تحتدم المعركة بين مختلف تطبيقات المراسلة الفورية المستخدمة على نطاق واسع حول العالم، حيث يبحث المستخدمون عن النظام الأكثر أماناً لتبادل الرسائل من دون التضحية بالقدرات والخدمات المتوفرة. وفيما يواجه تطبيق الدردشة واتساب WhatsApp الكثير من الانتقادات جراء تغيير سياسة الخصوصية، تكتسب التطبيقات المنافسة مثل سيغنال Signal وتيليغرام Telegram الكثير من الشهرة مع ازدياد أعداد المستخدمين.
1- تطبيق واتساب WhatsApp
يسمح النظام الأساسي في واتساب بإجراء محادثات جماعية تصل إلى 256 شخصاً في وقت واحد، حيث يمكن مشاركة الرسائل والصور ومقاطع الفيديو. كما يحتوي التطبيق على كاميرا مدمجة، وإمكان إرسال الرسائل الصوتية المسجلة، بالإضافة إلى ملفات PDF والمستندات وجداول البيانات وعروض الشرائح حتى 100 ميغابايت.
يمكن أيضاً الوصول إلى التطبيق من متصفح الويب، حيث تتم مزامنة جميع الدردشات مع جهاز كمبيوتر. ويمكن استخدامه لإجراء مكالمات صوتية أو مكالمات فيديو مجاناً إلى دول أخرى عبر الاتصال بالإنترنت.
ويؤكد WhatsApp أنه يستخدم التشفير من طرف إلى طرف للرسائل والمكالمات بحيث لا يستطيع قراءة النص أو الاستماع إلى الملفات الصوتية سوى طرفي الاتصال. وفقاً للشركة، لا يستطيع التطبيق نفسه الوصول إلى هذه الرسائل ولا حتى الشركة الأم فيسبوك.
أما سياسة الخصوصية الجديدة التي أثارت الجدل مؤخراً يبدو أنها مخصصة فقط لمحادثات العمل التي من الواضح أنها تتم باستخدام حساب تجاري. هذا هو المكان الذي يسمح لفيسبوك بقراءة البيانات لتزويد المستخدم بإعلانات ذات صلة باحتياجاته، على كل التطبيقات المملوكة من قبله.
إذ تنص واتساب في قوانينها المعتمدة للأمن السيبراني والخصوصية على التالي: “لا نحتفظ برسائلك في السياق المعتاد لتقديم خدماتنا لك. بمجرد تسليم رسائلك (بما في ذلك الدردشات والصور ومقاطع الفيديو والرسائل الصوتية والملفات ومعلومات مشاركة الموقع)، يتم حذفها من خوادمنا. يتم تخزين رسائلك على جهازك الخاص. إذا تعذر تسليم رسالة على الفور (على سبيل المثال، إذا كنت غير متصل بالإنترنت)، فقد نحتفظ بها على خوادمنا لمدة تصل إلى 30 يوماً بينما نحاول تسليمها. إذا استمر عدم تسليم الرسالة بعد 30 يوماً، فإننا نقوم بحذفها”.
2- تطبيق سيغنال Signal
يتمثل الهدف الأساسي لتطبيق Signal في تزويد المستخدم بمنصة يمكنه التواصل من خلالها بحرية تامة، بدون القلق من أي عمليات تجسس أو اختراق. وقد يشكل بديل أكثر خصوصية بعد المشكلات التي ظهرت في تطبيق WhatsApp مؤخرا.
من البديهي أن يكون لكل تطبيق نستخدمه على أجهزتنا نقاط قوة وضعف. أقوى نقطة في تطبيق Signal هي تركيزه على الخصوصية، مما يعني أنه يقوم بتشفير النصوص والمكالمات الفردية والجماعية وحتى عمليات البحث عن gif. بحيث لا يمكن لأحد التجسس عليها.
كما أن ميزة التشفير من طرف إلى طرف التي يقدمها التطبيق موثوق بها للغاية، لدرجة أن WhatsApp تبنى نفس الشيء أيضاً. ويتم استخدام هذه الميزة إلى حد كبير لأنها تجعل من الصعب للغاية على الآخرين التجسس على المحادثات الشخصية.
كما يمكن تفعيل ميزات أمان إضافية أيضاً، مثل طلب كلمة مرور ثانية (بخلاف كلمة المرور لمرة واحدة) لتسجيل الدخول إلى Signal على الأجهزة الجديدة، تحديد وقت معيّن لقراءة الرسالة قبل اختفاءها كلياً، بالإضافة إلى المصادقة البيومترية وما إلى ذلك.
وفيما يعمل Signal بشكل جيد جداً كتطبيق مراسلة، فإن أبرز نقاط ضعفه تكمن في آلية النسخ الاحتياطي واستعادة الدردشة الخاصة بالمستخدم. فطريقة إجراء هذا الأمر ليست سهلة مثل تطبيق WhatsApp وليست الأكثر ملاءمة للمستهلكين، ولكن يعود ذلك في الأساس إلى أنظمة التشفير التي تحمي الخصوصية.
هل تطبيق Signal أفضل من WhatsApp؟
من حيث ميزات الخصوصية، فإن Signal أفضل بكثير من WhatsApp. ومع ذلك، إذا كان يهتم المستخدم بميزات التطبيق العديدة والخدمات المتوفرة وبالأشخاص الذين يستخدمون تطبيق المراسلة، يبقى WhatsApp في المقدمة.
فالجزء الأكثر أهمية في أي تطبيق مراسلة هم الأشخاص الذين يستخدمونه. وإذا كانت دائرتكم الاجتماعية بأكملها موجودة على WhatsApp، فلا يمكن لأي قدر من الميزات أن تجعل Signal أكثر جاذبية.
وبالتالي، الدائرة الاجتماعية الخاصة بالمستخدم كفيلة بتحديد التطبيق الأفضل. فإذا ابتعد معظمهم عن استخدام WhatsApp بسبب مشاكل الخصوصية وانتقلوا إلى سيغنال أو تيليغرام على سبيل المثال، فسيصبح الأخير بدوره أفضل تطبيق مراسلة لهم جميعاً.
3- تطبيق تيليغرام Telegram
نظراً لأن المستخدمين كانوا يبحثون عن بديل لتطبيق واتساب وسط تغيير سياسة الخصوصية، فقد شهد تطبيق Telegram أيضاً زيادة في تنزيلات التطبيقات. من 6 إلى 10 يناير، شهدت الشركة تثبيت 5.6 مليون مستخدم للتطبيق، وفقاً لـ Apptopia (عبر CNBC).
وتفتخر Telegram بأن “الرسائل الموجودة على المنصة مشفرة بشكل كبير ويمكنها أن تختفي تلقائياً، مما يبقيها في مأمن من هجمات القراصنة”.
يمكن الوصول إلى النظام الأساسي من أجهزة متعددة، فيما يسمح التطبيق بمزامنة الدردشات بين الأجهزة. تدعي Telegram أيضاً أنه يمكنها توصيل الرسائل بشكل أسرع من أي تطبيق آخر، مشيرة إلى أنه لا توجد قيود على حجم الوسائط والدردشات.
يحتوي النظام الأساسي على واجهة برمجة تطبيقات مفتوحة مجانية وكود مصدر لكل مستخدم، ويمكن أن تضم الدردشات ما يصل إلى 200000 عضو داخل المجموعة. كما يقدم التطبيق مجموعة من الميزات القابلة للتخصيص والتي تسمح للمستخدمين بتخصيص تجربة المراسلة الخاصة بهم.
هذا ويعتمد Telegram على بروتوكول MTProto وفقاً لمزاعمه، أي أنه يدعم طبقتين من التشفير الآمن بما في ذلك تشفير الخادم والعميل الذي يتم استخدامه في المحادثات السحابية (المحادثات الخاصة والجماعية). وتستخدم الدردشات السرية طبقة إضافية من تشفير العميل والعميل. يتم تشفير جميع البيانات، بغض النظر عن نوعها، بنفس الطريقة – سواء كانت نصية أو وسائط أو ملفات.
ويقول Telegram “إذا كنت تريد المزيد من التشفير، فيمكنك استخدام الدردشات السرية”، المشفرة من طرف إلى طرف، مثل WhatsApp. فهذه المحادثات السرية المشفرة لا تترك أي أثر على الخوادم، فيما يدعم التطبيق رسائل التدمير الذاتي ولا يسمح بإعادة التوجيه. علاوة على ذلك، لا تعد المحادثات السرية جزءاً من سحابة Telegram ولا يمكن الوصول إليها إلا من خلال أجهزتهم الأصلية.