تستخدم تقنية القيادة الذاتية المئات من أجهزة الاستشعار والكاميرات الصغيرة، المدعومة بجهاز كمبيوتر قوي وفعّال جداً يعمل على الذكاء الاصطناعي المتطور، لكي تستطيع السيارة أن تقود نفسها على الطرق العامة. وللقيام بذلك بأمان وسلام تام، يجب أن يكون النظام ذكي للغاية.
عندما تكون الظروف مناسبة وملائمة، تكون أنظمة الذكاء الاصطناعي بدورها ذكية للغاية. ولكن عندما تواجه أنظمة الكمبيوتر حالة غير معروفة أو صورة قد لا تكون واضحة عن محيط السيارة، يمكن أن يفقد الذكاء الاصطناعي ذكاءه المطلق الذي قمنا بالوثوق به مما قد يؤدي إلى نتائج سيئة، أو سيئة جداً في بعض الأحيان.
قد لا تصدقوا كيف يمكن لسيارة ذكية قادرة على القيادة الذاتية وتكلّف عشرات الآلاف من الدولارات، أن يتم اختراقها وتعطيل عمل نظامها باستخدام شريط لاصق فقط يكلف بضعة سنتات.
كيف يعمل الذكاء الاصطناعي ؟
أنظمة الذكاء الاصطناعي ليست مثالية وتحتاج إلى التدريب والتكرار للتعلّم. يقوم الباحثون بتزويد هذه الأنظمة بآلاف البيانات حتى يتمكن من تعلّم كيفية قيادة السيارة. يتضمن ذلك ملايين الصور ومقاطع الفيديو التي قد ترصدها الكاميرات والتي تسمح للسيارة بالتعرف على محيطها وعلى المركبات الأخرى وعلامات الطريق واللافتات والمخاطر العامة التي قد تواجهها أثناء الرحلة.
مع الوقت، يصبح نظام الذكاء الاصطناعي ممتازاً في التعرف على الحالات التي تتطابق مع البيانات التي تم تدريبه عليها. وبذلك، عندما ترى السيارة علامة حد السرعة، يمكنها الفرملة أو التسارع وفقاً لذلك.
ولكن إذا واجهت السيارة شيئاً لم يتم تدريبها عليه، سيقوم النظام بإجراء أفضل تقدير للحسابات بهدف اختيار ردة الفعل المناسبة بنظره، وهنا يمكن أن تنشأ المشاكل.
الفرق بين الذكاء البشري والاصطناعي
في بعض الأحيان، يمكن أن تكون الاختلافات بين بيانات النظام وواقع الطرقات غير متوقعة ودقيقة بشكل لا يصدق. على سبيل المثال، أنظروا إلى هذه اللافتة:
من الواضح أن هناك شيئاً خاطئاً في اللافتة، لكن يمكن للسائق البشري أن يرى ذلك وسيعلم أن هناك مشكلة ولكن سيستطيع التعرف على الحد الأقصى للسرعة 35 بسهولة. في المقابل، أنظمة الذكاء الاصطناعي ليست ذكية تماماً. فالشريط الموجود على هذه اللافتة قد يربك كاميرات السيارة، وبدلاً من تحديد سرعة 3535 قد ترى السيارة الرقم 85 وستتسارع تلقائياً إلى ما هو أبعد من الحد القانوني، مما يجبر السائق على التدخل لتصحيح الخطأ.
تقنية الذكاء الاصطناعي جيدة بشكل لا يصدق في إنجاز المهام المركزة ذات الأحداث المتوقعة. ولكن، قد تخطئ هذه الأنظمة عندما تواجه شيئاً يقع خارج نطاق تدريبها، حتى لو كان التغيير ضئيلاً مثل قطعة من شريط لاصق. ويبدو أن العديد من التجارب الأخرى قد أنتجت تأثيرات مماثلة.
فباستخدام بضع قطع من شريط لاصق، يمكن تغيير معنى لافتة الشارع تماماً بالنسبة لنظام الذكاء الاصطناعي. عندما يحدث هذا، تصبح تصرفات السيارة ذاتية القيادة غير متوقعة وأكثر خطورة. فكّروا في هذا الامر على صعيد أكبر يتخطى مثال الشريط اللاصق، ليتبين أن الأمر ليس آمناً فعلاً.
الخبر السار هو أن علماء البيانات على دراية بهذه المشكلات ويعملون بنشاط على منعها. ولكن تماماً مثل أي جانب آخر من جوانب الأمان الالكتروني، هناك سباق مستمر بين المتخصصين الذين يحاولون تحديد الثغرات وإصلاحها وبين المجرمين والمتسللين الذين يحاولون رصد هذه الثغرات لاستخدامها في هجماتهم.
ونظراً لأن الذكاء الاصطناعي أصبح جانباً أكثر أهمية في الحياة الحديثة، يمكننا أن نتوقع حدوث “اختراق” شبه مماثل في العديد من الأعمال والصناعات التي تعتمد هذا النوع من التكنولوجيا المتطورة، ولن يقتصر الأمر فقط على السيارات الذكية.