رفعت شركة ميتا Meta، المالكة لفيسبوك وانستغرام وواتساب، دعوى قضائية ضد شركة صناعة برامج التجسس NSO Group والتي تتخذ من اسرائيل مقراً لها. تفيد الدعوى بأن NSO استغلت ثغرة في تطبيق واتساب لإسقاط برنامج Pegasus عن بُعد على حوالي 1400 هاتف ذكي تابع لمحامين وصحفيين ونشطاء حقوقيين ومعارضين سياسيين ودبلوماسيين وكبار المسؤولين الحكوميين في بلدان متعددة.
من جهتها، وردًا على الدعوى القضائية التي رفعتها شركة ميتا، طلبت NSO من المحاكم رفض الدعوى على أساس أن حصانة الدول الأجنبية من الملاحقة القضائية تنطبق أيضًا على البائعين غير الحكوميين.
وبعدما رفضت المحاكم الأميركية طلب شركة NSO، تقدمت الأخيرة بطلبها أمام المحكمة العليا الأمريكية التي لم تقبل بدورها حجة شركة NSO Group لصناعة برامج التجسس بأنه لا يمكن تحميلها المسؤولية القانونية عن استخدام تقنية WhatsApp لنشر برامج التجسس Pegasus على هواتف المستخدمين.
ما هو Pegasus؟
بيغاسوس Pegasus هو برنامج ضار مخصّص للتجسس قامت بتطويره NSO، ويتم بيعه بحسب الشركة إلى الهيئات الحكومية الشرعية فقط وليس إلى الشركات الخاصة أو الأفراد، ولا يمكن استخدامه إلا “لغرض منع الإرهاب والجرائم الخطيرة الأخرى والتحقيق فيها”.
في المقابل، لفتت العديد من التقارير الأمنية الصادرة عن Citizen Lab و Google ووسائل الإعلام بأنه يتم استخدام بيغاسوس للتجسس على الصحفيين والنشطاء والسياسيين من قبل خصومهم.
فبمجرد تثبيت برنامج التجسس على جهاز الضحية، يمكن للمهاجم التطفل سراً على مكالمات هذا الشخص ورسائله وأنشطته الأخرى والوصول إلى كاميرا الهاتف من دون إذن والعديد من الأمور الأخرى.
في سياق متصل، اعتبرت كاري ديسيل، كبيرة المحامين في معهد Knight First Amendment في جامعة كولومبيا، أن قرار المحكمة العليا يمهد الطريق أمام دعاوى قضائية أخرى في المستقبل قد ترفعها شركات التكنولوجيا، فضلاً عن الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان الذين وقعوا ضحايا لهجمات برامج التجسس.
وتجدر الإشارة إلى أن معهد نايت كان قد رفع، في أواخر العام الماضي، دعوى قضائية ضد NSO نيابة عن صحفيين وأعضاء آخرين في منظمة إخبارية بارزة في أمريكا الوسطى El Faro، وهي أول دعوى قضائية من هذا النوع يرفعها صحفيون ضد NSO في محكمة أميركية.