شهد العالم منذ بدء جائحة فيروس كورونا ارتفاعا كبيرا في حجم التهديدات الإلكترونية التي تخطت حدود القرصنة ضد الشركات، وباتت تستهدف المستخدمين في منازلهم. وبما أن هناك جمهور أسير المنزل، بسبب الحجر المنزلي وفرض منع التجول، يمكن استهدافه، تُعد هذه فرصة كبيرة لمجرمي الإنترنت لسرقة تسجيلات الدخول والبيانات الشخصية لبيعها لاحقا للمحتالين، أو حتى لسرقة كلمات المرور واختراق الحسابات المالية.

وحقيقة أن العديد من العاملين في المنزل قد يكونون أكثر تشتتًا مما لو كانوا في المكتب، خاصة إذا كان لديهم أطفال صغار، تساعد القراصنة نوعا ما في عملهم. فقد يتشارك الأطفال نفس أجهزة الكمبيوتر المحمولة أو الأجهزة الالكترونية الشخصية مع أهلهم، ويحتمل أن يزوروا مواقع خطرة أو يقومون بتنزيل تطبيقات غير معتمدة.

هناك أيضا احتمال كبير، ما لم يكن هناك جهاز خاص في المنزل من الشركة التي تعملون بها، أن تكون معدات الحوسبة الشخصية الخاصة بكم أقل أمانًا من المجموعة التي لديكم في المكتب. أضف إلى ذلك حقيقة أن الدعم المقدم من قسم تكنولوجيا المعلومات قد يكون أقل استجابة من المعتاد، نظرًا لأن الفرق الموجودة غارقة في الطلبات، بينما هم أنفسهم يكافحون من أجل الصمود.

 

احذروا عمليات القرصنة الشريرة

حان الوقت إذا لتكثيف الجهود الشخصية في محاولة ضمان الأمن السيبراني الخاص بأفراد العائلة. ولفعل ذلك، يجب الاطلاع أولا على التهديدات المحتملة التالية:

– قد يتم اختراق أجهزة التوجيه المنزلية والأجهزة الذكية غير الآمنة في هجمات أكثر تعقيدًا مصممة لسرقة البيانات من شبكات الشركة عبر العامل المنزلي.

– هجمات التصيد الاحتيالي التي تنتحل صفة علامات تجارية معروفة أو تستخدم معلومات / أخبار COVID-19 كإغراء. هذا وتحظر غوغل 18 مليون رسالة بريد إلكتروني ضارة تحت عنوان الوباء كل يوم. قد يكون الهدف النهائي هو الاستيلاء على حسابات المستهلكين عبر الإنترنت: Netflix، الخدمات المصرفية، البريد الإلكتروني، التسوق عبر الإنترنت أو حسابات العمل. فيما تم تصميم رسائل البريد الإلكتروني المخادعة الأخرى لتثبيت البرامج الضارة لسرقة البيانات وبرامج الفدية والتهديدات الأخرى.

– قد يستهدف المهاجمون أيضا الثغرات الأمنية في أجهزة الكمبيوتر المنزلية والتطبيقات التي تستخدمونها للوصول عن بُعد (مثل تطبيقات مؤتمرات الفيديو وما إلى ذلك).

هجمات القرصنة الأخرى

– قد يحاول القراصنة اختراق البريد الإلكتروني الخاص بالأعمال عبر الاستفادة من نقص الاتصالات الداخلية بين العمال عن بُعد، لانتحال صفة كبار المسؤولين التنفيذيين عبر البريد الإلكتروني، وخداع أعضاء فريق الشؤون المالية لتحويل أموال الشركات إلى الخارج.

– يعرّض الأطفال، عن غير قصد، الشبكات والأجهزة المنزلية لجميع أنواع البرامج الضارة بسبب زيارة مواقع الانترنت واستخدام تطبيقات الأجهزة المحمولة وروابط وسائل التواصل الاجتماعي. فيقعون ضحية هجمات التصيد التي يحتمل أن تحاكي منصات التعلم عن بُعد ومؤتمرات الفيديو.

– الأطفال الذين يبحثون عن محتوى للبالغين / غير مناسب، أو أولئك الذين يشعرون بالملل فيقومون بتصفح وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مبالغ. إذ حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من أن ملايين الأطفال يتعرضون لضرر متزايد عبر الإنترنت لأن الإغلاق يعني أنهم يقضون المزيد من أيامهم على الإنترنت.

– تمثل تطبيقات الأجهزة المحمولة مصدرًا محتملاً للبرامج الضارة، خاصة تلك الموجودة في متاجر التطبيقات غير الرسمية. هذا وتم الإبلاغ عن ارتفاع بنسبة 51٪ في برامج الملاحقة – تطبيقات المراقبة السرية التي يستخدمها المعتدون المحليون والمطاردون لاستهداف الضحايا.

تجدر الإشارة أيضا إلى أن وباء فيروس كورونا أدى إلى زيادة كبيرة في الاحتيال ضمن التجارة الإلكترونية، حيث يتم خداع المستهلكين لشراء منتجات غير موجودة أو سلع مقلدة بما في ذلك المواد الطبية.