أظهر فريق من الباحثين في King’s College London أن النساء هن الفئة الأكثر ضعفًا عندما يتعلق الأمر بإساءة استخدام الإنترنت، ورغم ذلك فإن مشاركتهنّ أقل بكثير من الرجال في تقنيات الأمان والخصوصية.
بقيادة الدكتورة كوفيلا كوباموتو، محاضرة في علوم الكمبيوتر ضمن مجموعة الأمن السيبراني في كينجز كوليدج، كشف البحث عن فجوة كبيرة بين الجنسين في استخدام الأدوات المصممة للحفاظ على أمان المستخدمين عبر الإنترنت.
من دراسة استقصائية شملت 600 شخص، بنسب متساوية تقريبًا من الرجال والنساء، خلص الفريق إلى أن عادات حماية النفس من المضايقات والجرائم عبر الإنترنت تختلف اختلافًا كبيرًا بين المجموعتين.
من بين المستجيبين، كان ما يزيد قليلاً عن 75% من النساء أكثر ميلًا إلى بناء عادات الأمان على الإنترنت بناءً على نصيحة أفراد الأسرة والأصدقاء (العلاقات الحميمة والاجتماعية، أو ISC)، مقارنةً بأقل من 24% من الرجال. من ناحية أخرى كانت الغالبية العظمى من الرجال 70%، أكثر عرضة لطلب المشورة من مصادر عبر الإنترنت مثل المنتديات والمراجعات والصفحات المتخصصة. وفي الوقت نفسه، ينطبق هذا على حوالي 35% فقط من النساء.
في حالات قليلة، قد يكون الشخص الذي تُطلب المشورة منه من أعظم هواة الأمن السيبراني في العالم، وفي هذه الحالة قد يكون طلب النصيحة أمرًا منطقيًا.
كما وجدت الدراسة أيضًا أن النساء كن أقل عرضة لاستخدام مجموعة أوسع من أدوات الأمان عبر الإنترنت، مثل VPN والمصادقة متعددة العوامل وجدار الحماية ومكافحة برامج التجسس ومكافحة البرامج الضارة ومكافحة التتبع.
وبدلاً من ذلك كانوا أكثر ميلًا للاعتماد على إجراءات أمان أبسط وأكثر سهولة، مثل تحديثات البرامج وكلمات المرور القوية.
من جهتها، قالت الدكتورة كوباموتو أن “النساء يشكلن أكثر من 50% من السكان، ومع ذلك فهن غير قادرات على المشاركة بفعالية في نصائح السلامة الرقمية وتقنيات الأمان والخصوصية”. وأضافت: “الفجوة الصارخة بين الجنسين في الوصول والمشاركة، كما يتضح من بحثنا، تسلط الضوء على المعايير الجنسانية السارية في الأمان عبر الإنترنت والدور الذي تلعبه الهوية الجنسية في آمنين عبر الإنترنت.”
تم تقديم البحث في إصدار هذا العام من ندوة Usenix Security في أنهايم، كاليفورنيا، وهو حدث برعاية شركات عالمية معروفة مثل Meta و Google و TikTok وIBM.
هذا وأضاف مؤلفو الورقة البحثية عددًا من التوصيات للمطوّرين وواضعي السياسات بشأن كيفية جعل السلامة الرقمية أكثر شمولاً. وهذا يشمل تقديم دعم جدير بالثقة في التعامل مع مواقف الضرر المعقدة في كثير من الأحيان بلغة يسهل الوصول إليها، وتصميم نصائح للحالات الخطرة التي تتعرض لها النساء في كثير من الأحيان، وضمان تزويد النساء والفتيات بالمهارات الرقمية اللازمة لفهم بروتوكولات الأمان عبر الإنترنت.
ومع ذلك شدد الباحثون أيضًا على أهمية تصميم المشورة والتكنولوجيا التي يمكن لأي شخص استخدامها للحصول على الحماية المثلى، بغض النظر عن مستوى المهارة.
وأضافت الدكتورة: “نحتاج إلى اتخاذ إجراءات تسمح بتحقيق قدر أكبر من المساواة بين الجنسين في فرص الأمان على الإنترنت والوصول والمشاركة والنتائج. يتطلب هذا إعادة تصور النماذج الحالية التي لا تخدم النساء بشكل أفضل، حتى نتمكن من جعل التجربة عبر الإنترنت أكثر أمانًا وعدالة للجميع.”