في الوقت الحاضر، وفي زمن الحجر المنزلي المفروض بسبب فيروس كورونا، يعمد الناس إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لمشاركة تفاصيل حياتهم الشخصية مع بقية العالم بهدف التسلية والمرح.
في معظم الحالات، عند إنشاء ملف تعريف جديد على شبكات التواصل الاجتماعي الشهيرة مثل Instagram و Facebook ، سيعمل الإعداد الافتراضي على أن تكون معلومات المستخدم عامة. أي أنه سيسمح لأي شخص في العالم برؤية المحتوى الذي يقوم المستخدم بمشاركته، بالإضافة إلى تتبع الأنشطة الأخرى وإمكان الوصول إلى معلومات قيمة مثل الاسم الكامل وعنوان البريد الإلكتروني وما إلى ذلك.
صحيح أن المواد المنشورة على حساب عام ستحصل على الكثير من الإعجابات من أشخاص عشوائيين، ولكن في المقابل سيكون صاحب الحساب عقد تخلى عن جزء كبير من خصوصيته.
ما الذي يمكن أن يحدث جراء مشاركة تفاصيل حياتك على وسائل التواصل الاجتماعي؟
– المطاردون
قد يصبح الناس أحياناً مهووسين بحسابات معينة أو بأشخاص مؤثرين، وفيما يعيش معظم المشاهير في عقارات تخضع لحراسة جيدة، قد لا تكون محظوظاً بما يكفي لامتلاك ذلك. وبالتالي، يمكن أن تكشف مشاركاتك اليومية والمستمرة عن عنوانك الفعلي مما قد يعرضك إلى خطر المراقبة.
فمن خلال عرض الكثير من الصور والمعلومات على ملفك الشخصي على وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن لأي شخص استخدام تقنيات مثل Google Earth للعثور على موقعك الدقيق والبدء في مطاردتك بهدف التربص أو السرقة أو غيره.
– سرقة الهوية
لا يحتاج مجرمو الانترنت إلى الكثير من المعلومات لتزوير الهويات وارتكاب جرم الاحتيال وانتحال الصفة. فعندما تتصل بطبيبك أو البنك الذي تتعامل معه أو تذهب إلى متجر الهواتف المحمولة، يتم توجيه أسئلة للتحقق من هويتك مثل الاسم الكامل وتاريخ الميلاد والعنوان الحالي ورقم الهاتف وغيره. في كثير من الأحيان، قد تحتاج أيضاً إلى رقم الضمان الاجتماعي، أو على الأقل إلى الأرقام الأربعة الأخيرة منه.
مع وضع ذلك في عين الاعتبار، يمكن رصد مئات الملايين من الحسابات في جميع أنحاء العالم التي تقوم بعرض هذه المعلومات وجعلها متاحة بسهولة للجمهور، على مواقع مثل فيسبوك وانستغرام. وهكذا تسهل المشاركات على وسائل التواصل الاجتماعي العمل على مجرمي الإنترنت.
– الابتزاز
كشف تفاصيل الحياة على وسائل التواصل الاجتماعي قد يسمح في بعض الأحيان لزميل في العمل أو لأي شخص، بالمراقبة والبحث عن أدلة بشأن كيفية ابتزازكم. وإذا انتهى بكم الأمر إلى المجادلة مع شخص غريب، فقد يكون الشخص نفسه قادراً على اكتشاف التعليقات التي كتبتوها على وسائل التواصل الاجتماعي واستخدام لقطات الشاشة للابتزاز، مما قد يدمر حياتكم المهنية أو الخاصة.
ما هو الحل؟
يجب أن يحاول المستخدم التحكم في نوعية المعلومات الشخصية التي يشاركها عبر الإنترنت والتأكد من عدم التخلي عن الكثير من الخصوصية. كما يمكنه الانتقال إلى إعدادات الخصوصية لجعل حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي خاصة قدر الإمكان. هذا بالإضافة إلى أهمية استخدام VPN مناسب للحفاظ على الخصوصية أثناء التصفح.
في سياق متصل، من الأفضل تجنب خوض نقاشات حادة مع الغرباء. ضعوا في الاعتبار أن أولئك الذين يتجادلون معكم قد يكونون متصيدون موجودون هناك لاستفزازكم على أمل أن تقولوا شيئاً يمكنهم استخدامه ضدكم.