عندما نحتاج إلى إرسال ملف ما إلى شخص لا نتفاعل معه كثيرا، يلجأ العديد منا إلى استخدام البريد الالكتروني، بسبب سهولة مشاركة كميات متواضعة من البيانات بهذه الطريقة العملية. ومن المحتمل أن يبقى الملف المرسل في صندوق بريد المستلم لأيام أو شهور أو حتى سنوات. كما أنه عندما يتم ارسال ملف إلى شخص آخر، لا يمكن التحكم في ما يفعله به على أي حال، أو المدة التي يحتفظ بها فيه، أو مدى ظهوره على شبكة الشركة بعد حفظه. فماذا عن استخدام Firefox Send ؟

البريد الإلكتروني ليس جيدا للملفات الكبيرة مثل البيانات الصوتية أو مقاطع الفيديو ، لأن معظم خوادم البريد الإلكتروني لديها حد معقول جدا لأحجام الرسائل لإيقاف انسداد النظام من خلال المرفقات.

لذا فإن الإجراء المعتاد لإرسال الملفات الكبيرة التي لا يمكن إرسالها في البريد الإلكتروني يكون عبر استخدام خدمة مشاركة الملفات، والتي تشبه إلى حد ما استخدام بريد الويب، لكن فقط من دون جزء المراسلة.

بحيث يمكن تحميل الملف إلى هذه المواقع وتعيين خيارات متنوعة تصف المستخدمين الآخرين الذين يمكنهم رؤيته، وإلى متى. ثم يتم ارسال رسالة بريد إلكتروني إلى المستلم تحتوي على رابط تنزيل، مما يسمح بتنزيل الملف في أي وقت ضمن المهلة المحددة. وكن أين تذهب هذه الملفات بعد انتهاء المهلة المحددة؟ وماذا يحدث للبيانات التي تختفي؟ لا أحد يعلم.

ما هو Firefox Send؟

إذا كنتم من الأشخاص الذين يستعملون خدمات مشاركة الملفات بشكل روتيني، خاصة لإرسال ملفات إلى شخص لا يتم التعامل معه دوريا في كثير من الأحيان. فأنتم عرضة لمخاطر صغيرة تتعلق بأمنكم السيبراني، بعد ترك مجموعة من الملفات القديمة في عدد من المواقع التي تندرج في خانة الطرف الثالث.

وللحؤول دون الوقوع في هذه المشكلة المتعلقة بالأمن الرقمي، يلجأ العديد من المستخدمين إلى Firefox Send، وهي خدمة مجانية من Mozilla تسمح بمشاركة الملفات الكبيرة بسهولة، ولكن من دون القلق بشأن ما يتم تركه ونسيانه.

فعند تحميل أي ملف لإرساله، يتم تشفيره في المتصفح الخاص قبل إرسال أي بيانات إلى السحابة، كما يتم ترميز مفتاح فك التشفير في URL لتنزيل الملف. ويكون الرابط الذي تم إنشاؤه على هذا النحو صالحا للتنزيل مرة واحدة أو خلال 24 ساعة، أيهما يأتي أولا.

وعندما يقوم المتلقي بتنزيل الملف عبر استخدام الرابط الذي تم إرساله، فلن يتم فك تشفير البيانات في متصفحه إلا بعد اكتمال التنزيل، ليختفي لاحقا من خوادم موزيلا إلى الأبد. وبذلك، لن يضطر أحد إلى التساؤل عما إذا كان لا يزال الملف جالسا في مكان ما أو عند أي طرف ثالث.

موزيلا توقف تشغيل Firefox Send

لسوء الحظ، كما هو الحال مع العديد من الخدمات البسيطة والمجانية والفعالة عبر الإنترنت، فما هو جيد بالنسبة لمستخدم هو جيد أيضا للقراصنة والمهاجمين. بعبارة أخرى، يحب المحتالون Firefox Send تماما مثلنا لأنه يتيح لهم إنشاء روابط قصيرة المدى استنادا إلى عناوين URL الموثوقة لمشاركة الملفات العشوائية، من دون ترك أي بيانات متبقية في السحابة.

تكمن المشكلة أنه في حالة المحتالين، يستخدمون Firefox Send عادة لإجراء عملية “تسلل البيانات”، وهي طريقة لاستيراد ملفات البرامج الضارة أو أدوات الهجوم إلى داخل شبكة اقتحموها بالفعل، من دون لفت الانتباه غير المبرر لأنفسهم.

فالروابط التي تعمل مرة واحدة فقط هي شوكة في جانب باحثي الأمن، لأنه حتى إذا تمكنوا من الحصول على عنوان URL التي تم استخدامه، لا يمكن العودة إلى المضمون للتحقق من البرامج الخبيثة التي ربما تم إرسالها عند الاستخدام. هذا ويصعب تعقب المحتالين لأن محتواهم الضار يختبئ بشكل فعال ضمن رقم IP أنتجته وتديره Mozilla.

وبالتالي، قامت شركة موزيلا بتعليق خدمتها مؤقتا لمعالجة المشكلة، بدلا من مجرد تقديم وعود غامضة للنظر في إجراء تغييرات في المستقبل. وهذا أمر جيد جدا في عالم الأمن السيبراني وحماية المستخدم.