أدانت محكمة أمريكية موظفًا سابقًا في تويتر بالتجسس لصالح المملكة العربية السعودية. وهو قد قام بمشاركة المعلومات الشخصية للمستخدمين اللذين انتقدوا المملكة مع مسؤول سعودي مقرّب من العائلة المالكة.
أحمد أبو عمو، الذي عمل في تويتر من 2013 إلى 2015، أدين بتهم عديدة تشمل العمل كوكيل للمملكة العربية السعودية، وغسيل الأموال، والتآمر لارتكاب احتيال عبر الإنترنت، وتزوير السجلات. هذا وتمت تبرئته من خمس تهم أخرى تتعلق بالاحتيال الإلكتروني.
قال ممثلو الادعاء إن أبو عمو، وهو مواطن مزدوج الجنسية بين الولايات المتحدة الأميركية ولبنان، أنه كان يقوم بتجميع عناوين البريد الإلكتروني وأرقام هواتف الحسابات التي تنتقد الحكومة السعودية، ليقدّم هذه التفاصيل لاحقاً إلى مسؤول سعودي عالي الشأن مقابل مبالغ كبيرة من المال.
بمعنى آخر، قام أبو عمو بجمع عناوين البريد الإلكتروني وأرقام الهواتف وتواريخ الميلاد وغيرها من البيانات الخاصة التي تساعد على تحديد الأشخاص الذين يقفون وراء الحسابات المجهولة، مشاركتها مع المملكة. واحد من المستخدمين الذين وصل أبو عمو إلى بياناتهم هو مجتهد Mujtahidd، وهو حساب مجهول تم وصفه ذات مرة بأنه “النسخة السعودية من ويكيليكس”.
ومقابل مشاركة هذه المعلومات الخاصة والمهمة مع المسؤول السعودي المرتبط بالعائلة المالكة، حصل أبو عمو على ساعة فاخرة يُقال إن قيمتها تزيد عن 40 ألف دولار، وتلقى ثلاثة تحويلات مالية بقيمة 100 ألف دولار للتحويلة عبر حساب بنكي لبناني باسم والده.
وبحسب وثائق المحكمة، لم يبلّغ أبو عمو رؤسائه في تويتر عن تلقيه للساعة الفاخرة، كما هو مطلوب في سياسات الشركة في ذلك الوقت.
مدان بالتجسس
هذا وأكد ممثلو الإدعاء أن أبو عمو كذب لاحقًا على عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي عندما واجهوه في منزله في سياتل في عام 2018، حيث قال إن الساعة كانت تساوي 500 دولار فقط وأن آخر 100 ألف دولار تم تحويلها كانت مقابل عمل استشاري مستقل.
من جهته، أوضح مساعد المدعي العام الأمريكي كولين سامبسون لهيئة المحلفين، في بداية المحاكمة الشهر الماضي (تموز / يوليو) أن “الساعة كانت دفعة أولى للتجسس في المستقبل وأن المال مرتبط بشروط”.
بدوره اعتبر المدعي إريك تشينج في تصريحات أخرى أن “تلك الساعة الفاخرة لم تكن مجانية وأن المملكة كانت قد أمّنت مصدر معلوماتها من داخل شركة تويتر”.
في المقابل، أكد محامو أبو عمو أن الهدايا التي تلقاها كانت مجرد إشارات تقدير مقابل عمله كمدير للشراكات الإعلامية في تويتر، حيث ساعد في التحقق من أصالة حسابات العائلة المالكة السعودية على المنصة.
هذا وقللت محامية الدفاع أنجيلا تشوانغ من أهمية الهدايا، قائلة إنها ترقى إلى مستوى الهدايا العادية في الثقافة السعودية المعروفة بالكرم والهدايا الفخمة.
سيعود أبو عمو إلى المحكمة لجلسة استماع، فيما يواجه عقوبة تصل إلى 20 عامًا في السجن في حال إدانته.
تجدر الإشارة إلى أن هذه القضية هي المرة الأولى التي يتم اتهام المملكة فيها بالتجسس في أمريكا.