عادة ما نتلقى تقارير عن أشخاص تم اختراق بريدهم الإلكتروني أو حاسوبهم، دون أن يكون لدى المخترق، في معظم الأحيان، القدرة على الوصول إلى معدات متطورة تكنولوجياً أو أجهزة تجسس أو برامج خاصة بالقرصنة. بدلاً من ذلك، تُعزى معظم الاختراقات إلى مجرد تخمين كلمة السر الخاصة بالضحية.
أظهر استبيان أجري مؤخراً حول استخدام كلمة السر أنه ليس من الصعوبة بمكان اختراق معظم الحواسيب، فكلمة السر الأكثر استخداماً هي عبارة “password” متبوعةً بـ “12345678”. وتتضمن كلمات السر الأخرى التي يسهل اختراقها أرقام هواتف، أسماء، تواريخ ميلاد، أسماء مستعارة أو خليطاً من هذه المعلومات. أي أنّ تخمين الكثير من كلمات السر يصبح ممكناً باستخدام بعض البرمجيات الخاصة والقليل من المعلومات الشخصية التي عادة ما يتم الحصول عليها من مواقع التواصل الاجتماعي.
ولذا، ينصح موقع سايبر آرابز (Cyber Arabs) باستخدام كلمات سر لا تحتوي على معلومات شخصية وتتألف من مجموعة من الأرقام، الأحرف والرموز الخاصة (مثل %#^)؛ وكلما كان ترتيب مكونات كلمة السر عشوائياً أكثر، كلما أصبح من الأصعب تخمينه أو اختراقه. كما يجب أن تتكون كلمة السر من أربعة عشر رمزاً على الأقل حتى تكون آمنة.
يستخدم قراصنة الانترنت برامج خاصة تقوم بتجريب آلاف كلمات السر في الثانية، وبالتالي فإنكم تزيدون من صعوبة “تخمين” كلمة السر الخاصة بكم من قبل هذه البرامج كلما زدتم عدد رموزها. على سبيل التجربة، بإمكانكم الولوج إلى موقع http://howsecureismypassword.net لتكتشفوا بنفسكم كم من الوقت يلزم لاختراق كلمة سر ما باستخدام البرامج الخاصة. بالطبع، نرجو أن لاتزودوا الموقع بكلمة السر الحقيقية الخاصة بكم.
ويُعد استخدام عبارة سرية أفضل بكثير من استخدام كلمة سر، ونعني بالعبارة السرية جملةً تتألف من كلمات عشوائية. ويفضل أن تتضمن بعض الرموز الخاصة. وعادة ما يكون من الأسهل تذكر العبارات السرية، كما يعني حجم هذه العبارات أن اختراقها يتطلب المزيد من الوقت. إلا أنه من المهم أن تستعملوا جملة غير منطقية كعبارة سرية، مثل: bluebirdsaresittingnearthebalconystaircase!@!. جملة مثل هذه قد يستغرق فكها بواسطة حاسوب سريع عدة ملايين من السنوات. عندها، لن تمانعوا أن يقرأ أحد من أحفادكم البعيدين الرسائل الالكترونية الخاصة بكم.
ولا يجب أن تُطلعوا الآخرين على كلمات السر الخاصة بكم أو أن تستخدموا كلمة سر واحدة في أكثر من تطبيق أو موقع؛ فأنتم حتماً لا تريدون أن يستطيع قرصان الانترنت، في حال تمكنه من الدخول إلى حسابكم للبريد الالكتروني، أن يدخل أيضاً إلى حسابكم على فيس بوك.