يبدو أن صناعة الطيران الهاوي ليست بمنأى عن الهجمات الالكترونية. فالمتسللين الذين يحصلون على وصول مادي إلى الطائرات الصغيرة والهاوية، قد يتمكنون من التدخل في بيانات الرحلة. بمعنى آخر، سيكونون قادرين على قرصنة الطائرات وأجهزتها التكنولوجية.

الوصول المادي قبل تنفيذ الهجوم ضروري، بحيث عليهم ربط جهاز صغير بشبكة الطائرة. وسيتمكن مجرمو الإنترنت عندها من ضبط البيانات المهمة وتعديلها في أي لحظة، مثل الارتفاع عن الأرض وسرعة المحرك وغيره. كما سيمنحهم الجهاز أيضاً وصولاً غير مصرح به إلى نظام الطيار الآلي.

هذه المعلومات الأمنية التي كشفت عنها وزارة الأمن الداخلي الأميركي DHS تعمل بمثابة تنبيه أمني لمصنعي الطائرات وتشجعهم على التفكير في اعتماد أنظمة تكنولوجية متطورة قادرة على منع قرصنة الطائرات أو اختراقها. وتجدر الإشارة إلى أن التحذير طال الطائرات الصغيرة والهاوية التي لا تعمل على أنظمة التحكم الميكانيكية القديمة.

 

بين قرصنة الطائرات والسيارات

وعلى غرار ما شوهد في صناعة السيارات على مدار السنوات القليلة الماضية، باتت تهتم صناعة الطيران أكثر فأكثر بأنظمة شبكات الاتصالات وارتباطها بالإنترنت وبالتحكم عن بُعد.

اتخذت صناعة السيارات بالفعل خطوات مهمة نحو زيادة الأمن السيبراني بعد أن كشفت عشرات الأبحاث عن نقاط ضعف في الأنظمة الرقمية المتصلة بالأنترنت، منذ بدء تصنيع واستخدام عبر السنوات. وبالتالي، ها هي نقاط الضعف تبدأ بالظهور تدريجياً في أنظمة الطائرات. طبيعي جداً في هذه المرحلة، ولكن الأهم هو العمل سريعاً على سد كل الثغرات المعروفة.

حتى الساعة، لم يُسمع علناً عن أي حدث أمني حصل بسبب العبث بأنظمة الطائرات. وفي المقابل، التنبيه الذي صدر عن وزارة الأمن الداخلي الأميركي ليس الأول من نوعه الذي يتكلم عن الضعف السيبراني في صناعة الطائرات، وطبعاً لن يكون الأخير.

 

الاختراق قادم لا محالة!

في عام 2015، شعر مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي بالحيرة بعد أن ادعى أحد خبراء الكمبيوتر أنه اخترق نظام الترفيه على متن طائرة، كما أنه جعلها تطير جانبياً لفترة وجيزة. بعد بضع سنوات، أرسلت وزارة الأمن الداخلي تنبيهاً أشارت فيه إلى أنها “مسألة وقت فقط قبل حدوث خرق كبير للأمن السيبراني على متن إحدى شركات الطيران”.

لحسن الحظ، لم يتم توثيق أي حوادث خطيرة تسبب فيها المهاجمون السيبرانيون بأي أذى. ومع ذلك، من المثير للقلق معرفة أن المتسللين قد يكونون قادرين على التحكم في قراءات المحرك وبيانات البوصلة والارتفاع وأي قراءات أخرى مهمة للطيران بشكل آمن.

ومع التقدم المستمر للتكنولوجيا، سيشكل الأمن السيبراني للطيران مصدر قلق متزايد عند الجميع، لأن الإجابة ببساطة هي “نعم، يمكن اختراق الطائرات”. صحيح أن المتسللين سيحتاجون إلى وصول مادي إلى الطائرة حتى يتمكنون من توصيل الجهاز، وأن المطارات حول العالم تشتهر بأمانها وأمنها، وأننا لن نرى طائرات تسقط من السماء في أي وقت قريب… ولكن وجود تقنية حماية عالية الجودة على جميع أنظمة الطائرة والأجهزة المتصلة بها أمر لا بد منه، الآن وفي المستقبل.