قررت شركة ميتا Meta، المعروفة سابقاً بفيسبوك Facebook، المراهنة بشدة على تطوير الميتافيرس Metaverse. ومع ذلك، فهي ليست الشركة الوحيدة التي تهدف إلى جلب عوالم افتراضية إلى الجماهير، إذ تخطط قائمة طويلة من الشركات الخوض في معركة الميتافيرس وقيادة السباق، أبرزها Alphabet و Microsoft و Apple.

يُعد الرئيس التنفيذي لشركة ميتا مارك زوكربيرج، أحد أغنى الأشخاص في العالم. ويُعد فيسبوك أحد أكثر العلامات التجارية شهرة في العالم. لذلك، بطريقة أو بأخرى، سنرى أن معادلة الميتافيرس ستتطور بسرعة على مدار السنوات القليلة القادمة.

 

مفهوم الميتافيرس ليس بجديد!

مفهوم الميتافيرس metaverse موجود منذ سنوات. نبدأ بتطبيق Second Life الذي يسمح للأشخاص بإنشاء صورة رمزية لأنفسهم والمشاركة في أنشطة العالم الافتراضي عبر الإنترنت، وهو موجود منذ ما يقارب عقدين من الزمن.

هناك ألعاب الفيديو أيضاً التي تنمو بشكل عام، ومنصة VRChat الموجودة منذ سنوات. ومع ذلك، تملك هذه المنصات بضعة ملايين فقط من المستخدمين بين بعضها البعض. وعلى الرغم من وجودها لفترة طويلة، إلا أن الواقع الافتراضي لم ينتشر أبداً على صعيد كبير في العالم.

عندما تم إنشاء فيسبوك، لم يكن يملك مارك زوكربيرج 10 مليارات دولار للاستثمار في التكنولوجيا. ولكن الفارق كبير الآن، خصوصاً مع مشاركة خطط مستقبلية والمراهنة الكبيرة على Meta. هذا ويعتقد محللو الصناعة أن عملاق وسائل التواصل الاجتماعي سينفق ما لا يقل عن 50 مليار دولار لتطوير البرامج والأجهزة اللازمة لمستخدمي الميتافيرس.

 

المنافسة بين الشركات

ميتا ليست الشركة الوحيدة التي تعمل على مفهوم الميتافيرس، فبقية شركات التكنولوجيا الكبرى أيضاً تريد دخول اللعبة وتعبّر بنشاط عن آمالها في توفير هذه التكنولوجيا للجمهور.

علاوة على ذلك، يبدو أن الكثيرين أصبحوا يقبلون الفكرة بأيدٍ مفتوحة. فمع تفشي جائحة Covid-19 لمدة عامين وأكثر، بات يرحب الناس بأي أفكار من شأنها أن تساعدهم على الاتصال بأمان عبر الانترنت، وهذا أحد الأشياء التي تخطط metaverse تقديمها يوماً ما.

من جهتها، قدمت غوغل Google بالفعل عشرات الملايين من المستخدمين إلى الواقع الافتراضي عبر استخدام Google Cardboard. لم يقدم الجهاز تجربة غامرة حقاً ولكنه على الأقل فتح الأبواب أمام الناس لتجربة الواقع الافتراضي. كما قدمت غوغل أيضاً Google Glass، تجربة الواقع المعزز التي فشلت إلى حد كبير على مر السنوات ولكنها وجدت مكاناً لها في الأسواق المتخصصة.

مايكروسوفت Microsoft قامت بدورها أيضاً عبر إطلاق HoloLens قبل ستة أعوام، ومع ذلك لم يتم تعميم مشروعها. واجه كل من نظارة Google Glass و HoloLens المشكلة نفسها: كلاهما باهظ الثمن واستخدامهما كان معقد للغاية.

شركة آبل Apple كانت تحاول خوض غمار الواقع الافتراضي والواقع المعزز لسنوات أيضاً. فقد استحوذت على شركة الواقع المعزز Metaio في عام 2015، وقدمت إطار العمل الخاص بإنشاء تطبيقات الواقع المعزز لأجهزة آبل المسماة ARKit، وما إلى ذلك. يعتقد الكثيرون أن Apple ستقفز على عربة الواقع الافتراضي AR/VR من خلال إدخال المنتجات المتعلقة بالصناعة في عام 2022.

 

التوقعات المستقبلية

هل سيبني فيسبوك نسخة عالية الدقة من “Second Life”؟ على الأرجح نعم.

هل سيقدمونها للجماهير لاستخدامها بشكل واسع من قبل المستهلكين والشركات؟ على الأرجح نعم.

متى سيحدث ذلك؟ لا أحد يعلم، لكن العديد من الشركات كانت تستكشف عالم الواقع الافتراضي على مدار العقد الماضي، وعاجلاً أم آجلاً سيصبح حقيقة واقعة لعدد متزايد من الناس.

من المؤكد أن العالم الافتراضي يمثل العديد من التحديات أما الشركات، تشمل الأمن والقدرة على تحمل التكاليف والمخاطر الصحية والإدمان وما إلى ذلك. وعلى الرغم من أن Meta تخطط لتجميع عشرات المليارات من الدولارات لتطوير حلول الواقع المعزز والواقع الافتراضي، إلا أن تطوير هذه الصناعة سيستغرق وقتاً.