اتبعت حكومة المملكة المتحدة حذو الولايات المتحدة الأميركية، وقامت بإعلان حظر تطبيق TikTok عن جميع الأجهزة المملوكة للحكومة. وبموجب هذه الخطة، سيتم منع السياسيين وموظفي الخدمة المدنية من تثبيت التطبيق الأشهر عالميًا على أي من أجهزتهم الالكترونية.
ما المشكلة؟
يُعد TikTok حاليًا من أكثر تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي استخداماً في العالم. وبذلك، أثارت الوكالات الأمنية الأميركية والبريطانية مخاوف بشأن التطبيق، لا سيما بسبب العلاقة الوثيقة بين TikTok وحكومة الدولة الصينية.
مثل العديد من التطبيقات الأخرى، يقوم تطبيق TikTok بجمع كميات كبيرة من البيانات الشخصية للمستخدمين، ولكن لا أحد خارج الشركة يعلم بالضبط ما يتم فعله بهذه المعلومات.
صحيح أن TikTok يستخدم بعض البيانات على الأقل لبناء ملفات تعريف التسويق حتى يتمكن النظام من استهداف المشتركين بالإعلانات المناسبة. ولكن هذا ما تفعله أيضاً معظم الخدمات “المجانية” الأخرى المشابهة، أبرزها غوغل على سبيل المثال.
المشكلة هي في ما يفعله TikTok تحديداً مع بقية المعلومات التي يقوم بجمعها. إذ يحذر المركز الوطني للأمن السيبراني في المملكة المتحدة من خطر مشاركة البيانات مع الحكومة الصينية. وهذا بدوره يثير تساؤلات بشأن ما إذا كانت الحكومة الصينية قادرة على الوصول إلى معلومات حساسة سياسياً أو سرية من خلال الأجهزة الحكومية.
ماذا يحدث؟
بناءً على نصيحة من المركز الوطني للأمن الإلكتروني، قامت المملكة المتحدة بحظر تطبيق TikTok عن جميع الأجهزة المملوكة للحكومة. كما قامت أيضًا بحظر الوصول إلى موقع TikTok وخدماته عند استخدام الشبكات داخل المباني الحكومية.
وعلى الرغم من أن الحكومة تشجع نواب البرلمان على عدم استخدام التطبيق على الإطلاق، إلا أنهم سيظلون أحرارًا في تثبيت TikTok على أجهزتهم الشخصية. ومع ذلك، لن يتمكنوا من مشاركة مقاطع الفيديو أو عرضها أثناء الاتصال بشبكة الـ WiFi في البرلمان.
حتى اللحظة، لا توجد خطط لفرض حظر على مستوى الدولة في المملكة المتحدة، لذلك لا يزال بإمكان المواطنين الأفراد استخدام TikTok بشكل عادي، حتى لو أوضحت الإرشادات الرسمية أن التطبيق قد يمثل خطرًا أمنيًا خطيرًا على مستوى الدولة.
ولكن نظرًا لأن الحكومات في جميع أنحاء العالم ما زالت تدرس الآثار المترتبة عن التجسس التابع للدولة الصينية، والذي يمكن أن يحدث عبر استخدام تطبيقات الهواتف الذكية، فقد يتغير القرار أعلاه في مرحلة ما في المستقبل بحسب المستجدات.
على سبيل المثال، تعمل حكومة الولايات المتحدة بالفعل على إنشاء الإطار التشريعي المطلوب لحظر TikTok (والتطبيقات الحساسة الأخرى) من البلاد.
هذا ويتم اتخاذ خطوات مماثلة لحظر التطبيقات التابعة للدولة الصينية من الأجهزة الحكومية في جميع أنحاء العالم، ولكن ماذا يعني ذلك بالنسبة لعامة المواطنين؟ الحقيقة هي أن هذه المخاوف الأمنية تنطبق على الجميع، وليس فقط السياسيين. إذ يجب على كل مستخدم لـ TikTok التفكير بجدية فيما إذا كانت بياناته الشخصية وخصوصيته معرضان للخطر، واتخاذ الخطوات المناسبة لحماية النفس، حتى لو كان ذلك يعني مغادرة التطبيق تمامًا.