدمة VPN التي يقدمها موقع VPNBook في هذا الدليل، ولكن بإمكانكم استخدام أي خدمة VPN مشفّرة تفضلونها.
2. إختاروا نوع الـ VPN:
هناك عدة أنواع مختلفة من الـ VPN توفّر أنواعاً مختلفة من التشفير. فعند الإختيار، من المهم فهم طبيعة الأمن والتشفير اللذين يؤمنهما ذلك الـ VPN. يقدّم VPNBook نوعين من الـ VPN:
PPTP وOpenVPN.
لا يتطلب PPTP أي برامج إضافية لأن معظم المنصات والأنظمة لديها الدعم المسبق المُدمج لذلك، بينما تتطلب خدمة OpenVPN تثبيت عميلاً خاصاً بها.
يوفر موقع VPNBook تفسيراً جيداً ومختصراً لكل منهما:
PPTP مدعوم من جميع منصّات مايكروسوفت ويندوز (Windows) ولينكس (Linux) و(آبل) Apple والأجهزة المتنقلة والـ PS3فلذلك يستخدم على نطاق واسع. بالرّغم من ذلك، فمن السهل حجبه وقد لا يعمل إن حجب مزوّد الانترنت (الـ ISP) أو الحكومة هذا البروتوكول. في تلك الحالة تحتاجون إلى استخدام الـ OpenVPN الذي يستحيل كشفه أو حجبه.
OpenVPN هو أفضل شبكة VPN وكثيراً ما يُنصح باستخدامه عالميًا. إنه الخيار الأكثر أماناً. عليكم تنزيل عميل لـلـOpenVPN وحزمتنا الخاصة بالتهيئة والشهادات.
ننصح بشدّة باستخدام OpenVPN لأنه يوفّر الأمن على نحو أفضل ويوجد احتمال أكبر بأن يعمل إذا كنتم تحت الرّقابة أو الحجب على شبكة الإنترنت.
٣. أعدّوا نظام التشغيل الذي تستخدمونه:
لاستخدام شبكة الـ VPN، تحتاجون إلى ضبط النظام لإرسال كل نشاط الإنترنت من خلال هذه الشبكة. ولاستخدام خدمة OpenVPN المجّانية، المقدّمة من قبل VPNBook.com على حاسوبكم أو جهازكم النقال، اتبعوا أحد الإرشادات أدناه اعتماداً على نظام التشغيل الذي تستعملونه. لقد قررنا استخدام عميل OpenVPN التجاري المجاني “OpenVPN Connect” لأكثرية الأدلة التوضيحية لأنه سهل الإستعمال ومتاح لأكثرية المنصات، لكن بإمكانكم إستخدام عميل آخر مثل عميل الويندوز الرسمي والمفتوح المصدر، لكن بالطبع الإعدادات ستكون مختلفة. واعلموا أن اسم المستخدم (username) وكلمة السرّ (password) للـ VPN المقدم من VPNBook.com يتغيران على أساس منتظم، لذلك زوروا هذا الموقع أسبوعياً للحصول على التحديثات.
ويندوز ٧ و إكس بي/Windows 7 & XP
آبل ماك أو إس إكس/ Apple Mac OS X
٤. تحقّقوا:
تحقّقوا من أنّكم متّصلون بالـ VPN. أبسط طريقة للقيام بذلك هي من خلال زيارة geoip.flagfox.net والتحقّق من أن الـ IP الخاص بكم وموقعكم الجغرافي قد تغيّرا. والطريقة الأكثر تطوراً، للمستخدمين ذوي الخبرة في مجال شبكات الحاسوب، هي تحليل حركة شبكتكم باستخدام برنامج مثل WireShark.
والآن، إذا ضبط كل شيء بالشكل الصّحيح، يجب أن تكون حركتكم على الإنترنت مشفّرة وغير قابلة للرّقابة ومؤمَّنة من أعين المتطفّلين .